أطفال المسلمين من الهنود في انتظار أذان المغرب بالمسجد يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة في الهند، ويعتنقه حوالي 14.2% من السكان، أي نحو 172 مليون نسمة، طبقا لآخر الإحصائيات، مما يجعل الهند أكبر دولة تضم مسلمين خارج الدول ذات الأغلبية المسلمة، رغم نسبتهم القليلة.وتشهد الهند مصادمات بين المسلمين والهندوس، ترجع إلي جذور تاريخية قديمة ارتبطت بدخول الإسلام إلي شبه القارة الهندية، وأدي النزاع مع باكستان حول كشمير،إلي زيادة حدة الصدام، لكن رغم هذه الأجواء الملبدة بالصراعات يظل لشهر رمضان طبيعة وقدسية خاصة هناك، فيُعرف شهر الصيام باسم »رمزان» کamazan في دول جنوب آسيا، ويحرص خلاله عدد من غير المسلمين علي الصيام لعدة أيام لاختبار قوة إرادتهم، وهو الأمر الذي يجعل الجميع متشابهين رغم عقائدهم المختلفة. كما يجتمع المسلمون مع غيرهم علي مستوي مختلف الطبقات الاجتماعية خلال الشهر، حيث يدعون جيرانهم من غير المسلمين للإفطار ويتلقون منهم دعوات مشابهة، كما يتم وضع أكشاك في الشوارع لتقديم المياه المجانية والتمور والفواكه للمارة. ويحرص الصائمون علي الإفطار بالتمور أو الحليب بالفواكه المجففة، ومن أشهر وجبات الإفطار التقليدية شنا دال، باكودا، داهي وادا، الساموزا، الفيرني، الكيمة والحليم وهي أكلات مشهورة جدًا في مدينة حيدر أباد.. أما بالنسبة للسحور فيتكون من وجبة ثقيلة إلي حد ما، وأشهر وجبات السحور الكيشدي (الأرز المطبوخ مع العدس) والكيما (اللحم المفروم) والبيض والباراثا (الخبز المسطح الهندي المصنوع من القمح). وتقوم عشرات المنظمات بتوزيع الأطعمة والملابس المجانية والأموال علي العائلات الفقيرة، حتي تستطيع الاحتفال بالشهر الكريم، كما تعد الشركات والمكاتب وجبات الطعام لموظفيها الصائمين المستمرين في العمل، وهناك بعض الشركات التي تسمح بالمغادرة مبكرا. ويشهد الشهر الكريم أيضًا نشاطًا اقتصاديًا ضخمًا، خاصة في مدن دلهي وحيدر أباد وكلكوتا ومومباي، لأنها تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين.. وتكون الأسواق مفتوحة حتي وقت متأخر من الليل علي غير العادة طوال السنة، ويحرص الناس علي التجول في الأسواق لشراء التمور والفواكه والأطعمة المقلية من أجل الإفطار، وتذوق أكلات الحليم والخيمة والكباب والبرياني التي تطهوها العديد من الفنادق والمطاعم علي جانبي الطريق، كما يجتمع الكثير من المصلين في المساجد، للإفطار والصلاة حتي منتصف الليل، مما يوفر فرصة فريدة لتعزيز الوحدة والأخوة. ورغم كونها دولة يسيطر عليها الهندوس، إلا أن هناك تعاونا بين السلطات والحكومة لإقامة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان، حيث يتم السماح باستخدام مكبرات الصوت في المساجد والأماكن العامة، إلي ما بعد الموعد النهائي المعتاد وهو 10.30 مساءً من أجل صلاة التراويح، كما يُسمح للمحلات التجارية بفتح أكشاك مؤقتة علي الأرصفة حتي الفجر، بالتعاون مع أشخاص ينتمون إلي ديانات أخري بهدف توفير احتياجات المسلمين خلال هذه الفترة. • ريهام نبيل