غنت سواقينا الصغيرة ُ

أنا فلاح لو أنكر .. يبرهن وجهي
الأسمر فطمي النيل في وجهي ..
وفي عرقي الشذا أخضر
وكم دلت دلائلنا .. بأن الفضل قد أثمر
غنت سواقينا الصغيرة ُ
لحنَها
فسقت ضلوعَ الأرض ِ
أغصان ُ الحبور ْ
همست سواعده الفتية ُ
أنها أمراة ٌترش الخصب َ
بين عيونه؟ ِ
شجرا تُوثّق ُلوحة َالأقدار ِ
في أطيافها
ماكان يملك ُ
غيرَ قلب ٍ
خصب ُ طينته ِ
تجرّفه ُ الدحول ُ
غواية ً
حملت ( بشطيتها وشمرتها )
ترتق خصبه
بضلوعها سعة الرضا
فتشققت قدماه من وجد الي وجدٍ
تعتقه السواقي
والبذور غناء عينيه المليئة ِكالمدي
بجدائل ٍ
غسلت ثمار الفرح فوق براحها
في وجهه الصوام عن جزع الرجال ِ
تفتحت
في فرحة ٍ
وكدوحة
في صمته العشّاق ِ عهدَ وفائها
قد عمقت
ورمت جذورْ
كانت عصافير الحديقة
لم تزل زَغَبَا
ومازال الجناح يرف
في علوية الإشراق ِ
من وِرْدٍ إلي وِرْدٍ
فمن بستانها
لحدائق الأفراح في أضلاعه
ترد الطيورْ
وتراه رقراقَ الهيام
تري السنابل مثل طفلٍ
ضائع من غير كفيها الخضار ِ
جميع َ بحات الطيورِ
علي اختلاف مشارب الأطيار
تعشق طعم نجمتها التي معها تدورْ
تسقي رضاب الحب ِ
إن مست به
حَطَبَ الحُقُول ِ
تَفَتَّقَ النَّوَارْ
وَمَشَي سُهَيْل ُ إلي مَفَاوِزِ قَلْبِهَا مِشْيًا ثَقِيل ْ
وَتَنَفَّسَتْ تحكي شموسُ الصبحِ للنخلِ الظليلْ
والساسبانُ حكي
لجرف الترعة الحُبْلَي بأعراسِ الفصول ْ
غَسَلَ اليمام ُجراحَهُ
ليطيرَ في عرسِ السنابلِ
والفتي غني لنور حصادِه ِالمسطور ِ
في سِفْرِ الأهلةِ
والهوي المسكوبِ في صدر ٍ
بتول ٍ عشقُهُ
فتناثرت سنن ُ المحبة ِ
في عيون الغرس ِ
للطفل ِ المرتل ِ
للغيوم براح أغنية ٍ
يضفرها
بصفصافٍ يَظِلُّ بهاءَ سيدةِ الغصونِ الأرض ِ
حين تَفَصُّدِ الكفِّ الصبورِعلي الفئوسِ
ليرسُمَ وجْهَهَا عرقُ المفاوز ِ
حين يَفْصِدُ وجدَهَا
والتوتُ أغنية ُ اليمام ِ
تدور في سعةٍ لساقيةٍ تبعثر ُ شوقَهَا
طَمْيَ الفدادين التي
عجنت لها الحناءَ في العرسِ الطيورْ
وتري الفتي
طيرا صبا
وَبِوَصْلِه ِ
سَكِرَتْ حقولُ
له المَقامُ الكشفُ عند َعذوبة ِ
الوجد المسافر نحو سنبلة ٍ
تُؤكِّدُ عطرها
ولبسمة الموالِ فرحتها
ومسة ُ كفهِ
تبويب أرغفة ِالمسافر ِ
كي يذوبَ بحضرة الأرضِ ِالتي
دوما تُعَوِّذُ خِصْبَهَا
أَلِأَنَّهُ
محراث ُ أفئدة ( الحواويل ) المصابةِ بالغرامِ شُمُوسُهَا؟
عشرون عاما والفتي
في باب ِ( طينة ِحقله ِ)
يزجي السنابلَ
والنخيلُ هَمَي
بلمع ِعيونه في هِزَّة ِالموالْ
إن رشَّ رطبَ حديثِهِ لنخيلهِ
جمارُهُ رشَّ الوصالْ
عطرُ الحقول ِيفوح ُمن جلبابهِ
لصبية ٍ
غزلت نسيج هيامه بغرامها
ليدورَ مشاءً بها
يبني بفأس ِ غرامه ِ
وطنا لمن عرف الغرام ْ