أرهقني كثيرا البحث فى حسبة برما التى سألنى عنها الصديق الدكتور محمد عبدالحميد فى تعليق له على أحد منشوراتى فجعلنى كما يقال فى صعيدنا مأبرم الكتب واسأل الأصدقاء ولم أتوقف عن البرم حتى سقطت فى البرمه بالضم لتقع عيناى على أصل الحسبة المستمده من قرية برما التى تجاور محلة مرحوم بالغربية وتقترب من طنطا – حفظ الله سكانها من البرم والدوران - وقد جاءت هذه المقولة (حسبة برما) عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصا محملا بالبيض فأرادوا تعويضها عما فقدته من البيض وقالوا لها : كم بيضه كانت بالقفص ؟ فقالت : لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقي بيضة ، وبالأربعة تتبقي بيضة ، وبالخمسة تتبقي بيضة ، وبالستة تتبقي بيضة ، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقي شيئا ، وبعد حيرة وحسابات كثيرة قال لى أحد القاطنين بجوار برما أن عدد البيض 301 بيضة ولأنى ضعيف فى الحساب رضخت ووافقته فهى على العموم حسبة برما ، لكنى عدت لأبرم عليها فى قواميس اللغة العربية فوجدت بأنه من برَم الحبلَ أى فتَله من طرفَيْن وبرَم شاربَيْه : فتلهما ألا ترى من يقول لك بارم "شنبه " ولو نزلت للأسفل فقلت برم شفتَه فتعنى : حرّكها بطريقة تدلّ على تعجُّبه لأن البَرَمُ: هو الأمر الممل أو الأمر الذي لا يطاق، وقد جاءت الكلمة ضمن خطبة للإمام الحسين ، حين قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : قد نزل بنا ما ترون من الأمر ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، ألا ترون أن الحق لا يعمل به ، و أن الباطل لا يتناهي عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ، ثم مرت الأيام وأفرد لها الشاعر أحمد فؤاد نجم "أبرام من الشعر " فقال حسبة برما بمناسبة زيارة "ابن الهرمة" وللأسف توصلت لحسبة برمه وتعسرت فى الوصول "لابن الهرمه " .
