ميتسو أوتشي أكد البروفيسور ميتسو أوتشي رئيس جامعة هيروشيما اليابانية أن المشاركة في المنتدي العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي والذي تستضيفه مصر وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي فرصة جيدة لتسويق وتدويل التعليم العالي وعرض الأنشطة والبرامج التعليمية والبحثية الجديدة التي يمكن ان تستفيد منها الجامعات علي مستوي العالم، مؤكدا أن مصر تولي أهمية كبيرة للتعليم العالي والبحث العلمي لذلك وقعت جامعة هيروشيما العديد من مذكرات التفاهم مع الجامعات المصرية كخطوة لتعزيز التعاون بين البلدين. • بروفيسور ميتسو أوتشي، من وجهة نظرك ما هي أهمية منتدي التعليم العالي الأول الذي تستضيفه مصر؟ - بداية أود ان أؤكد أنه شرف كبير لي أن تتم دعوتي إلي منتدي التعليم العالي العالمي الأول في مصر، من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي. واستضافة مصر له من وجهة نظري تعكس بوضوح الي اي مدي تولي مصر أهمية كبيرة للتعليم العالي العالمي والبحث العلمي. وأعتقد أن الدور الذي يلعبه هذا المنتدي مهم للغاية بالنسبة لمصر لأنه يعلن عن اتخاذها المبادرة والالتزام بالارتقاء بمستوي التعليم العالي ليس فقط علي مستوي البلدان العربية، ولكن أيضا علي مستوي العالم. ما هي التحديات التي تواجهونها في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في آسيا بشكل عام وفي اليابان بشكل خاص؟ - أعتقد أن »العولمة» و»التعاون الدولي» هما التحديات الرئيسية للتعليم العالي والبحث العلمي في آسيا. وبالنسبة لليابان، فإن المبلغ المخصص من الميزانية للجامعات الوطنية في اليابان يتم تخفيضه سنويًا بمعدل 1% من الإجمالي. ولتعويض ذلك نضطر للبحث عن موارد أخري مثل الصناديق التنافسية والتبرعات من الشركات المحلية والخريجين، والتي اصبحت مصادر ذات أهمية كبري بالنسبة للجامعات في اليابان. ما هي حصة التعليم والبحث العلمي في الميزانية اليابانية.. وهل تجدها مناسبة ؟ - لا تنفق اليابان سوي 2.9٪ من ناتجها المحلي الإجمالي علي المؤسسات التعليمية. وبالنسبة للابحاث العلمية، ففي عام 2016، أنفقت اليابان 1806 مليارات دولار (3.42 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي) وجاءت في المرتبة الثالثة في العالم. من الممكن أن تكون هذه المبالغ غير كافية، خاصة تلك المتعلقة بالتعليم في اليابان. نحن نجري تغييرا ثوريا في المناهج الدراسية في التعليم قبل الجامعي... كم مرة تم تغيير المناهج الدراسية في اليابان وعلي أي أساس؟ - المناهج الدراسية (»Gs) في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في اليابان أعدتها وراجعتها وزارات التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا). ومنذ الحرب العالمية الثانية تم مراجعة وتعديل هذه المناهج 7 مرات --- الاولي كانت عام 1947، آخرها، كان عام 2017. وغالبًا ما تستند أسباب تغيير المناهج علي عوامل عدة منها مثلا: »تغييرات في محتويات التعلم تكون مطلوبة لفترة معينة» أو »تغييرات في الصفات المطلوبة لكل طالب». او »التجاوب مع النقد الموجّه للشئون التعليمية في فترة معينة» ؛ »او»القضايا المتعلقة بالعلاقات المعاصرة بين اليابان ودول الخارج». أسلوب التعليم الياباني أثار اعجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ومن هنا جاء إنشاء المدارس اليابانية في مصر.. هل لديكم أسلوب خاص للتعليم الجامعي أيضًا ؟ - في جامعة هيروشيما، لدينا أنظمة وبرامج مختلفة فريدة من نوعها علي سبيل المثال، في عام 2006، بدأت الجامعة برنامجًا تعليميًا يدعي (HiPکOSPE»TS) (برنامج جامعة هيروشيما للتعليم والدراسة المحددة). هذا البرنامج التعليمي مصمم لتوفير دعم تعليمي أكثر صرامة يناسب كل طالب، ولتحسين جودة التعليم. ويقوم البرنامج بإبلاغ كل طالب بمستوي تحصيله لأهدافه في كل فصل دراسي، وتقديم المشورة وفقًا لمستواهم حتي يتسني لهم التخرج من هذه الجامعة ذوي خبرة وقدرات أعلي مما كانوا يأملون في وقت القبول. ومن الأمثلة الجيدة الأخري برنامج للدراسة بالخارج يُطلق عليه STAکT (جولة دراسية في الخارج من أجل الإدراك والتحول) لتسهيل الأمر علي طلاب السنة الأولي ليصبحوا مهتمين بالتبادلات الدولية والدراسة في الخارج، مما سيعزز تحقيق تبادل الثقافات. وبخلاف هذا، لدي جامعة هيروشيما برامج متنوعة للدراسة في الخارج لإثراء تجارب الطلاب في الحرم الجامعي بعقل دولي. ما هي فرص توقيع بروتوكولات بين جامعة هيروشيما وجامعاتنا مثل (القاهرة وعين شمس)؟ - في الواقع، يوجد لدي جامعة هيروشيما بالفعل مركز يسمي »مركز جامعة هيروشيما بالقاهرة»، والذي يعّد قاعدة لتشجيع وجود فرع للجامعة في مصر ودول عربية أخري. لقد أبرمت الجامعة بالفعل العديد من مذكرات التفاهم مع الجامعات في مصر بما في ذلك جامعتا القاهرة وعين شمس وجامعة أسوان وجامعة مصر وغيرها. وبالنسبة للجامعة الخاصة المنشأة حديثًا (جامعة الجلالة) في مصر، تقدم جامعة هيروشيما الدعم في مجالات »طب الأسنان» و»الهندسة» و»التعليم» من خلال تقديم منهج الجامعة وإرسال أعضاء هيئة التدريس إلي هناك لتنظيم المحاضرات. واعتبارًا من الأول من نوفمبر 2018، كان هناك 13 طالبًا من مصر يدرسون في جامعتنا، من بينهم عشرة طلاب حصلوا علي منح دراسية إما من السفارة المصرية في اليابان أو من الحكومة اليابانية. ما هي مقترحاتكم لدعم التعليم العالي والبحث العلمي في مصر بشكل خاص؟ - أعتقد أنه ينبغي علي مصر أن تهدف لجذب أكبر عدد ممكن من الطلاب الموهوبين، ذوي الخلفيات المتنوعة، من مختلف دول العالم. ولتحقيق هذا الهدف، ربما يكون من الضروري للبلد والمنطقة توفير بيئة صحية للطلاب الدوليين للبقاء والدراسة وجعل عملية تقديم طلبات التأشيرة أقل تعقيدًا.