اشتهرت مدينة القاهرة الجديدة بأنها مدينة لها سمعة تجعلها أكثر تميزا، فهي أكبر المدن داخل محافظة القاهرة إذ تصل مساحتها إلي 70 كيلو مترا،كما أنها الأسرع في النمو السكاني والأكثر جذبا للعديد من الشركات والبنوك الكبري والكيانات التجارية وأماكن الترفيه،ومنذ نشأتها حظيت باهتمام كبير ساعد علي تنامي هذه السمعة حتي إعتقد الناس أنها مدينة للصفوة وأصحاب الثروة والنفوذ، رغم أن نسيجها السكاني يضم كل شرائح المجتمع بلا استثناء، بل أنها أكثر المدن الجديدة التي ضمت إسكان مخصصا للمضارين من زلزال عام 1992،إلي جانب الإسكان الشعبي ومنخفض التكاليف وإسكان الشباب. وإذا كان أول مايلفت النظر في أي مدينة جديدة هو تخطيط الشوارع واحترام المرور وجودة المباني والتخطيط العمراني وأعمال التجميل والتنظيم والتنسيق، التي تحافظ علي مظهر المدينة وتوفر حياة جيدة لسكانها، خاصة أنهم جميعا جاءوا من مناطق قديمة تشوه تخطيطها، وزحفت إليها عشوائية التخطيط والتنفيذ والإدارة، ووجدوا أن الحياة في القاهرة الجديدة، حتي مع بعد المسافة، يمكن أن يوفر حياة أفضل للأبناء والأحفاد، ولكن بعد حين بدأت أمراض ومشكلات المدن القديمة تزحف إلي المدينة الواعدة، ورغم أن حجم ميزانية المدينة للعام الحالي تخطت حاجز ال 16 مليار جنيه لخدمة التنمية بها، إلا أن مشكلات النظافة والأسواق العشوائية وسوء رصف الشوارع وغياب أعمدة الإنارة وكثرة الحفر والمطبات العشوائية والبطء الشديد في تنفيذ أعمال الإصلاح والتطوير في مناطق كثيرة، وعيوب تنفيذ هذه الأعمال في مناطق أخري، وغياب تخصيص مناطق لعبور المشاة في الشوارع الرئيسية، وتعدد مخالفات البناء ومخلفاتها التي تترك بالشوارع، ومشكلات بالوعات الصرف المفتوحة والمكسورة، كل هذا جعل القاهرة الجديدة »سمعة علي الفاضي»، رغم أن هناك جهودا تبذل لا يمكن إنكارها، ومحاولات لمحاصرة المخالفات، ولكن للأسف مايحدث علي أرض الواقع أقوي، فلا تلوموا سكان المدينة حين يغضبون لأن هناك »حاجة غلط».