الواحد الصحيح ميزان الحياة.. لكن باختفاء العدل يصبح نصفا أو ربعا أو واحدا إلا ربع!! شخصية »علي بيه مظهر» التي جسدها الفنان محمد صبحي في مسلسل تليفزيوني وفيلم حمل اسم »علي بيه مظهر».. شخصية حقيقية موجودة حولنا وقريبة جدا منا.. فهي وسط زملائنا في العمل أو ممن نختلط بهم من خلال علاقات مختلفة. هذه الشخصية ذات مواهب محدودة.. لكنها تحاول أن ترسم لنفسها شخصية تحظي باحترام أو يخاف منها الآخرون.. حتي يهابوها.. فتختلق حكايات عن علاقاتها بمسئولين أو أن وراءها من يسندها.. حتي تبث الرعب في نفوس الآخرين.. أو تدعي انها تعرف المسئول الفلاني فيسيل لعاب البعض في محاولة الاستفادة من هذه العلاقة وتحقيق مصالح من خلاله.. وأيا كانت هذه الروايات التي تختلقها هذه الشخصية صحيحة بشكل كامل أو حتي بنسبة بسيطة.. فإنها تكمل بكذبها وادعائها النسبة الباقية.. حتي توهم الآخرين بمتانة هذه العلاقة.. وقدرتها علي التأثير علي هذا المسئول الذي أصبح يأخذ بأراء هذه الشخصية في كافة أموره!. من الممكن ان يكون هذا الشخص قد التقي فعلا بهذا المسئول في احدي المرات أو المناسبات.. وربما يعرفه.. ولكنه يعرفه فقط وليس أكثر من ذلك. هذه الشخصية عادة ما تتميز طبيعتها بالميل الي النصب.. وهي كذابة بطبيعتها.. ولأن النصاب لابد أن يكون لديه ضحية عادة ما تتميز بالطمع.. فتكون الفريسة التي ينسج عليها نصبه وكذبه. شخصية علي بيه مظهر تريد ان تحصل علي كل شيء.. ولكنها في نفس الوقت تحاول ان تعطي لمن حولها وقد تنفق من جيبها وتبذل مجهودات في تقديم خدمات لهم.. ليس لحبها عمل الخير ولكنها تحب ان يمدحها هؤلاء.. وفي نفس الوقت تشعرهم انها تملك وتقدر.. والطرف الآخر بالطبع مستفيد. في هذه الايام نري بعض النماذج تدعي صلتها بالمسئولين علي مستوي عال أو أجهزة معينة لتبث الرعب في نفوس زملائها ومن حولها.. لتأخذ ما لاتستحق.. فلا احد يستطيع ان يتيقن من كذبها.. ولكن الفريسة ايضا تكون علي رأسها »بطحة» أو أكثر تجعل من السهل علي »علي بيه مظهر» اخافتها. من الممكن ان يتجرأ علي بيه مظهر في حكاياته التي ينسجها حول علاقته بشخصيات ذات نفوذ.. ولكنه في الوقت الذي يستمد قوته من هذه الشخصيات يقلل منها.. فهذه الشخصية من المفروض انها أكبر من نموذج علي بيه مظهر.. الذي يدعي أنه من أكبر وأهم أصدقائها!! احيانا يلعب الحظ دورا في هذه اللعبة ويصدق البعض هذه العلاقة ويحصل علي بيه مظهر علي مكاسب.. ولكنها مكاسب زائلة.. لأنها لعبة بها الكثير من الكذب واللامعقول.. فهي حكاية عمرها قصير حتي وان أصابت بعض الكفاءات بالجنون من هول ما يحصل عليه ذات الشخص محدود الكفاءة.. هو فقط محدود الكفاءة.. ولا أستطيع ان اقول عديم الكفاءة.. لأنه يمتلك بعضا من الذكاء الذي يوظفه في هذا الاتجاه.. وتنتهي اللعبة وترجع الامور لنصابها.. ويعود القزم قزما ويظل العملاق عملاقا.. فالموهبة والمهارة عمرها اطول من الزيف والكذب.. حتي لو استمرت لبعض الوقت ووجدت من يدعمها حرصا علي مصالحهم.. فهي في النهاية لعبة سرعان ما ينساها الناس.. ولا ننسي نماذج عديدة طفت علي السطح، ولم نتذكر لهم سوي تفاهتهم التي طالما نضحك عليها ونسخر منها. هي نظرة متي نتوقف لنغير نظرتنا للحياة؟ وهل هذا التوقف يتم من تلقاء أنفسنا.. ام ان هناك ما يدفعنا للتوقف والتأمل؟!. الواقع اننا في معركة الحياة وطالما الأمور تسير بشكل طبيعي كما اعتاد كل منا في حياته لا نتوقف ولا نتأمل.. ولكن عندما نصاب بأزمات تزلزلنا تجعلنا نتوقف لنحكم علي ما فات من حياتنا.. قد تكون هذه الازمات في صورة مرض عضال.. أو فراق بعض الأحبة.. أو حتي خيانه بعض المقربين لدرجة انه اصبح من الضروري اخراجهم من حياتنا.. بعدما اعتدنا عليهم.. أو حتي خسارة أموال كثيرة تجعلك في بعض الاحيان تبدأ من الصفر.. أو حتي خسارة وظيفتك ومصدر رزقك.. وعليك البحث عن وظيفة جديدة.. أو حتي بمرور أكثر من نصف عمرك في عمل ولا تحقق فيه نجاحاً كما كنت تتوقع.. فتتوقف لتقييم ما فات أو حتي حينما يرحل بعض رفاق عمرك.. وتكون مقصرا في حق نفسك ودينك.. فيكون ذلك الرحيل انذارا لك بأن تعوض ما فاتك من طاعات.. فالنذير واضح ولم يعد في العمر بقية. كثير وكثير من الأزمات والشدائد ما تجعلنا نفكر من جديد ونبحث عن طريقة جديدة لحياتنا.. في البداية نري أنفسنا مرغمين علي السير في الطريق الجديد بكل صعوباته.. فكلما تقدم الإنسان في العمر يشعر بصعوبة التغيير ويُصبر نفسه بأنه خير له أن يسير في هذا الطريق، وقد يكون الأمر بالفعل خيراً له مع أنه اضطر إليه في ظل أزمة حدثت له. الأقدار دائما تأتي بالخير.. والمحظوظ في هذه الحياة هو من يتعرض لخبطة تفيقه خيراً من غيره الذي باغته الموت أو المرض ومنعه من تصحيح أوضاعه وتعديل مساره. لكن لكل شيء ثمنا.. وإن كان الدافع وراء التغيير هو الأزمة أو الصدمة.. فمن المؤكد أن يصاب الإنسان بالحزن.. وأفضلنا من يحول الحزن إلي طاقة دافعة للتغيير.. لأنه في الغالب أفضل من الفرح الذي يعمينا عن الكثير من أخطائنا وأخطاء من حولنا ممن وثقنا فيهم. تري نفسك في هذه الحياة مثلك مثل غيرك.. تبحث عن الصداقة المطلقة والحب المطلق والوفاء المطلق.. فتكون صدمتك أكبر.. ومن الأفضل أن تغير نظرتك في هذه الحياة.. وتستعد بأن تهيئها وتجعلها تتقبل أخطاء من حولك وأخطاء من تحب وحتي أخطاء من لا تحب.. ودائما ما تقول لنفسك نحن بشر والكمال لله وحده.. فلا يصيبك الجزع.. فالخطأ وارد.. نظرتنا للحياة لا تتغير من النقيض للنقيض.. لكن استعدادنا وقوة تحملنا تجعلنا نتحمل شقاءها ومتاعبها.. وكثرة الطبول علي الرأس تزيد من قوة التحمل بمرور الزمن. لكن الشيء المؤكد أنه مع مرور الزمن وتقدمنا في العمر نصاب بالحزن أسرع من فترة شبابنا. ويستمر معنا مدة أطول.. فكل لحظة حزن تُعلم في قلوبنا.. واللحظة الجديدة من الحزن تستدعي ما قبلها.. وكأنه رصيد لا ينفد وتصبح مع الأيام فرص الفرح والسعادة أندر.. فأحزاننا علي مر السنين تصارع لحظات فرحنا.. لكن الأيام دائما علي هذا وذاك.. وصاحب النظرة الحياتية المعتدلة هو ما لا يحزن كثيراً ولا يفرح كثيراً.. فالحياة دائما ما تعطي وتأخذ.. وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو. غير نظرتك للحياة لتغلبها.. فالحزن لا يستمر والفرح لا يستمر.. السعيد في الدنيا لا يهزمه حزنه ولا يغره فرحه. كلام = كلام • واحد صحيح؟ لكل واحد فينا في الدنيا حظ يساويه. بمعني إيه ذكاء.. صحة.. رزق.. الكل يساوي واحد صحيح.. وإن اختلفت النسبة. يعني إحنا متساوون؟ طبعاً.. الله لا يظلم أحدا.. يقسمها حسب طبيعة كل واحد منا. والواحد الصحيح موجود في أيه كمان؟ في العلاقات الزوجية السليمة.. في الصداقات المخلصة.. في علاقات العمل الناجحة.. حتي في اللعبات الجماعية.. وفي النهاية النجاح. يعني إنكار الذات؟ لا.. يعني كلنا نكمل بعض.. والكل عارف دوره. طيب.. يبقي سبب الفشل إيه؟ إن كل واحد لا يقوم بدوره.. فنصبح نصفا أو ربعا أو واحدا إلا ربع. والدليل؟ نجاحنا في اللعبات الفردية. روح الفريق يعني إيه؟ يعني الحب والعدل. ليه غابت روح الفريق؟ علشان اختفت عدالة التوزيع.. والثواب والعقاب. ليه الحزن عمره أطول من الفرح؟ غير صحيح الحزن والفرح عمرهما قصير. إزاي؟ الأثر اللي بيتركه الحزن أقوي من أثر الفرح. طيب والدموع؟ الدموع والضحك قصيران.. وما يتركاه داخل نفوسنا هو الباقي.. في صورة ذكريات. طيب والزمن بيعمل إيه؟ ينسيك المصيبة بمصيبة أكبر.. فتشعر معها بأن الأولي كانت تافهة. طيب والفرح؟ الفرح لا ينسي لأنه قليل جداً. ماذا تنتظر من الأيام؟ ربنا يكفينا شرها. ومن الحكومة؟ أن ترحل. ومن الأهلي؟ يأخذ الدوري والكأس. ومن الزمالك؟ ما ياخدش حاجة. ومن نفسك؟ أن يتحقق كل ما انتظره.