الخفقة الأولي: أصبح المشهد التعليمي في مصر وبالتحديد في مرحلة الثانوية العامة عبثيا للغاية، فلا هناك مدارس تفتح أبوابها للطلاب ولا هناك مدرسون يشرحون المناهج في الفصول، وباتت هذه المرحلة بمثابة »سبوبة» للجميع في محاولة لجمع أكبر قدر من الأموال من جيوب الآباء المطحونين. الثانية: أكثر شيء أزعجني هو تزايد ظاهرة » السناتر» أو مراكز الدروس الخصوصية التي تزاول عملا غير مرخص لكن لا حس ولا خبر من المحليات التي من المفترض أن تحد من انتشارها وتعاقب أصحابها الذين يستغلون أيضا حوائط البنايات في شوارعنا للدعاية لها. الثالثة: هذه »السناتر الخاصة» أصبحت قنبلة موقوتة لما يحدث خلالها من تجاوزات ليست فقط علي المستوي التعليمي من مدرسين غالبيتهم ليسوا مسجلين بأي مدرسة ومساعديهم الذين لا علاقة لهم بالمادة التعليمية التي يتم شرحها بل امتد الأمر لتجاوزات علي المستوي الأخلاقي فأصبح غالبيتها مسرحا لبعض المدرسين والمساعدين من تسول له نفسه في محاولة إغواء بعض التلميذات القاصرات واستمالتهن. الرابعة: المهزلة الأكبر تجدها عندما تذهب للمدارس الثانوية سواء كانت حكومية أو خاصة فتجد غالبيتها صباحا وفي وقت الدراسة بلا طلاب، فأكثريتهم يفضلون الذهاب لمراكز الدروس الخصوصية نظرا لكون أغلب المعلمين يقصرون عن عمد في شرح الدروس بشكل وافٍ حتي يجبر تلاميذه للحصول علي دروس خصوصية معه، فلماذا تغض وزارة التربية والتعليم الطرف عن هذه الأزمة ؟!. الخامسة: هم يبكي وهم يضحك، بسؤالي لبعض التلاميذ المترددين علي »السناتر» علمت أن بعض المدرسين فيها يحصل يوميا علي أكثر من 20 الف جنيه ثمن الحصة التي يتواجد فيها المئات لدرجة أن هناك من يستأجر قاعات السينما لإقامة هذه الطقوس التعليمية لكثرة عدد طلابه، والمحصلة في النهاية صفر. الخلاصة: هل أصبح التعليم في مصر ربحيا بدلا من أن يكون رسالة سامية ؟!