«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساجلة بين أومبرتو إيكو والفيلسوف فاتيمو
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 06 - 2010


هل نقاطع
دولة إسرائيل؟
أومبرتو إيكو
لا أتفق مع صديقي جاني فاتيمو الذي وقع علي نداء ورد فيه أن "الأكاديميين والمفكرين الإسرائيليين قاموا ويقومون بدور داعم لحكوماتهم".
في يناير عام 2003 كنت أعرب عن أسفي من أن المجلة الإنجليزية "المترجم" التي تديرها مني بيكر، وهي عالمة جليلة تشرف علي موسوعة دراسات الترجمة، قد قررت (للاحتجاج علي سياسة شارون) مقاطعة المؤسسات الجامعية الإسرائيلية، ولهذا طلبت من باحثين إسرائيليين كانا يشاركان في إدارة تحرير المجلة، أن يستقيلا. ومن المفارقة أن هذين الباحثين كانا قد اشتهرا بمخالفتهما لسياسة حكومتهما، ولكن هذا الأمر لم يزحزح مني بيكر عن موقفها.
وكان من بين ملاحظاتي أنه يجب التمييز بين سياسة حكومة (أو حتي بين دستور دولة) والأحداث الثقافية التي يموج بها بلد ما. وضمنيا كشفت عن أن اعتبار جميع المواطنين في بلد ما مسئولون عن سياسة حكوماتهم فيه شيء من العنصرية. بين من يتصرف علي هذا النحو وبين من يؤكد أنه يجب ضرب جميع الفلسطينيين بالقنابل لأن بعض الفلسطينيين يرتكبون أعمالا إرهابية، ليس هناك أي فرق.
والآن قدمت في تورينو مانفستو باسم "الحملة الإيطالية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" وفيه، كنوع من الاعتراض علي سياسة الحكومة الإسرائيلية، هناك تأكيد علي أن "الجامعات والأكاديميين والمفكرين الإسرائيليين، كلهم تقريبا، قاموا ويقومون بدور داعم لحكومتهم ومشاركون معها في سياساتها. كذلك فإن الجامعات الإسرائيلية هي أيضا أماكن يتم فيها تنفيذ بعض أهم مشاريع الأبحاث، التي لها أهداف عسكرية، علي أسلحة جديدة بالنانو تكنولوجي وعلي أنظمة تكنولوجيه ونفسيه للتحكم في السكان المدنيين وقمعهم".
ولهذا يطلبون عدم المشاركة في أي شكل من أشكال التعاون الأكاديمي والثقافي والتعاون وإقامة مشاريع مشتركة مع المؤسسات الإسرائيلية؛ ودعم مقاطعة شاملة للمؤسسات الإسرائيلية علي المستوي القومي والدولي، بما في ذلك تعليق كافة أشكال التمويل والدعم لهذه المؤسسات. وأنا لا أتفق بالفعل مع سياسة الحكومة الإسرائيلية ورأيت باهتمام كبير بيان الكثير من اليهود الأوروبيين (جكال) ضد التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية (مانفستو، يبين بالجدل الذي أثاره، أنه قد ثار جدال حول هذه المشاكل في العالم اليهودي، داخل إسرائيل وخارجها). ولكنني أجد هذا التأكيد مضللا: أن "الأكاديميين والمفكرين الإسرائيليين كافة تقريبا قاموا ويقومون بدور في دعم حكومتهم" لأننا نعرف جميعا كثيرا من المفكرين الإسرائيليين الذين خالفوا ويخالفون هذه الموضوعات.
هل يجب أن نتمنع عن استضافة فيلسوف صيني في مؤتمر عن الفلسفة لأن بكين تفرض رقابة علي جوجل؟ أستطيع أن أفهم (لكي نخرج من موضوع إسرائيل المحرج) أننا لو علمنا أن أقسام الفيزياء بجامعة طهران أو بيونج يانج تتعاون بنشاط لبناء القنبلة الذرية في تلك البلاد، وأقسام الفيزياء بجامعة روما وجامعة أكسفورد تفضل قطع كل علاقة مؤسسية مع أماكن البحث تلك. ولكنني لا أفهم لماذا يجب قطع علاقات مع أقسام تاريخ الفن الكوري أو الأدب الفارسي القديم.
وأنا أري صديقي جاني فاتيمو في إطلاق نداء المقاطعة الجديد. والآن لنفترض (افتراضا عبثيا) أنه في بعض البلاد الأجنبية تنتشر شائعة أن حكومة برلسكوني التي تراعي المبدأ الديمقراطي المقدس للفصل بين السلطات نزعت الشرعية عن النيابة العامة، واستفادت من دعم حزب عنصري معاد للأجانب علي نحو ثابت. فهل يرضي فاتيمو المخالف لهذه الحكومة، ألا تدعوه الحكومات الأمريكية أستاذا زائرا، ولجان خاصة للدفاع عن حقوق الإنسان عمدت إلي إزالة جميع مؤلفاته من المكتبات الأمريكية؟ أنا واثق من أنه سوف يصرخ في هذه الحالة من الظلم ويؤكد أن الحكم علي هذا النحو هو مثل الحكم علي جميع اليهود بأنهم قتلوا المسيح فقط لأن مجلس
السنهدرين كان في تلك الجمعة المقدسة سيئ المزاج.
ليس صحيحا أن جميع الرومانيين مغتصبون وأن جميع القسس لديهم شهوة الأطفال وأن جميع دارسي هايدجر نازيون. ومن ثم فإن أي وضع سياسي، وأي خلاف مع أي حكومة، لا يجب أن نشرك فيه شعبا بالكامل أو ثقافة بكاملها. ويسري هذا علي نحو خاص علي جمهورية المعرفة، حيث التضامن بين الدارسين والفنانين والكتاب من جميع أنحاء العالم كان دائما هدفه الدفاع عن حقوق الإنسان بعيدا عن أية حدود.
14 مايو 2010
ردا علي الرسالة
أنا مسرور لأن إيكو لا "يتفق مع " (والحمد لله) السياسة الإسرائيلية _ وتمييزه بين حكومة ودولة إسرائيل صحيح شكليا، ولكنه تاريخيا سطحي: منذ أن وجدت مارست دولة إسرائيل دائما سياسة توسعية وفي الغالب تتسم بالإبادة الجماعية. أنا أيضا أعرف مفكرين يهود، بل وإسرائيليين، يعارضون حكومتهم، بدءا من تشومسكي وحتي إيلان بابي ونورمان فنكلشتين. ولكن كم من المفكرين الإيطاليين اتخذ موقفا واضحا من مذبحة غزة قبل عامين؟ اليوم الذي يقصف فيه برلسكوني نيس وسافويا لأنها أرضنا تاريخيا (صحيح أن قبر راشيل ليس بها ولكنها أسطورة مقابل أسطورة...) فاعتقد أن مواطني البلاد الأخري سوف يكون لديهم كل الحق في محاولة الضغط عليه حتي بعزل الأكاديميين والعلماء وكبار رجال الثقافة، التي هي محايدة بطبيعتها، ولكنها شكل من أشكال الدعاية للبلد _ دولة وحكومة _ ومنها جاء إيكو نفسه _ إن لم أكن مخطئا، ورفض منذ زمن الذهاب إلي فرنسا لتمثيل الثقافة الإيطالية في تظاهرة روجت لها حكومة برلسكوني. علاوة علي هذا فهي مبادرات رمزية، تهدف إلي تعريف الجمهور الواسع بالمشكلات. بالنسبة لعلماء اللاتينية والآثار فيستطيعون التواصل بواسطة مؤتمرات الفيديو أو حتي المراسلة بالبريد. يمكن أن يكون مناسبا أكثر إذا أبطأنا أو أوقفنا الأعمال المشتركة في العلوم القوية. فهذه العلوم كما نعرف موجهة مباشرة لأهداف عسكرية ولا تستطيع الثقافة الإنسانية، وجمهورية الآداب التي يبدو أن إيكو لا يزال مؤمنا بها كثيرا، لا تستطيع إلا أن تتوقع منها مزيدا من الخراب.
مرسلة من جاني فاتيمو يوم 19 يونيو 2010
ردا علي الرد
عزيزي جاني فاتيمو، العاطفة شيء جميل، ولكنها لا تساعد دائما علي الحكم السليم. مؤكد أن برلسكوني لو قصف نيس فلن يكون شخصا لطيفا، ولكن لماذا تكون المقارنة دائما في الهواء بلا أساس، يجب أن تكون قد ألقت من نيس صواريخ وجاءت تسلسلات إرهابية لوقت طويل، وأن يكون في باريس نظام يستهدف تدمير إيطاليا وطرد وإبادة الإيطاليين، حتي لا نتكلم عن كل تلك الظروف (الحضور منذ آلاف السنين، الشتات، الهجرة المسالمة في العودة) التي تجعل الصورة أكثر اتساقا حتي وإن كان أقل وظيفية في تفكيرك، وهي تنقص هنا. أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية فإن عدم المشاركة في التظاهرة الثقافية فهي لا تزال أكثر غرابة. أنا أدافع علي نحو خاص عن حق الأفراد في اتخاذ القرار في كل حالة علي حده، وهذا ما كان ممكنا في تلك الحالة. لو كانت الأشياء قد سارت وفقا لمنطقك فإن الفرنسيين هم الذين كان عليهم رفض عقد هذه التظاهرة، قبل رفض الدعوة لأي ضيف إيطالي، لأنها ضد سياسات برلسكوني. كما تري، فهي مقارنات كلها فاسدة لا تنهض علي قدميها ولا بعكازات. وهذا حسن بما أنك بطل الفكر
الضعيف، ليكن... أما عن المعلقين الآخرين الفرحين الذين يستعيرون، بالحق وبالباطل، حتي بوبر نفسه، بدلا من أن يقولوا إن إسرائيل أسوأ من ألمانيا النازية، فإنني أنتظر كحد أدني أن يكونوا من سكان بيت عزرا باوند (الشاعر الأمريكي الشهير، هاحر إلي إيطاليا وكان قريبا من موسوليني وسجن في أمريكا) وأن الخطب ضد معبد الشيطان كانت مجرد مسألة دقائق.
مرسل من أومبرتو إيكو يوم 19 مايو 2010
الرسالة الجديدة من إيكو
الربط والضرب
إومبرتو إيكو
إلي فاتيمو مع لوم باستخدام أزمنة الربط استخداما سيئا. إذا كنا سوف نعاقب لأخطاء فرد جيلا بأكمله، أو شعبا، فلن يكون ذلك لمعاداة السامية ولكن بالتأكيد سنفعل بسبب العنصرية.
منذ 15 يوما احتججت علي دعوة مقاطعة أكاديميات ومفكري إسرائيل، والذي وقعه أيضا صديقي جاني فاتيمو. إنني لم أضع مسألة عدم الاتفاق الذي يمكن استعراضه فيما يتعلق بسياسة الحكومة الإسرائيلية علي طاولة النقاش، ولكنني كنت أقول إنه لا يمكن الزعم كما يفعل النداء بأن "الأكاديميين الإسرائيليين، بأكملهم تقريبا، قاموا ويقومون بدور في دعم حكومتهم". كلنا نعرف أن عددا كبيرا من الإسرائيليين يختلفون حول هذا الموضوع.
الآن أتلقي خطابا رقيقا من فاتيمو وفي الوقت نفسه رسائل أخري من القراء الذين يقاسمونه أفكاره. كتب فاتيمو يقول: "أحس بأنني مثل واحد يلام علي الاستخدام الصحيح لزمن في حالة الربط _ أفهم كم هي مهمة الكلمات والإعراب بالنسبة لك أيها السيميائي - في نقاش حول "علقة" دياز... كان السؤال الأساسي هو: كم من المفكرين من مقامك، أو، عذرا، أقل قليلا، قد اتخذوا مواقف علنية حول مذبحة غزة؟ والآن كم سوف يحتجون علي إيقاف تشومسكي علي الحدود؟
ولكنني لم أكن ألوم فاتيمو فيما يتعلق بضرب دياز، ولأنه استخدم الربط استخداما سيئا، بل لأنه يريد أن يسحق جميع جنود شرطة إيطاليا انتقاما. وهي فكرة
هذه المساجلة بين كاتبين وفيلسوفين كبيرين في إيطاليا، هما أومبرتو إيكو وجاني فاتيمو، بمناسبة ترشيح عاموس عوز لجائزة معرض تورينو هذا العام (وقد نال الجائزة) وقد استدعي ترشيح عوز نداء مقاطعة سابق عندما وصل إلي إيكو طلب وقع عليه المفكرون الإيطاليون للدعوة إلي مقاطعة دولة إسرائيل ومنع استضافتها كضيف شرف لمعرض تورينو الدولي عام 2008 نشرت المساجلة في صحيفة اسبرسو، ونحن نستعيدها اليوم كنوع من النقاش الدائر في الغرب حول شرعية إسرائيل، والفرق بين مفكرين يبحثون عن جوهر العدالة ومفكرين يناقشون الأحداث والوقائع.
ينبغي أن تكون مرفوضة من كل شخص يتحلي بحسن الفطنة. إذا كنا سوف نعاقب لأخطاء فرد جيلا بأكمله، أو شعبا، فلن يكون ذلك لمعاداة السامية ولكن بالتأكيد سنفعل بسبب العنصرية. السؤال الأساسي الذي يتحدث عنه لم يكن لماذا لا نتحدث عن غزة (وهي واقعة مريعة) ولا للمنع الكريه لتشومسكي من الانتقال (والذي كان قد أعرب عن رفضه لمبدأ المقاطعة). المسألة الرئيسية كانت تتعلق بالمقاطعة.
الرسائل كلها التي جاءتني كانت تعدد لي الموضوعات التي تأتي ضد الحكومة الإسرائيلية، متناسية أنني نفسي قد قلت إنني لا أتفق معها. كان مقالي يسأل ما إذا كنا علي أساس رفضنا لسياسة حكومة نستطيع أن نستبعد من الجماعة الفكرية الدولية جميع الدارسين والعلماء والكتاب في البلد الذي تحكم فيه هذه الحكومة. يبدو أن المعارضين لي لم يروا فارقا بين المسألتين. علي سبيل المثال فإن فاتيمو لكي يوضح لي أن في فكرة المقاطعة معادة للصهيونية وليس معاداة السامية كتب لي: هل يعتبروا معادين للسامية اليهود المعادون للصهيونية والذين يرون أن تدينهم العبري تهددها سياسة القوة هذه؟ وهذه هي بالتحديد القضية. إذا سلمنا بهذا، وسوف يكون من الصعب عدم التسليم به، بأنه يوجد كثير من اليهود (حتي في إسرائيل، انتبه) يرفضون سياسة القوة التي تتبعها حكومتهم، فلماذا نفرض عليهم مقاطعة عالمية؟
في هذه الأيام هناك خبران سيئان. الأول هو أن المدارس الدينية المتطرفة في إسرائيل منعت تدريس سوفوكليس، وآنا كارنينا، وأعمال باشفيزسنجر، وآخر روايات عاموس عوز. هنا ليس للحكومة دخل، بل لجماعات طالبان الداخلية، ونحن نعرف أن طالبان موجودون في كل مكان (يوجد طالبان كاثوليك أيضا يضعون ماكيافيلي بين الكفار). فلماذا إذن (وهذا هو الخبر السيء الثاني) تصرف المقاطعون التورينيون مثل طالباني عندما احتجوا علي الرغبة في إعطاء جائزة معرض الكتاب (مثلما أعطيت فعلا) لعاموس عوز؟ وهكذا فإن عاموس عوز لا يريدونه في مياشيريم (حي المتطرفين في القدس) ولا يريدونه في تورينو (مدينة الكفن المقدس). أين يجب أن يذهب هذا اليهودي الضال؟ يصر فاتيمو علي القول بأنه معاداة الصهيونية
ليست معادة للسامية. أصدقه. أعرف جيد أنه منذ عامين وهو يؤكد أنه يكاد يعتقد في "بروتوكولات حكماء صهيون" بأنه كان يلقي أحدي قفشاته المستفزة التي يمتاز بها - لأنه ليس هناك شخص عاقل دارس يمكن أن يقرأ "البروتوكولات" ويري أن مثل هذه التركيبة من الإدانة الذاتية التي تتناقض فيما بينها يمكن أن تكون عملا أصليا (وأن حكماء صهيون القدامي كانوا بمثل هذه الحماقة). ولكن فاتيمو كان يعرف أنه علي الأنترنت وإلي جوار المواقع التي تدين تصريحاته كانت هناك مواقع كثيرة جدا مغتبطة بها. كل قفشة متطرفة تحمل خطرا دائما يتمثل في تحفيز موافقة البلهاء.
ولكن فاتيمو (كما أفهمه) لا يستطيع أن يتنازل عن القفشات، ويختتم: "أحمدي نجاد كيف يهدد بتدمير إسرائيل؟ ولكن هل يصدقه أحد فعلا؟ حسنا، سوف أكون عاطفيا، ولكن بالنسبة لي يعتبر الشخص الذي يريد إفناء أمة من وجه الأرض يثير قدرا من الخوف. للأسباب نفسها فإنني قلق علي مستقبل الفلسطينيين.
27 مايو 2010
ردا علي الرسالة (2)
أنا واع بأن الرسالة التي كتبتها وأرسلتها شخصيا، إلي إيكو، وكنت آمل أن تظهر علي صفحات صحيفة الإسبريسو، لم تنشر بسبب العديد من الملابسات "الفنية" أنا المسئول عنها (وليس الموساد!). وبناء عليه يؤسفني أن قراء الإسبريسو الورقية (وأنا واحد منهم) لم يستطيعوا قراءتها، مع ما ترتب علي ذلك من أن الرد الأخير لإيكو (رسالة هذا العدد) سوف تكون بالنسبة لهم غير كاملة. سوف أحاول، بقدراتي المعلوماتية الضعيفة، أن أضع الرسالة علي موقع الإسبريسو الإلكتروني وكذلك في مدونتي حيث سوف يظهر الملف كله بعد قليل كما آمل، بطريقة مؤخرة تجاوزت الأحداث. ولكنني أود أن يعرف قراء الإسبريسو أن إيكو يقرأ علي نحو متعجل ما قاله تشومسكي عن المقاطعة: كما نري من اللقاء الذي نشرته هاآرتس يقول تشومسكي إنه يبدو له عديم الفائدة مقاطعة إسرائيل وأنه يجب قبل ذلك مقاطعة أمريكا. إضافة صغيرة إلي الرسالة لن تضرها! جاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.