لا ينطق أحد في الألمان جوته بالغين غينا فحبذا لو رجعنا إلي الأصل كما ينطقه أهله. حرف الغين وحرف الجيم في الترجمة اعتاد أصدقاؤنا المغاربة والشوام ترجمة الكلمات التي تحوي حرف G إلي غ ولا نعرف من أين أتت هذه الغين فترجموا Goethe إلي غوته وغوتيه، بينما لا ينطق أحد في الألمان جوته بالغين غينا فحبذا لو رجعنا إلي الأصل كما ينطقه أهله لأن ذلك يشتت القارئ ويجعله ينشئ اسمًا جديدًا في ذهنه يبدو بعيدًا تماما عن الأصل. هذه المقدمة رأيت أنها ضرورية قبل الحديث عن كتاب »مناهضة بيغيدا» بالغين وليس بالجيم كما هو مترجم. في الصيف الماضي زارني الصديق المستشرق الألماني ستيفان فايدنر في زيارته مصر، وكنت قد زاملته في جامعة بون بألمانيا حيث كان كلُّ منّا يُعدّ رسالة الدكتوراه تحت إشراف المستشرق الكبير اشتيفان فيلد العميد بجامعة بون بألمانيا، وبعد حصولي علي الدكتوراه قمت بالتدريس بالجامعة ذاتها حيث درَّست الأدبَ والنقد والعروض، وعندما زارني بالبيت ذكّرني أنه قد أخذ عني »علم العروض وموسيقي الشعر» في فصل دراسي كامل. »وُلد ستيفان فايدنر في كولونيا عام 1967، تعلم العربية في مرحلة مبكرة وسافر في سن السابعة عشرة إلي المغرب والجزائر وتونس، درس الثقافة العربية والفلسفة في غوثينغن وبون، وكان من بين أساتذته تيلمان ناغل وآنه ماري شيمل وشتيفان فيلد. نشر ترجماته الأولي للشعر العربي عام 1993، ونشر بعدها ترجمات لأدونيس ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ولشعراء عرب آخرين. ويُعد ستيفان فايدنر أهم مترجم للشعر العربي إلي الألمانية، وقد حصل علي جوائز عديدة، منها حصوله علي جائزة الأكاديمية الألمانية للغة والشعر، يعمل منذ العام 2001 رئيس تحرير مجلة فكر وفن، التي يصدرها معهد غوته باللغات الثلاث: العربية، الفارسية، والإنجليزية. كما أصدر العديد من الكتب، منها: كتاب »إغراءات محمدية» الذي صدرت ترجمته العربية بعنوان: »الأسئلة المخفية»، وكتاب للأطفال والشباب عن الإسلام يحمل عنوان: »الله هو الرب»، كما صدر له كتاب متميز يحمل عنوان: »دليل صراع الثقافات» يعيش ستيفان فايدنر اليوم في كولونيا، ويتردد باستمرار علي العالم العربي». في زيارته لي أهداني كتابين أحدهما باللغة الألمانية والآخر مترجم إلي العربية عن خطاب »ضد الإسلاموفوبيا في ألمانيا والغرب، مناهضة بيجيدا» ترجمه رشيد بوطيب وحتي نفهم ما حدث في نيوزيلندا لابد أن نفهم جذور بيغيدا التي تعد مقابلا للدواعش في عالمنا الشرقي، ومن المهم أن نتناول قضية بيجيدا لأنها الأساس الذي بدأ بألمانيا ثم انتشر كالهشيم في أوروبا كلها، وربما لو نشرت السلطات النيوزيلندية الصفحات السبعين التي خطّها مرتكب جريمة المسجديْن لأدركنا خطورة بيجيدا، وكيف علينا نحن العرب والأوروبيين التفكير في مواجهة هذا الفكر المدمر. يقول ستيفان فايدنر عن نشأة حركة بيجيدا: »إنها ببساطة حركة احتجاج انطلقت في خريف 2014 في مدينة دريسدن الواقعة في شرق البلاد، ضد الهجرة وضد الإسلام. واسم بيجيدا هو تصغير لاسم أطول هو: »الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب» إن العداء للإسلام يظهر في اسم الحركة نفسه. لكن نشوء بيجيدا لا يرتبط فقط، كما أعتقد، بعوامل ألمانية داخلية، ولكن أيضًا بالتطورات علي الساحة السياسية الدولية، وخصوصا في العالم العربي - الإسلامي. لقد أسهمت الحروب الأهلية التي تعرفها بلدان مثل سوريا والعراق وليبيا وما نتج عن ذلك من حركات لجوء، وكذا واقع أن ألمانيا لن تظل في منأي عن الأحداث أسهم ذلك في نشوء حركة بيجيدا. إن الحافز الأول والأهم بالنسبة للمتظاهرين هو ضرب من ضروب الخوف: إنه الخوف من التحولات السياسية، الخوف علي الوضع الاجتماعي المرفه، والخوف من أن تتأثر دريسدن التي لا يعيش فيها إلا القليل من المسلمين، بالأحداث في العالم العربي، وأن تفقد، بسبب موجات اللاجئين، انسجامها الإثني والديني. فمن جهةٍ؛ كان هذا الخوف مما تسبب في خروج المظاهرات، ومن جهة ثانية؛ واقع السياسة الرسمية لألمانيا؛ فرغم أن الحكومة يقودها الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ، إلا أنها فيما يتعلق بالهجرة؛ لم تعد تنتهج سياسة محافظة بل سياسة ليبرالية، بل إنها تفكر حتي في إعلان ألمانيا، وإن بشكل غير رسمي، بلدًا للهجرة. أما بالنسبة للمحافظين - لليمينيين، وللعنصريين خصوصا، وللألمان المعادين للإسلام - فإنهم يرون مثل هذه السياسة تمضي بعيدا، ويتم النظر إليها كسياسة يسارية، وستفضي إلي أن تشعر هذه الدوائر المعادية للإسلام بأن السياسة الرسمية لا تمثلها. ولهذا السبب خرجوا للتظاهر في الشوارع. في البداية اجتمع متظاهرو بيغيدا في أعداد متزايدة بلغت الآلاف، في دريسدن فقط، قبل أن تلحق بها مدن أخري في غرب ألمانيا، لكن دون أن تحقق الحركة في تلك المدن النجاح نفسه الذي حصدته في دريسدن بل تجاوزت أعداد المتظاهرين ضد بيجيدا في غرب ألمانيا - غالبا - بكثير أعداد المتظاهرين باسم هذه الحركة. وفي الانتخابات البلدية في دريسدن، في يونيو 2015 حصلت مرشحة بيجيدا علي عشرة في المائة فقط من الأصوات وهو ما قد يعني أن بيجيدا لا تملك تأثيرًا يذكَر. لكن هذا التقدير- في الحقيقة - خادع. فأفكار بيغيدا ماتزال تعشش في رؤوس الكثير من الناس، ولاسيما الناشطين الذين لا يتورعون عن مهاجمة الأجانب والمسلمين، ولا يكفّون عن الاحتجاج ضد أماكن إيواء اللاجئين، بل تدميرها في بعض الحالات، وتجدهم ينشرون دعايتهم في صفحات الإنترنت ويحاولون التأثير في الإعلام». هذا ما قاله ستيفان فايدنر عن حركة بيجيدا ولعله يفتح حوارا حول أسسها قبل أن نجد قتلة مثل الاسترالي النكرة وغيره من الذين قد يتحولون إلي أبطال عنصريين وبالأمس تم إحراق مسجد في كاليفورنيا وهذا يؤكد أن الكراهية بين الشعوب والمستدينين تزداد ولعلها وجدت في خطاب ترامب ساترا لها ولا ندري القادم أين؟ وهذا ما سيجعل القواعد والدواعش والنواصر يجدون مبررا للقتل والجرائم الأخري. الأناناس وعيد الأم كتب الدكتور أحمد السري المؤرّخ اليمني عن أيام طفولته باليمن وأثر مُعلميه المصريين عليه وعلي اليمنيين فقال: »كنت في الابتدائية، لم أعد أذكر في أي صف، حين نبهنا أساتذتنا المصريون الأجلاء، لمناسبة عيد الأم الذي لم يطرق سمعنا قبل ذلك. تواصل التنبيه مع اقتراب يوم 21 مارس، وأنه لابد أن نشتري هدية لأمهاتنا. ولأننا أطفال وبالكاد نحصل علي مصروف مدرسي زهيد، أخبرت أمي بعيد الأم وطلبت منها نقودا لأشتري لها هدية. وكانت عيني يومها مصوبة علي علبة أناناس، (عنانيص) كما كنا ننطقها. اشتريت علبة الأناناس، وفي طابور الصباح طلب منا الأساتذة أن نعرض لهم ما اشتريناه. رفع كل يده بما اشتري وحمل وأنا بينهم كنت أرفع علبة الأناناس. أثني الأساتذة علي ما ابتعناه، وطلبوا منا تقديم الهدية وتقبيل رؤوس أمهاتنا بهذه المناسبة. وعند العودة من المدرسة، قدمت علبة الأناناس، وقبلت رأس أمي. ثم سارعت بإحضار المِفك لفتح العلبة، فالهدية قد قدمت، وأنا المشتاق أصلا لتذوق الأناناس. وترتاح الأم للفكرة وترضي أن تكون الهدية لي في النهاية. (وهذه هي الأم) لكنها منذ ذلك اليوم لم تنس تاريخ 21 مارس، وأخذت تترقبه وتذكرنا به وتشكر المدرسة أن علمتنا شيئا جميلا. وفي السنوات الأخيرة دأبت أن تكون الهدية (كرتون أناناس)، وأمي تسر للفكرة وتذكرني بتفاصيل ذلك اليوم البعيد. فشكرا لأساتذتنا الأجلاء من جمهورية مصر العربية، وأمنياتنا للأم والوالدين بالصحة الوافرة وطول العمر». الملتقي الفني ومهرجان الأقصر السينمائي شهد الملتقي الفني السابع عشر الذي تعقده جامعة جنوب الوادي بالاشتراك مع المجلس العربي للأنشطة الطلابية التابع لاتحاد الجامعات العربية إقبالاً طلابياً كبيراً حيث شاركت معظم الجامعات المصرية الحكومية والخاصة في الملتقي الذي يقدم فيه الطلاب فنون الغناء والعزف والإنشاد في تنافس طلابي رائع يلتف حوله جمهور كبير من الطلاب، ومن الجميل التأكيد علي أهمية الأنشطة الطلابية ودورها في تكوين شخصية الطالب الجامعي ومنحه الخبرة الكافية بجانب التفوق العلمي، وإن جامعة جنوب الوادي سعيدة أنها تقيم هذا الملتقي للعام السابع عشر وترحب بجميع الوفود المشاركة. وأري أن هذا الملتقي شهد امتداد مهرجان الأقصر الدولي للسينما الأفريقية ليصل إلي طلاب جامعات مصر في رحاب جامعة جنوب الوادي حتي يشاهد طلاب مصر الأفلام الجديدة مثل حرب كرموز الذي يمثل الوطنية المصرية في مقاومة المستعمر. هذا وقد التقي الطلاب بالنجمة لبلبة التي شكرت الجامعة وإدارة المهرجان علي امتداد المهرجان إلي جامعة جنوب الوادي، كما شارك الفنان طارق عبد العزيز والفنان صبري فواز طلاب الجامعات المصرية في الاحتفاء بالفنون، والفنانة أمينة خليل، فالشكر للأستاذ سيد فؤاد رئيس المهرجان وللأستاذة عزة الحسيني مديرة المهرجان ولجامعة جنوب الوادي التي استضافت هذا الملتقي لنشر التنوير والثقافة والفنون. يا شركات الطيران مع ازدياد حوادث سقوط الطائرات تبدو إجراءات السلامة والهروب التي تبدأ بها الرحلات الجوية ومنها: في حالة الهبوط المفاجئ اجذب سترة الأمان لم تصلح من قبل ولا من بعد فلماذا لا يبحثون عن أمان آخر عن طريقة أخري أو يقولون للناس: »نحن نطير في الهواء ومَن له عمر سيصل حيَّا للأرض». في النهايات تتجلي البدايات: قال جلال الدين الرومي: ما مرّ ذكرُك إلا وابتسمتُ له كأنك العيدُ، والباقون أيامُ