غالبا ما تقتصر معرفتنا بأفريقيا علي كرة القدم، فيتحدث غالبيتنا عن منتخبات بعض دولها، ويعرفون أسماء لاعبيها، أما الثقافة فغائبة معظم الوقت، وبالتأكيد لا يعد ذلك مقصورا علي دول القارة السمراء، فحتي في محيطنا الوطني يحدث ذلك، فإذا تصادف وجود أديب كبير القامة في مكان واحد مع لاعب كرة ناشئ في ناد إقليمي، سنجد أن اللاعب سيظل أكثر شهرة. وهو وضع طالما تباكينا عليه، وأعتقد أننا سنظل نذرف دموعنا كثيرا عليه! لكن لا بأس أن نطلق العنان لأمانينا. وبمناسبة استضافتنا بطولة كأس الأمم الإفريقية أتمني أن يمتد حضورنا الأفريقي ليشمل الثقافة، لأنها ستظل الثابت الأكثر عمقا وسط متغيرات أخري في عالم مضطرب، فالسياسات تتغير، والرياضة يمكن أن تُفرق الشعوب بدلا من أن تجمعها، مثلما حدث في مناسبات عديدة، لا يزال بعضها عالقا بذاكرتنا، أما الثقافة والفن فيسموان علي كل ذلك. أحلم بأن نشهد انفتاحا ثقافيا علي قارتنا الحافلة، فهي كنز مجهول يحتاج إلي من يكتشفه، خاصة أننا لا نعرف إلا أقل القليل عن مبدعيها، رغم أن الجار أولي بالمعرفة! أسامة أحمد عبد الله الجيزة