السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا من أشد المعجبين بهذا الموقع المتميز، أنا بنوتة عندي 22 سنة وبحب زميلي في الكلية، وأنا وهو علاقتنا محددة، يعني لا يوجد أي تجاوزات الحمد لله.. هو إنسان محترم جدا وبيحترمني وبيحبني جدا، وأنا كمان بحبه أوي وباحترمه هو وكل فرد في عيلته، بس من كام يوم حصلت مشكلة، أنا دخلت على الإيميل بتاعه من غير ما هو يعرف وقريت كام محادثة بينه وبين إخواته البنات، ولقيته بيتكلم معاهم بألفاظ بشعة ماينفعش إنه يقولها لبنات أصلا.. فأنا كلّمته باقول له إنت إزاي تقول لإخواتك البنات كده عيب، لقيته قال لإخواته وهما حاولوا يكلموني ويقولوا إحنا بيت محترم ومتربيين، بس إحنا علشان قريبين أوي من بعض فواخدين عليه أوي.. بس أنا ماكانش قصدي إنهم مش محترمين أو أغلط في أي حد فيهم، أنا قلت لهم أنا ماحبش اللي هاتجوزه أو اللي هارتبط بيه يقول الألفاظ دي في البيت أو يقولها لأولاده، وأكيد هييجي يوم ويغلط ويقولها علشان ده طبع، والكلام بيننا خلص لحد كده.. أنا دلوقتي عاوزة أعرف أنا من حقي اللي عملته ده؟ مع العلم إن هو برضه بيدخل على إيميلي وبيشوف كلامي عادي وأنا مش بازعل، ولما بيشوف حاجة غلط بيقول لي برضه، أنا عاوزة أعرف أنا صح إني أبعد عنه ولا الموضوع مش مستاهل ودي حاجة أنا ماليش أتدخل فيها فعلا، بس أنا مش قادرة أبعد عنه؛ أنا بحبه جدا وهو محترم معايا جدا بصراحة، وأنا خايفة أظلمه ومش عاوزة أخسر إنسان بيحبني وبيحترمني هو وأهله كده.. وآسفة على الإطالة.
e.ahmed
صديقتي العزيزة.. عندما نتجاوز أمورا جوهرية في حياتنا لأجل العاطفة علينا أن ندرك أنها ستكون في واقعنا، ومن المستحيل أن نعيش حسب تصور خيالنا الجميل. إنك حينما تنظرين بمشاعرك ترين أن الفتى محترم وأن أسرته أيضا محترمة لكنك غير متقبلة في اعتقاداتك العقلية ومبادئك التي تربيت عليها ما حدث معه، ويرى عقلك ما هو متناقض مع قلبك -في الاحترام- ولذلك حدثت الحيرة لديك. ما رأيته عن طريق الصدفة هو مجرد جزء من حقيقة موجودة بالفعل في طريقة تربية هذا الشاب وأهله، وهي شيء طبيعي جدا لديهم وليس عندهم أدنى شعور بأن ذلك خطأ، وبالتالي فإن التراجع عن تلك الألفاظ البشعة -كما وصفتها- مستحيل، لأنه لا توجد نية لتغييرها، فالأمر واقع وهم معترفون به ويفتخرون أيضا، فهذا بالنسبة إليهم شيئا رائعا ومعنى للحميمية والقرب، وبالتالي يستحيل محو ثقافة غرست فيهم حتى النخاع ومقتنعين بها أيضا. تأكدي تماما أن ما قرأته لم يكن سوى القليل مما هو موجود بالفعل، فلا زالت الحياة ستكشف لك الكثير منه، لذا فإن كان لديك الاستعداد لتقبل أن تسير حياتك مع شخص يمكن أن يوجّه لك كلمات بشعة لا تصح أن يقولها لفتاة فاستمري على عاطفتك. لكن ثقي أن الحب -الذي يجعلك ترين الواقع جميلا وتحاولين الدفاع عنه بإيهام نفسك أن تلك العائلة محترمة على الرغم مما علمته- لن يستمر إذا لم يكن بينكما توافق في الأخلاق والتربية والأمور الجوهرية في حياتك، فإن كنت صدمت الآن وأنت لم تعلمي إلا القليل، فما بالك حينما تكون حياتك وسط ذلك بشكل واقعي لا يمكن معه التزيين! وسوف يمتد إلى أبنائك. ومشكلة العديد من الناس الآن أنهم يغفلون عن أمور أهم بكثير من العاطفة، فإذا بها تسفر عن حياة تعيسة أو ازدياد نسبة الطلاق، لأنهم يظنون الحياة في بدايتها الرومانسية فقط، ويحلمون بعلاقة كما الأفلام حتى يصطدمون بما يكشفه لهم الواقع ومشكلات الحياة اليومية، التي يجب فيها توفر أمور عديدة للحفاظ على المشاعر وعلى الحب، ودونها لا يمكن أن يستقيم الحب.. وما حدث مع من تجاهلوا ذلك أنهم خسروا حياتهم وذبل حبهم مع بداية مواقفهم الحقيقية في الحياة، في حين أن من بحث عن التوافق والتفاهم في نمط الحياة ومستوى الأخلاق وطريقة التفكير والتصرف ينشأ الحب قويا جدا حينها، لأنه ينشأ بناء على واقع وليس مجرد أحلام ستنتهي بالإفاقة بعد فترة قصيرة.. مع تمنياتي لك بالحياة السعيدة.