العندليب في المغرب واقعة غريبة حدثت عام 1972 عندما حدث الانقلاب الفاشل علي الملك الحسن عاهل المملكة المغربية.. وكان بطلها العندليب عبد الحليم حافظ. وكان عبد الحليم حافظ، عند حدوث الانقلاب يقوم بعمل مونتاج لأغنيته الجديدة بمبني الإذاعة المغربية وفجأة قامت قوات الانقلاب بمحاصرة مبنى الإذاعة وعبد الحليم حافظ بداخله. وقال حليم، خلال حوار أجراه الإذاعي الراحل الكبير وجدي الحكيم، إن الجميع داخل المبني علموا بالحصار الذي فرضته جماعة الانقلاب، فلا أحد يدخل ولا أحد يخرج، وكثير ممن كانوا داخل المبني لا يعرفون علي وجه الدقة الأسباب التي دعت لهذا الانقلاب وأكثر ما كان يشغلهم هو مصيرهم الشخصي، ضابط القوة المكلفة بحصار مبني الإذاعة المغربية علم بوجود عبد الحليم حافظ في الاستديو فاتصل بقيادته لتلقي التعليمات بشأن التعامل مع العندليب الأسمر، خاصة أن الجميع يعرف جيدا علاقة الصداقة القوية التي تربط بين العاهل المغربي وعندليب الغناء، وصدرت الأوامر من قادة الانقلاب للضابط بالتوجه إلى الاستديو الموجود به العندليب وعدم التعرض له بأي ضرر في مقابل أن يقرأ العندليب، البيان الخاص بالانقلاب. توجه الضابط مباشرة ترافقه الحراسة المدججة بالسلاح إلى الاستديو، ظن عبد الحليم حافظ فور رؤيته لهم بأنه سيتم اغتياله لتلك الصلة التي تربطه بالملك أو سيتم اعتقاله وسجنه في الحد الأدنى من الضرر، لكنه فوجئ بالضابط يبلغه بتعليمات قادة الانقلاب طالبا منه أن يقرأ البيان، لكن عبد الحليم حافظ، ظل يراوغ في إذاعة البيان بصوته، والضابط يصر على طلبه مبينا له أنه أحد المعجبين به كفنان ولا يريد له الضرر من قادة الانقلاب، ولم يجد عبد الحليم، مخرجا من هذا المأزق إلا باستخدام أسلوب الإقناع بالتواصل مع قادة الانقلاب قائلا لهم: كيف أقرأ بيان الانقلاب وأنا مصري؟ سوف يحسب هذا علي قادة الانقلاب، ولن يقبل الشعب المغربي ذلك منهم, وبين لهم أن مصريته ربما تحدث أزمة دبلوماسية بين حكومة مصر، وقيادتها السياسية وقادة الانقلاب، وأوضح لهم أيضا أنه رجل مريض ويجب على من يحبوه أن يقدروا ظروفه الصحية. اقتنع قادة الانقلاب بما طرحه العندليب، من مبررات منطقية، وأصدروا التعليمات للضابط بتكليف أشهر مذيع بالإذاعة المغربية بإذاعة البيان.. لم يمض وقت طويل، وقبل أن يتم إذاعة البيان جاءت الأخبار بفشل الانقلاب وبدأت القوات المحاصرة لمبني الإذاعة في الهروب وانفك الحصار. وعاد عبد الحليم حافظ، من مبني الإذاعة مع بعض أفراد الفرقة الموسيقية سيرا على الأقدام إلي فندق «هيلتون»، وبدأ يقص علي الحاضرين ما حدث خلال الساعات العصيبة التي قضاها في مبني الإذاعة أثناء حصار المبني فقال له أحد الجالسين وماذا كنت ستفعل إذا لم يقتنع الضابط بوجهة نظرك في عدم إلقاء البيان, فرد حليم بدون تردد قائلا:- «أموت ولا أخون صديقي الملك الحسن».