د.ىحىى الرخاوى منذ أكثر من عشر سنوات كتبت في الأهرام بتاريخ 15-7-2002 عن (حقوق الإنسان بين الإعلان والتطبيق) قلت آنذاك (الحديث عن حقوف الإنسان هو حديث حضاري طيب، وبرغم كل ما شاب هذا النشاط من شبهات، وبرغم التحفظات التي تثار بين الحين والحين علي الممارسات التي تسمي به، وعلي السلطات والدول التي تتولي احتكار إصدار أحكامه من منصتها، والتي لا تتورع عن التمييز في التطبيق، فإن إيجابيات هذا النشاط تربو علي سلبياته عامة. ومع ذلك فلا بد من إعادة النظر في أبعاده وتطبيقاته علي السواء) إلي أن قلت: (..إن الحقوق الحقيقية هي التي تمارس علي أرض الواقع، وليست هي المرصوصة فقط علي ورق المواثيق). ولم ينتبه أحد، وحين لاحت الفرصة لأكتب للأطفال تلك الأراجيز التي أشرت إليها الأسبوع الماضي، فإذا بالفكرة تصل أسرع وأكثر اختراقا، وبرغم أنني استشهدت بها في أكثر من مقال سابق، إلا أنني شعرت أن من حق قارئ هذه المجلة-المتميز بلا شك- أن أتسحب إلي وعيه لعله يستقبلها بما أردت لها، إذ يبدو أن الأطفال داخلنا أكثر يقظة وأجهز تلقيا، فقلت أعيد توجيه رسالتي إليهم، بعد أن نجحت تجربة الأسبوع الماضي حيث استقبلها عدد من الأصدقاء بفهم أقرب وترحيب أدفأ، قلت علي لسان الطفل (داخلنا وخارجنا): حقي انا بحقْ وحقيق: إنيِّ خلقة ربنا يبقي مش من حقي أفرّط في اللي خلاَّنِي: أنَا بس ده مش حقِّيْ وحدِي ما هو عندك زي عندِي
حق كل الناس يا ناس: هوّا حقي. إنْ ظلمتَكْ : يبقي انا ظالمْ لِنَفسي هكذا نَبّهني حِسّي يعني عقلي التاني لاَخْضر مش بعقلي الكمبيوتر: (يِجْمَع أكتر!! واللي يغلب، يبقي أشطر..!!)