تشهد محافظة المنوفية كثيرا من الهموم الثقافية والفنية التي تكسو ملامح الحياة بمراكز وقري الاقليم حتي بيوت الثقافة نفسها، وما كانت تعج به من مواهب متنوعة في كثير من الالوان الفنية اصبحت علي المحك وتمر بمحنة حقيقية «اخبارالادب» سارعت لرصد ملامح المعاناة التي يشهدها قطاع الفنون والثقافة بالمحافظة. بداية أكد الكاتب الروائي والمسرحي احمد بسيوني- مؤسس جمعية منتدي الابداع الثقافي- ان الحياة الفنية والثقافية بصفة عامة باتت مهمشة وعلي مدار السنوات العجاف الماضية كان الأدب يأتي في ذيل قائمة اهتمامات الدولة بينما انصب الاهتمام لتشجيع انشطة اخري بعيدة عن اثراء الحياة الثقافية والادبية مشيرا الي ان احد الاسباب المهمة كذلك تتمثل في حاله العزوف التام من جانب النقاد والذين اتجهوا بعيدا عن تناول اعمال المبدعين في المجالات الثقافية والابداعية وهذا بلاشك انعكس سلبا علي غزارة الانتاج الادبي. وطالب الروائي احمد بسيوني رغم تلك المشكلات والعيوب التي طالت الحياة الابداعية والثقافية بمزيد من الانتاج الادبي ورفع معاني الانتماء الحقيقي للثقافة في مواجهة الجهل والفتاوي المضللة والتي لاتهدف الا الي مزيد من التخلف الفكري والثقافي واكد الاديب دكتور توفيق منصور-حاصل علي جائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة-ان مختلف وسائل الاعلام لابد ان تمارس دورها المأمول لتنوير الشعوب ومنحها الجرعات الثقافية المطلوبة واذكر هنا الدور التنويري الذي مارسته اذاعة البرنامج الاول لمنح جرعات وافية من الغذاء الفكري والثقافي لوجدان الشعب المصري الا ان الفن الهابط والذي تقدمه بعض النوافذ الاعلامية والشاشات الهابطة والتي اتخذ منها النظام البائد ستارا ليخفي وجهه القبيح وافلاسه الفكري لعبت دورا محوريا بعرض بعض نماذج من المسلسلات التي ساهمت بنصوصها الضعيفة في تسطيح العقل المصري واغلاق منافذ الابداع امامه فكان المنتج سيئا وحرمنا بذلك من كثر من المواهب التي دفنت تحت الرماد هذا بالاضافة الي اهتمام الاذاعة والتليفزيون المصري قديما بالجودة في اجازة الاعمال الابداعية والفنية والادبية من خلال لجنة المصنفات والتي كانت اول حائط صد لحماية المجتمع من الاعمال التي تدعو للابتذال اما الآن فالاوضاع اصبحت مختلفة، فالعمل الركيك يحصل علي الاجازة بدون تعرضه للرقابة الحقيقة فتجد ان الايقاعات الموسيقية وكلمات الاغاني اصبحت جميعها تدور في فلك التقليد والنقل والاقتباس ولم يعد هناك مراعاة للمهنية الراقية والذوق الرفيع. واشار دكتور بسيم عبد العظيم عضو المنتدي الثقافي العربي-ان الوضع الحالي يشهد طغيانا للمشهد السياسي علي المشهد الثقافي ومن العيوب الشديدة التي تؤثر سلبا علي الابداع الادبي والفني في البلاد تنامي ظاهرة «الشللية» والانتهازية ونفاق السلطة وانصراف قطاع كبير من النقاد للبحث عن توفير سبل العيش مما قد يؤثر علي جودة الابداع للاعمال الفنية والادبية وهذا بلاشك يعود بآثار سلبية علي انحدار الذوق العام بالمجتمع حتي الجوائز الادبية والثقافية التي تمنح الآن ضلت طريقها لفئة المبدعين الحقيقيين حتي ان احد الفائزين باحدي تلك الجوائز قال بلا اكتراث لقد جاءتني الجائزة بلا عناء حقيقي تجاهها وطالب الشاعر والروائي طاهر صقر-وكيل وزارة الثقافة السابق-للخروج من المأزق بضرورة تنوع اللجان المشرفة علي منح الجوائز الفنية والثقافية بالتناوب بان تشمل كل دورة وجوها جديده للاشراف علي منح الجوائز التشجيعية والتقديرية لطائفة الفنانين والمبدعين وان يتم التقييم والاختيار للمكرمين حسب معايير الكفاءة والاجادة في الاعمال الادبية الاكثر تأثيرا في الحياة الابداعية والا تتحول لجان التقييم للمبدعين الي مايشبه العزب الخاصة وان تلتزم الحيادية الكاملة والموضوعية. واضاف الاديب دكتور خالد عبدالحميد خربوش ان التوسع في اقامة المنتديات الادبية والثقافية بالاقاليم يساهم بشكل كبير في اثراء الحياة الفنية والثقافية حيث يؤدي ذلك التوجه لاكتشاف المزيد من المواهب وتسليط الضوء عليها واثراء الحياة الادبية في ربوع مصر ونحن في المنوفية لدينا نموذج شديد الخصوصية يتمثل في المنتدي الادبي الاسبوعي الذي اقامه الشاعر والروائي احمد بسيوني والذي تحول علي مدي اكثر من ربع قرن الي كعبة ثقافية يحج الي رحابها شباب المبدعين وكبار المثقفين من الادباء والشعراء بالمنوفية ومن ثم فالأمل قائم بمثل ذلك التوجه الراقي لحماية قلعة الفن والابداع في مصر.