هبة عبدالعزيز لعلي كنت احاول في المقال السابق الإجابة علي هذا السؤال الثقيل الظل: من الذي شغل مساحة مصر الثقافية خلال ال30 عاما الماضية في القارة السمراء؟. وذلك في محاولة شديدة الاختصار جدا حتي تصبح الصورة مكتملة ونحن ننتقل سويا للاجابة علي السؤال التالي البسيط في شكله والصعب في مضمون آليات تنفيذ الاجابة عليه ولكنه ليس بالمستحيل، ولعل المستحيل هو كلمة مستحيل في حد ذاتها فقط لاغير، والسؤال هو : من أين يجب علينا أن نبدأ الآن في القارة ؟؟؟؟. وقبل الاجابة التي سأقترحها وسأحاول إيجازها في نقاط خلال الأسطر القادمة، سأروي لكم موقفا يحضرني الآن له علاقة بسياق ما نتحدث حوله: فعندما قابل الفنان والكاتب الاستاذ محمد البغدادي وزيرة الثقافة لدولة جنوب السودان يروي لنا أنها حكت له الآبتي: (لعلك تعلم يا أستاذ محمد بأننا في جنوب السوادن نتحدث أربع لغات، وعلي الرغم من ذلك تجمعنا أفلام الفنان الكبير عادل امام، وتلك الافلام هي ما توحدنا للاستماع والاستمتاع بلغة واحدة نفهمها ونحبها جميعا.....). وقد طلبت منه نسخا من كل أفلام الفنان المصري الكبير عادل امام، إلا انها لم تحصل -بحسب علمي - عليها حتي الآن، وكم اتمني أن يكون علمي هنا ناقصا غير مكتمل!!!!. ولعلي وجدت خيطا ملائما لبداية محاولة الاجابة علي السؤال الذي طرحته من قبل : من أين يجب أن نبدأ في القارة الأم السمراء ؟؟؟؟؟ في نهاية تلك الرواية القصيرة جدا المحزنة والمخجلة والكاشفة جدا ايضا في ذات الوقت لوجود كم كبير وغريب عجيب من الغبار المتراكم، الذي لم يكن هناك داع لتراكمه بهذا الشكل وبتلك الطريقة السلبية، والذي لا ادري من أين أتي حقيقة ؟؟؟! ولكن دعونا من الماضي، فالبكاء علي اللبن المسكوب لم يذكر أحد أبدا في التاريخ انه يفيد، لذا فإنه لن يفيدنا، والحاضر والمستقبل هما الأولي دائما بالتفكير الجاد لمعالجة الاخطاء وإيجاد الحلول، لذا أدرك جيدا كما انني واثقة من انكم تدركون مثلي أنه قد آن الآوان ووجبت ضرورة إزاحة ذلك الغبار العالق منذ ما يزيد علي 30 عاما علي العلاقات المصرية الأفريقية، للانطلاق الي نقطة افضل يعم فيها خير أكثر بإذن الله علي من ينتمون لهذه القارة الرائعة. ففيما يخص الناحية الثقافية والتواصل الاجتماعي: - علي المدي القصير: اري انه من الجيد اهمية البدء في تشكيل هيئة تأسيسية لملف الثقافة بشكل عام وكافة اشكال القوي الناعمة، وليكن تابعا لجهة تنفيذية رسمية كرئاسة الوزراء مثلا أو وزارة الثقافة . - وفي المدي المتوسط: اعتقد انه لابديل عن اعادة فتح المراكز الثقافية التي تم إغلاقها للأسف الشديد. ولحديثنا بقية......