خبرتي في العلاقة بين المترجم ودار النشر تتلخص في كلمتين، بدون دعم من جهات أجنبية ليس للمترجم حقوق »تقريباً»، أو ينال المترجم فتاتاً، لا سيما من دور النشر المصرية. وحتي الدعم تريد دور النشر »المصرية خاصة» جزءاً منه، أو قطعة من التورتة، فخلي الواحد ساكت أحسن. هذا طبعا تعميم، وهناك استثناءات. وعموماً أيضاً خبرتي مع الدور العربية أفضل. هل يحصل المترجم علي نسبة من المبيعات؟ هناك بعض الدور تفعل هذا، خاصة في الطبعة الثانية، ولكن هذا موضوع إشكالي. أولاً، هم يكتبون في العقد »الحساب سنوياً»، ولكن طبعاً لا أحد يتصل بك ليقول: العام الماضي بعنا كذا وحقك كذا، لا بد أن تسأل أنت، وتلح في السؤال »وطبعا هذا تعميم»، أكرر، و»هناك استثناءات مفرحة»، ثانياً: هل تستطيع ككاتب أو كمترجم أن تعرف فعلاً كم باع كتابك؟ هل تري أي حسابات يمكن الثقة فيها؟ أم يخبرك الناشر برقم، وعليك أن تصدقه؟! في دور النشر بمعظم الدول الأوروبية هناك كشف حساب، يمكن أن يكون سنوياً، أو شهرياً حتي، وستجدهم يقولون لك كم عدد النسخ المبيعة في كل مدينة بدقة، وبالطبع لا أقارن ولا أطلب هذا، ولكن العلاقة بين الناشر والكاتب أو المترجم في عالمنا العربي علاقة مأزومة وإشكالية فيما يتعلق بالمكافأة أو نسبة المبيعات، ووالله أنا كل ما أطلبه كمترجم: الاتفاق علي مكافأة في العقد، مكافأة يرضي عنها الطرفان، ثم الالتزام بهذا العقد. هذا هو كل شيء، وهذا ما لا يحدث دائماً، للأسف الشديد. كلمة ختامية، حتي لا تكون الصورة كلها قاتمة، هناك فعلاً دور محترمة، أحرص علي التعاون معها، تلتزم بكل ما ورد في العقد، هذه استثناءات مفرحة أتمني أن تصبح هي القاعدة.