مؤخرا خرجت بطاقة ميزه للدفع الالكتروني الي النور.. أطلقتها بنوك الاهلي بقيادة هشام عكاشه ومصر برئاسة محمد الاتربي والقاهرة برئاسة طارق فايد.. وقبل صدور هذه البطاقة كانت هناك عشرات من الترتيبات التي اشرف عليها طارق عامر محافظ البنك المركزي الذي كلف المهندس ايمن حسين وكيل المحافظ بمتابعة تقنيات اصدار البطاقة التي قدم هشام عكاشه رئيس البنك الاهلي وعضو المجلس القومي للمدفوعات اول اصدار منها الي الرئيس عبد الفتاح السيسي. والحقيقة ان اصدار هذه البطاقة كان احد اهداف المجلس القومي للمدفوعات الذي كان يخطط لإحداث نقلة نوعية في التعاملات المالية في مصر والانتقال من التعامل النقدي الي التعامل اللانقدي.. كانت هناك معوقات تقف حجر عثرة في سبيل انهاء تداول الكاش وتشجيع المواطنين والتجار علي التعامل بالفيزا.. ومن بينها الرسوم الاضافية التي كان يفرضها كثير من التجار علي العملاء اثناء اعلان الزبون رغبته في الدفع بالفيزا.. تلك الرسوم التي لم تقل عن 1% وهي رسوم التعامل الاقليمي بين شركة فيزا والبنوك والتاجر ويتحملها للأسف الزبون الذي بدأ يكتشف ان الدفع بالفيزا يمثل خسارة له.. وان الدفع الكاش افضل.. وجاءت فكرة بطاقة ميزة التي تعتبر محلية التداول.. وتتيح حتي للأشخاص الذين ليس لديهم حسابات بنكية ان يتعاملوا بها بمجرد وضع مبلغ في الحساب.. وكان ايضا الهدف من اصدار هذه البطاقة ان تكون بلا رسوم او رسوم لاتذكر ولاتمثل عبئا او تنفيرا للزبون من التعامل اللا نقدي. ومع اطلاق تجربة ميزة في فروع اكبر ثلاثة بنوك في مصر.. تتبقي الكثير من الامور والخطوات التي تشجع علي استخدام المدفوعات الالكترونية في التعاملات المالية.. وهي السياسة التي تشجعها الحكومة ويسعي البنك المركزي لتعميمها من خلال اطلاق حملات تشجيع الشمول المالي، وإقبال البنوك علي تشجيع عملائها علي التعامل غير النقدي من خلال نقاط تحفيزية علي الشراء بالفيزا.. وتشجيع المواطنين علي فتح حسابات بنكية لأن عدد اصحاب الحسابات البنكية لايتناسب مطلقا مع دولة بحجم مصر بها حوالي 90 مليون خط محمول.. ويبقي التحدي الاكبر هو تحفيز الراغبين في اخفاء اموالهم تحت البلاطة ودفعهم نحو عالم جديد.. يلحق بركب التقدم.. وقد نري دولا عربية بدأت رحلتها نحو التطوير التكنولوجي المالي بعدنا بكثير، ولكنها للأسف سبقتنا بكثير.. وما يميز مصر حاليا انها تسعي إلي استرداد ما فاتها ولا تيأس.. لانها تمتلك المقومات التي تجعلها تقبل التحدي.