تأخذني الاضطرابات الدامية التي تعصف بدول عديدة من حولنا إلي شريط ذكريات مؤلم ومرير بدأ مع شتاء الغضب في يناير 2011 عندما سلب من المصريين أمنهم وقطعت أرزاقهم واستبيحت دماؤهم وأضحي وطنهم ارضا للخوف . ثلاثة أيام فقط حلم فيها المصريون بوطن لا يضن علي أهله بالسكن والعلاج ثم استفاقوا في 28 يناير علي كابوس وطن يحتضر ويساق اإلي مصير مجهول!!. ما يحدث الآن في دول تجاورنا من دمار وخراب ومحاولات لاعادة اشعال ثورات في المنطقة في تقديري ماهو الا اخراج جديد لسيناريو قديم بدأ في 2011 وفشل في عام 2013 تحت مسمي ثورات الربيع العربي. سؤال ليس بريئا وحاشا لله أن يكون هدفه تبرئة أنظمة ديكتاتورية ألبست شعوبها لباس الخوف والجوع سقطت ماذا جنت الشعوب العربية من ثوراتها؟!. نحر القذافي فهل استمتع الليبيون بانهار نفطهم المستباح؟. اعدم صدام حسين فأحتل العراق احتلالا مزدوجا من ارهابيي داعش وأمريكا ودمرت سوريا تماما واصبحت الموطن الرسمي لكل ارهابيي العالم وتحولت سماؤها الي ساحة لتدريب الطيران الاسرائيلي يقصف ما يشاء من أهداف سورية!! يقيني ان الثورات الهوجاء التي ضربت منطقتنا في توقيت واحد ومحاولات استنساخها من جديد هذه الأيام ما هي الا استمرار لعملية تحويل مقصود وممنهج لصراعنا الأبدي مع الكيان الصهيوني ليصبح تناحرات دامية بين الشعوب العربية تحديدا، وانظمتها الحاكمة وصراعات مذهبية وطائفية تقودها الي الهلاك! رهان بعض القوي الكبري التي تريد بنا السوء أن الثورات في أزمنة السوشيال ميديا يمكن أن تكون أوبئة معدية تنتقل من أمه لأخري بكل السهولة. علينا الانتباه والحذر اكثر من أي وقت مضي كشعب ومن قبله الحكومة التي عليها أن تعي مخاطر اللحظة وان تلقي من يديها حتي ولو مؤقتا »سياط» رفع أسعار الخدمات التي تقدمها للمواطنين وأن تسعي بكل صرامة لضبط ملف الأسعار الجائرة ولا تترك مواطنيها نهبا لجشع تجار قست قلوبهم فكانت كالحجارة أو أشد قسوة!!. إذا فعلت الحكومة فانها تكون بذلك قد أغلقت كل نوافذ الخطر التي يمكن أن تهب منها رياح الفوضي لتضربنا من جديد.