الصاحب أو الصديق نعمة من عند ربنا تمسك به لتبقي سعيدا، علاقتك به مثلها مثل الكثير من العلاقات ولكنها قد تضيف إليك أو تأخذ منك، فاختيار الصديق قبل الطريق ليست »جملة عابرة» وإنما لها معني ومغزي كبير أيضا، ستصادف أناسا كثيرين في حياتك منهم من يكون »الصاحب» ومنهم من يكون »العدو»، لذا فالصداقة الحقيقية كلمة مطاطة تحمل معني أكبر كثيراً؛ وفي خلال رحلتك في الحياة ستمر بأنواع مختلفة ومتنوعة من الأصحاب.. أولهم »الصاحب المنعش» وهو غالبا ما يكون صديقا أصغر منك سناً، وستشعر كم أنت محظوظ أنك وصلت لهذه المرحلة.. ستأخذ من نشاطه وحماسه وتتعلم منه كل ما هو حديث وجديد.. فحافظ عليه؛ أما »الصاحب المماثل» أو »التوينز» فله نفس تخصصك ويشاركك نفس اهتماماتك وهذا الصاحب هو الوحيد القادر علي أن يفهم وجهة نظرك أو أفكارك عندما تحتاج إلي من تشكي له همومك.. فحافظ عليه؛ ولا تنس »الصاحب المرح» الذي ينسيك عندما تتحدث إليه مشاكلك وقلقك، فهو قادر علي تخفيف الحزن عنك، بل قادر علي أن يوصل إليك الابتسامة ويسمع من حولك ضحكتك بأعلي صوت لك.. فحافظ عليه؛ أما الصاحب المعاكس فهو صديق يختلف في كل شيء عنك؛ تحمله واصبر عليه لأنك تعرف من خلال وضعه أنك بخير؛ أما »الصاحب التاريخ» فهو شاهد عيان علي تقلبات حياتك؛ فهو كالصديق الثمين؛ احرص عليه وإن بعدت بينكم المسافات؛ وعند وصولك إلي »صاحب الشدائد» الذي لا تجده إلا عند »وقت العوزه» تجده يقف معك بقوة حتي زوال مشكلتك ثم يختفي مرة أخري؛ حافظ عليه.. أما الصاحب العابر فهو ذلك الصديق الذي شاءت الظروف أن يتعرف عليك، وقد يكون ذلك بسبب جاهك أو مالك أو علمك أو منصبك أو مصلحة له عندك، وسيجد لك مئات الأعذار ليبرر ابتعاده عند زوال نعمتك.. فاحمد ربك علي خلاصك منه.