من الواضح أن جرائم جماعة الإخوان الإرهابية في مواجهة الدولة أو أي سلطة ثورية لم تتغير منذ نشأتها، فعندما نقرأ مذكرات علي عشماوي أحد آخر قادة التنظيم الخاص والذي خرج من جماعة الإخوان في نهاية عمره بعد أن عاش تحت سيطرة الجماعة رافضا لكثير من جرائمها ولكنه كان مستسلما لهم خوفا علي الدين ولتطبيق شرع الله كما كان يظن، نجد أنهم منذ عام 1954 وحتي عام 1970 قاموا بعدد من الجرائم لمواجهة سلطة ثورة يوليو شبيهة جدا بالجرائم التي فعلوها لمواجهة سلطة ثورة 25 يناير في فترة حكم المجلس العسكري وثورة 30 يونيو في عهد الرئيس السابق عدلي منصور والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وذكر عشماوي في كتابه التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين في الصفحة 28 تحت عنوان خطة الصدام في أحداث 1954 وحتي 1956 قبل محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية: »علمنا أثناء فترة التدريب مع أخوة ميت غمر أن الخطة المقترحة للصدام ستأخذ شكلا غير متوقع وأنها تعتمد علي التحركات الآتية». وسأذكر بعض هذه التحركات لكثرة ما جاء فيها، وهي »قيام جماعة الإخوان علي مستوي الجمهورية بالاستيلاء علي أقسام البوليس والمباني المهمة كل في حدوده مستعينا بأقل عدد من الإخوان المدربين، حيث إن هذه الحركة في الأقاليم لا تحتاج إلي أعداد مسلحة، ثانيا تقوم المجموعات الوافدة إلي القاهرة بالانضمام إلي إخوان القاهرة في عملية الاستيلاء علي المباني الحكومية ذات التأثير وقد كانت محددة بدقة ولكل مكان يحدد الأخوة المكلفون به». ويستكمل عشماوي في كتابه »من المهام التي كانت منوطة بالإخوان الوافدين من الأقاليم إلي القاهرة والتي سيتم تنفيذها تحت قيادة إخوان القاهرة، الهجوم علي أقسام البوليس في جميع أحياء القاهرة، والهجوم علي مبني الإذاعة واحتلاله، وقطع الطرق المؤدية من ثكنات الجيش إلي داخل القاهرة، وقطع الطرق الداخلة إلي القاهرة من جهة الإسماعيلية». وجاء في آخر الصفحة التي يشرح فيها طريقة الهجوم ما يلي »يقوم قسم الطلاب بحركة مماثلة لما حدث في مارس مع اختلاف أن المظاهرات في هذه المرة ستكون مسلحة وستقوم هذه المظاهرة بدور الحدث الضخم الذي يغطي بباقي العمليات، واتمام حصار القصر الجمهوري والاستيلاء عليه بعد أن تكون باقي المنشآت الحكومية والمهمة قد تمت السيطرة عليها في خطة زمنية مفصلة». وهذه الخطة التي وضعوها لإسقاط سلطة الرئيس جمال عبد الناصر شبيهة تماما لما فعلوه منذ بداية ثورة يناير فهم من أحرقوا أقسام البوليس واقتحموا مقار أمن الدولة، وقتلوا الضباط في قسم كرداسة وقسم العريش كما أن كثيرا من أعضائهم قاموا بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي في عهد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي ومن قبل في عهد المجلس العسكري وقاموا بمحاصرة التليفزيون المصري، كما أنهم سلحوا طلابهم في جامعة الأزهر وجامعة القاهرة لمواجهة أساتذة الجامعة والشرطة بالسلاح فلم تتغير خطط جماعة الإخوان الإرهابية في الماضي أو الحاضر بل هي تكرار لجرائم تنم عن الكراهية والحقد للمجتمع المصري وتؤكد نهمهم للسلطة بشكل غير أخلاقي ولا يمت لدين الله في شيء. وفي المقال القادم نكمل ما بدأناه..