أؤمن دائما أن الطبيب المبدع في عمله، غالبا ما تكون لديه اهتمامات ثقافية وإبداعات فنية أو أدبية وأن لقب الحكيم الذي كان يطلق علي الطبيب في موروثنا الثقافي لم يأت من فراغ، تجدد لديّ هذا اليقين خلال حضوري مؤتمر الأمثل في صحة المرأة الذي نظمته مؤسسة »اشفي» بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وجامعة سارالاند بألمانيا، فرغم أن المؤتمر علمي يناقش الجديد في صحة المرأة، إلا أن معظم الأطباء الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية نجحوا في تحويلها إلي جلسة أدبية ممتعة في حب وتقدير المرأة المصرية، فتحدث د.فتحي خضير عميد قصر العيني السابق عن البرديات الفرعونية التي تؤكد أن المرأة المصرية كانت أول من درس الطب في العالم، وتحدث د.محمود العديسي رئيس المؤتمر ود.هالة نجيب حسني الأستاذ بقصر العيني ونائب رئيس المؤتمر، ببلاغة عن دور المرأة وأهمية دعمها، وأمتعنا أحد الأطباء بأبيات شعر تقديرا للمرأة. وأعجبني كثيرا مطالبة د.محمد سعد نائب مدير مستشفي وادي النيل وسكرتير المؤتمر بالاهتمام بصحة ومشكلات المرأة المسنة - او الرواد علي حد تعبيره الجميل - التي ينسي المجتمع حقوقها في إطار تجاهله لحقوق المسنين عامة، وتأثرت كثيرا بحكايته عن والدته التي حرمت مع تقدم العمر من الخروج من المنزل والاستمتاع بأي نزهة في الشمس والهواء، ليس بسبب عجزها، بل لعدم توافر أي إمكانيات في الشوارع ووسائل المواصلات تسهل علي كبار السن حركتهم وتنقلاتهم. وفي نفس هذا الإطار أعجبني تخصيص جلسة لتغذية المرأة في مراحل العمر المختلفة، وهي قضية مهمة نتجاهلها رغم أنها السبب الرئيسي في معظم الأمراض التي تصيب المرأة مع تقدم العمر.