يعد التمريض مهنة الإنسانية والرحمة، الأمر الذى جعلها على مدى التاريخ تناسب المرأة، وفى صدارة المهن التى تقبل عليها، وفى تاريخ الإسلام شاركت المرأة فى الغزوات الإسلامية وفى تطبيب وعلاج الجرحى.. فكانت الصحابية رفيدة الأسلمية صاحبة أول مستشفى ميدانى وكانت معروفة بمهارتها فى الطب وتصنيع العقاقير، وتضميد الجروح وتجبير الكسور. الممرضة فى الدول المتقدمة تحظى بمكانة وتقدير كبيرين لا تقل عن مكانة الطبيب لدورها المتميز فى خدمة المجتمع، وهناك اعتراف متداول أن 80% من نجاح العملية بعد الجراحة هو تمريض.. ولأهمية المهنة أُنشئت مدارس ومعاهد التمريض التى وصلت حاليا الى 5 كليات تحظى بشهادة الاعتماد والجودة وتلقى إقبالا كبيرا من الجنسين والدراسة بها لمدة 4 سنوات وسنة امتياز، وبعدها هناك عامان تكليف ليتوجه بعدها لسوق العمل فى القطاع الحكومى او الخاص او للعمل بالخارج مع إتاحة فرص استكمال الدراسات العليا من دبلوم وماجستير ودكتوراه. ومع ذلك هناك سوء تقدير للمهنة، ونظرة خاطئة تتهم بتدنى المستوى سواء الحكومى او الخاص .. د. إيمان شكرى أستاذة ورئيس قسم تمريض المسنين ووكيل كلية التمريض جامعة الزقازيق لشئون التعليم والطلاب تقول إن مهنة التمريض كعمل للنساء قد عانت كثيرا من النظرة الخاطئة إليها بسبب تقديم الإعلام صورة سيئة عن الممرضة، وفى الآونة الأخيرة بدأت تتغير الفكرة والنظرة الى المهنة حيث بدأت سوق العمل تتطلب المهنة وأصبحت الرواتب فى تحسن، ويدرس الطلاب مواد التمريض بجانب مناهج الطب بشكل مصغر ويقوم بتدريسها أساتذة كلية الطب، وهناك 7 تخصصات هى تمريض باطنى وتمريض جراحة الأطفال، والنساء والتوليد والمسنين وصحة المجتمع، والنفسية والإدارة. وهذا العام طلبنا 200 طالب تقدم 1000 تم قبول 500 من الحاصلين على الثانوية العامة بالمجموع 97 % الى 94% ، وهناك إقبال كبير من الجنسين ونسبة البنات الى الأولاد من 1 الى 3. ويحقق الأولاد نجاحا كبيرا لطبيعة التكوين الجسمانى فالطالب يعمل وهو فى السنة الثالثة، وفى الإجازة نعطى له خطابا بمزاولة المهنة. أما بالنسبة لتحسين الجودة فنحن نسعى اليها، حيث أوصى آخر مؤتمر تم عقده عن التمريض بين الاحتراف والعالمية بأهمية تحسين الدراسة وتقدمت الكلية للحصول على شهادة الاعتماد والجودة وهى أعلى شهادة دولية وعالمية، كما نسعى للارتقاء بمستوى الأخلاق والواجب تجاه المرضى تطبيقا لأخلاقيات المهنة التى يتم تدريسها. د عماد مخيمر أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة الزقازيق يقول أقوم بالتدريس لطلبة التمريض مادة تمريض النفسية، وهم متفوقون ومتميزون ومعظمهم التحق بالتمريض لأنه لم يحقق رغبته فى الالتحاق بكلية الطب، ومنهم من رفض كليات الأسنان او الصيدلة حيث تزايد الطلب عليهم، والكثير منهم يشارك كمتطوعين فى حملات التطعيم وتقديم خدمات للمجتمع وهم سعداء بذلك، ولابد للإعلام من إلقاء الضوء على مهنة التمريض فهم فى حاجة الى تقدير المجتمع لهم ابتسام يحيى ممرضة والمشرف على وحدة تمريض قسم أمراض الدم وزرع النخاع بمستشفى أبو الريش الجامعى تقول إن مهنة التمريض هى مهنة العطاء والإنسانية والرحمة، وهو ما دفعنى للالتحاق بكلية التمريض جامعة القاهرة، وكان حلمى الالتحاق بكلية الطب ولكن مجموعى فى الثانوية العامة لم يسمح، وتخرجت سنة 2000 . وحقيقى أن معظم المرضى خاصة المرأة لا تتقبل إلا الممرضة لتمريضها، والأم المصاحبة لطفل مريض تفضل الممرضة رغم أن الممرض أثبت مهارة ونجاحا وقدرات أكبر من المرأة فى العمل بالتمريض ولا يجد مشكلات من ساعات العمل بالليل. وتوضح أن مهنة التمريض مهنة مظلومة أولا بالنسبة للصورة السيئة التى يقدمها الإعلام لنموذج الممرضة فهى مهنة الإنسانية الجميلة، وثانيا هناك تفاوت فى الرواتب التمريض بالمقارنة فى الحكومة والتأمين الصحى ووزارة الصحة ومستشفيات قصر العينى الفرنساوى وأبو الريش اليابانى والمنيرة وهناك تفاوت فى الحوافز فبدل الممرضة فى الشهر 20 جنيها فى العمل الحكومى أما فى القطاع الخاص فالفترة الواحدة تتقاضى عنها الممرضة 180 جنيها.. فإذا كنا جادين ونريد لمهنة التمريض الوصول الى المستوى الجيد والعالمى لابد من الاهتمام بتحسين الكفاءة والمهارة من خلال الدورات التدريبية والتثقيفية وبإرسال البعثات للخارج، ولابد من رفع الرواتب ومعاش الممرضة والبدلات ورفع بدل التغذية الذى لا يتعدى 20 جنيها، فراتبى بعد 15 سنة بالحوافز 1700 جنيه، لكن حب المهنة ودعاء المرضى ويكفينى أن أرى مريض اشفى اوتحسنت حالته..