خمسة شهور كانت مدة محاكمة كل من الراهبين أشعياء المقارى وفلتاؤوس المقاري استمعت فيها لاقوالهما وشهادة الشهود واطلعت على أدلة الثبوت وأداة الجريمة على مرآى ومسمع من جميع الأطراف وانتهت محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بمحكمة إيتاى البارود برئاسة المستشار جمال طوسون وعضوية المستشارين شريف عبد الوارث فارس ومحمد المر وسكرتارية حسنى محمد عبد الحليم، بإحالة الراهبين في اتهامهما بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف دير أبو مقار بوادى النطرون إلى فضيلة مفتى الجمهورية، وحددت المحكمة جلسة يوم 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم محاكمة الراهبين مرت بعدة محطات "أخبار الحوادث" رصدت أبرزها على مدار خمسة أشهر نرصدها في السطور التالية. في أولى جلسات محاكمة الراهبين حضر المتهم الأول فى القضية وائل سعد تواضروس، بينما تغيب المتهم الثانى فلتاؤس المقارى، بسبب مرضه، وخلال الجلسة أنكر المتهم الأول وائل سعد تواضروس "أشعيا المقارى"، الاتهامات الموجهة إليه بقتل رئيس الدير بالمشاركة مع "فلتاؤوس المقارى"، بقوله قائلًا: "كنت تعبان نفسيًّا فى الفترة دى". ثم انهار أشعيا المقارى مشيراً لضباط المباحث: "أنا بتاع ستات لكن مقتلتش حد"، لتقرر المحكمة التأجيل بعد أن استمع ت لطلبات الدفاع وفي إحدى الجلسات أبدى الراهب فلتاؤس المقارى ندمه الشديد لقطع شرايينه داخل الدير محاولا الانتحار، مبررا ذلك لتعرضه لضغوط نفسية بعد علمه بمقتل الأنبا إبيفانيوس، كما نفى إلقائه بنفسه من أعلى مبنى العيادة الطبية بدير أبو مقار. وأثناء احدى الجلسات وافقت هيئة المحكمة، على عرض الفيديوهات الخاصة بالمعاينة التصويرية، وكذلك قامت بفض أحراز القضية، وكانت أداة الجريمة وهى عبارة أسطوانة حديدية وتفريغ هواتف محمولة خاصة بالرهبان المتهمين وتمثيلهما للجريمة، بمعرفة النيابة العامة، كما استمعت المحكمة. ايضاًاستمعت هيئة المحكمة لشهادة الدكتور ياسر بركات، رئيس مصلحة الطب الشرعى بالبحيرة، الذى قام بتشريح جثة المجنى عليه الأنبا إبيفانيوس، والذي أكد إن أداة الجريمة يمكن أن تحدث الإصابات المذكورة فى المجنى عليه وأن الجزء المدبب منها يمكن أن يُحدث الجروح القطعية. وكذلك استمعت الى شهادة الراهب شنودة المقارى أحد الرهبان المقيمين بدير أبو مقار بوادى النطرون والذي أكد أنه كانت هناك بعض الخلافات بين المجنى عليه والمتهم الأول لعدم التزامه بنظام الدير ولا يرقى ذلك إلى سبب يمكن أن يؤدى إلى قتل رئيس الدير وأن علاقة المجنى عليه والمتهم الثانى هى علاقة طيبة وان والمجنى عليه كان يقوم بالتصريح له بنشر عدد من الكتب الدينية داخل الدير. استمعت المحكمة إلى شهادة العميد عبد الغفار الديب، رئيس المباحث الجنائية، والمقدم محمد حنفى، رئيس مباحث وادى النطرون السابق، بالإضافة إلى الاستماع إلى شهادة فؤاد مجدى أحد الباحثين بكلية اللاهوت والمخصص فى الشئون الكنسية. وفي مفاجأة من العيار الثقيل أكد اللواء خالد عبد الحميد، وكيل مباحث وزارة الداخلية أثناء المحاكمة أن الراهب أشعياء المقارى قام بالبحث على الانترنت قبل ارتكابه الجريمة عن كيفية مسح البصمات من أداة الجريمة مما يعتبر دليل واضح على الاحتشاد وعقد العزم على ارتكاب جريمة القتل لرئيس الدير. وبعد أن اطمأنت المحكمة لكافة الأدلة انتهت إلى إحالة أوراق المتهمين إلى المفتي وقالت في قرارها أن المتهمين ارتكبا كبيرة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التى نهت الديانات السماوية عنها، وأن المتهمين لم يمنعهم عن جرمهم كونهما راهبين، سلكا طريق الرهبنة طوعا ورغبة منهما وصولا لحياة ثرية مع الله، ولم يردعهما مكان ارتكاب الواقعة، ولم يراع كبر سن المجنى عليه الذى بلغ من السن عتيا ولم يراع مكانته. وأضافت أنه بعد أن أطمئنت هيئة المحكمة، لادلة الثبوت فى هذه الدعوى وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، لا تدع لهما سبيل من الرحمة، مؤكدة أنه وبإجماع آرائها على القصاص لذلك. وقد شهدت الجلسة ثبات حالة الراهبين المتهمين خلال النطق بإحالة أوراقها إلى فضيلة المتهمين وانهماك المتهم الثانى فلتاؤوس المقارى فى قراءة الأدعية والكتاب المقدس وهو جالس على سريرة الطبى.