سنجعل مدينة بئر العبد يُشار لها بالبنان، كلمات تحدث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مستقبل مدينة مهمة واقعة شمال سيناء، والتى شهدت إحدى قراها أكبر مذبحة إرهابية فى مصر داخل مسجد الروضة في نوفمبر 2017، وحاولت تركيا التضليل بأن سيناء تُفرغ لإعطاء فرصة لتحقيق صفقة القرن، ولكن الرئيس السيسي أصدر قرارًا أجهض كل ذلك من خلال القرار رقم 132 لسنة 2019، بإعادة تخصيص مساحة 2708 أفدنة بناحية بئر العبد لاستخدامها فى إقامة مجتمع عمرانى جديد، ولكن لماذا بئر العبد بالذات التى تحدث عنها الرئيس السيسي؛ والإجابة لكونها البوابة الرئيسية لمحافظة شمال سيناء من جهة الغرب، وتمتد من الحدود الإدارية المشتركة مع محافظتى الإسماعيلية وبورسعيد، حتى يلتقى شرقًا مع مركز العريش، فيما يحده جنوباً مركز الحسنة، غير أنها تضم منطقة صناعية استثمارية ضخمة، تم ارفاق أجزاء منها بالكهرباء والطرق والمياه، ترقبًا لوصول مستثمرين فيها، وتمت زياراتها من قبل وزيرة التعاون الدولى سحر نصر أكثر من مرة، للاطلاع على الاحتياجات، كما تشمل المدينة مستشفى على مستوى عالٍ من التجهيزات، ما يزال فى طور التجهيز النهائى للافتتاح قريبًا. إذا رجعنا قليلاً للوراء لتذكرنا بعض الأحداث المهمة والأقوال المأثورة سنجد أنه في نوفمبر 2017 شهدت مدينة بئر العبد مجزرة إرهابية في مسجد الروضة بعد تفجيره، وحينها قرر الرئيس السيسي أن محاربة الإرهاب بالسلاح ليست كل شىء، فالإعمار أحد أوجه محاربة الإرهاب، فكان من الضروري بدء الإعمار في تلك المنطقة بشكل خاص لموقعها المتميز، فالمتابع للتسلسل والتتابع المكاني للمناطق المستهدفة بالتفجيرات والهجمات الإرهابية فقد بدأت في رفح الملاصقة للحدود الفلسطينية لمحاولة تهجير أهلها ولكن المخطط فشل ثم انتقلت شمالاً للشيخ زويد ثم مدينة العريش ثم بئر عبد وهو ما يدفع بقوة في اتجاه أن كل هذا يقع ضمن مخطط صفقة القرن الرامية لتوطين الفلسطينيين في شمال سيناء "مشروعي يوشي وآيلا ند" عبر صفقة تبادل أراضٍ، بحيث يتم تنازل مصر عن مساحة محاذية لقطاع غزة في شمال سيناء مقابل الحصول على نفس المساحة من أراضي جنوب صحراء النقب، ولكن ما علاقة منطقة بئر عبد بصفقة القرن؟ منطقة بئر العبد وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي أن تتخلى مصر عن 720 كيلو مترًا مربعًا من منطقتي رفح والعريش بما فيها بئر عبد، لارتباطها بقطاع غزة على طول البحر المتوسط، بما يزيد أراضي غزة ثلاثة أضعاف وسيسمح الفلسطينيون للكيان بالاحتفاظ بنسبة 12 % من مساحة الضفة الغربية في المنطقة (ج)، وستظل الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة في يد الاحتلال، وبالنسبة لمصر سيمنحها كيان الاحتلال أرضاً في صحراء النقب كتعويض، كما سيسمح لها بإنشاء نفق تحت البحر الأحمر يصلها بنقطة عند الحدود الأردنية السعودية. وصفقة القرن تتجاوز مرحله ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية لشمالي سيناء، إلى إثارة قضية تهجيرهم من القدسالشرقية إلى العريش ومحيطها، لذا مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقرر عقدها الشهر المقبل، كان من المفترض الإعلان عن صفقة القرن في أبريل المقبل أيضاً ليكون ترامب قد حقق بالفعل تسلسل مخطط اسرائيل الاعتراف بالقدس أولا ثم ضم الجولان لها ثم الإعلان عن صفقة القرن، ولكن الرئيس السيسي وجه ضربة لهم فى مقتل حين أعلن عن بدء التنمية في هذه المناطق ومنها بئر العبد وإحباط المخطط الصهيوني وهذا إن دل إنما يدل على أن الرئيس رفيق الوطنية الأول والزعيم عبد الفتاح السيسي.