مابيموتوش ..جملة قالها لي الإذاعي الكبير محمد نوار الذي تولي مؤخراً رئاسة الإذاعة المصرية العريقة .. وكان الحديث الذي دار بيننا عام 2010 أي منذ ما يقرب من عشر سنوات وكان يتولي خلالها نوار رئاسة الإدارة المركزية لمكتب رئيس قطاع القنوات المتخصصة إلي جانب عمله كأحد أهم مذيعي صوت العرب .. وسألته هم مين اللي ( مابيموتوش ) .. فضحك نوار وقال بلا تردد ( الإذاعيون ) واستمر الحوار وهو يؤكد أن الإعلام في مصر سيظل بخير طالما بقيت الإذاعة المصرية والإذاعيون المصريون وخريجو هذه المدرسة العظيمة من عمالقة وشبان واصفاً الإذاعة بأنها بيت العرب وليس مصر فقط وأنه لن يفقد الأمل في إصلاح الإعلام طالما أن هناك إذاعة اسمها الإذاعة المصرية حتي لو فقدت لبعض الأوقات مستمعيها بفعل التطور التكنولوجي وانتشار الفضائيات ويوتيوب.. مرت الأيام وتعرض نوار لظلم فادح أطاح به من مركزه الجديد في القنوات المتخصصة وعاد إلي الإذاعة والتقيته حينها ووجدت علامات الرضا علي وجهه رغم ما أشيع عن إصابته باكتئاب .. ففوجئت به يقول نفس الكلمة (مابيموتوش) وقال هنا الحياة وهو يشير إلي صورة نادرة معلقة في طرقات الإذاعة لكبار الإذاعيين .. وعمل نوار في صمت وكان قريباً من كل رؤساء الإذاعة طوال هذه الفترة وعندما كنت اسأله عن أحقيته في رئاسة الإذاعة كان يقول إن الإذاعة لا يوجد من يجلس عليها بالصدفة فكل من جلس علي الكرسي يستحق وهنا من يستحقون أيضاً ولهذا لم يدخل في أي صدام وكان شديد الإعجاب بأداء الإذاعية الكبيرة نادية مبروك ويري أنها حافظت علي ما تبقي من إذاعة .. وعندما تولي نوار رئاسة شركة راديو النيل التابعة للهيئة الوطنية للإعلام لم تظهر عليه علامات السعادة وكنت أظن أنه تم إنصافه.. ولكن نوار كان يشعر بالغربة أو كمن ترك بيته مجبراً ليذهب إلى بيت آخر ولهذا لم يحزن عندما لم يستمر في هذا المنصب لفترة طويلة فدخلت عليه مكتبه وقلت له (مابيموتوش) .. وفي اختبار بحكم العشرة سألته منذ شهور هل تعتقد أنك من ستتولي رئاسة الإذاعة أم الإذاعية الكبيرة أمل مسعود التي تدخل دائرة الترشيحات، قال نوار لا توجد ضغائن بين الإذاعيين فهم بأخلاقهم (مابيموتوش) وأدركت حينها بالفعل ان البيت الإذاعي يتميز بترابط جميل وأنه سر بقاء الإذاعة المصرية وأن هذه الروح تحتاج فقط إلى دعم حقيقي من الدولة خصوصاً أن الإذاعات الخاصة خرجت عن النص .. كل الأمل أن يستكمل نوار مسيرة إعادة الحياة للإذاعة المصرية والتي بدأت مع الإذاعي الكبير عبدالرحمن رشاد والإذاعية الكبيرة نادية مبروك وبمعونة جميع القيادات الإذاعية ومنهم الإذاعية المبدعة أمل مسعود .. وأنه يمتلك من الخبرات ما يؤهله لذلك خصوصاً أنه من المؤسسين الحقيقيين أو الجنود المجهولين لتأسيس راديو مصر وإذاعة الأغاني .. كما أن له رؤية استثمارية سيفاجأ بها كل المستمعين .. وتظل كلمة السر وهي ان »المبدعين مابيموتوش« !!