أطباء مصر بين التنمر والاستهداف    وزيرة التنمية المحلية: انتهاء استعدادات محافظات المرحلة الثانية لانتخابات النواب 2025    وزارة الري: السد الإثيوبي يحبس المياه ثم يصرفها فجأة بكميات كبيرة ويهدد مجرى النيل الأزرق    أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ اليوم.. الطماطم ب 10 جنيه    أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025    أسعار الخضروات اليوم الاحد 23-11-2025 في قنا    سعر طن الحديد بسوق مواد البناء اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 فى المنيا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025    وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان سبل تنفيذ مخرجات اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة    روبيو يرد على انتقاد خطة السلام الأمريكية فى أوكرانيا.. اعرف قال إيه؟    10 غارات إسرائيلية على خان يونس.. وتوسع عمليات النسف داخل الخط الأصفر    الاحتلال الإسرائيلى يغلق بوابة عطارة وينصب حاجزا شمال رام الله    كير ستارمر يعلق على قضية أندرو وجيفرى أبستين.. ماذا قال؟    الليلة.. الزمالك يستعد لبداية مشواره فى مجموعات الكونفدرالية أمام زيسكو    مواعيد مباريات اليوم الأحد 23 نوفمبر والقنوات الناقلة    المصري في مهمة صعبة أمام كايزر شيفز في الكونفدرالية    غلق طريق الإسكندرية الصحراوي بسبب الشبورة المائية والأرصاد تحذر    اليوم أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    انطلاق امتحان شهر نوفمبر اليوم فى بعض المدارس.. اعرف التفاصيل    بسبب الشبورة الكثيفة .. اطلاق مبادرة فتح منازل الاهالي للمسافرين العالقين بالطرق السريعة بمطروح    بعد قليل.. نظر محاكمة 10 متهمين بخلية لجان العمل النوعي    افتتاح الدورة ال26 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بعرض «الملك لير» وتكريم يحيى الفخراني    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الاحد 23112025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 23-11-2025 في محافظة قنا    علامات مبكرة لسرطان الكبد قد ترافق فقدان الوزن المفاجئ.. تحذيرات طبية تكشف 3 تغيّرات خطيرة في الجسم    حفيدة جون كينيدي تكشف إصابتها بالسرطان وتنتقد ابن عمها روبرت كينيدي    استطلاع: تراجع رضا الألمان عن أداء حكومتهم إلى أدنى مستوى    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    وزارة الصحة: لا توجد فيروسات مجهولة أو عالية الخطورة في مصر.. والإنفلونزا الأعلى ب 66%    كمال أبو رية: لو عاد بي الزمن لقرأت سيناريو «عزمي وأشجان» بشكل مختلف    وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد    بصورة من الأقمار الصناعية، خبير يكشف كيف ردت مصر على إثيوبيا بقرار يعلن لأول مرة؟    قد تشعل المنطقة بالكامل، إسرائيل تستعد لهجوم واسع النطاق على إيران ولبنان وغزة    استشهاد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة    طقس اليوم.. توقعات بسقوط أمطار فى هذه المناطق وتحذير عاجل للأرصاد    موعد مباراة الأهلى مع الإسماعيلى فى دورى نايل    برواتب مجزية وتأمينات.. «العمل» تعلن 520 وظيفة متنوعة للشباب    نقيب الموسيقيين يفوض «طارق مرتضى» متحدثاً إعلامياً نيابة ًعنه    تامر عبد المنعم يفاجئ رمضان 2025 بمسلسل جديد يجمعه مع فيفي عبده ويعود للواجهة بثنائية التأليف والبطولة    السيسي يعد بإنجازات جديدة (مدينة إعلام).. ومراقبون: قرار يستدعي الحجر على إهدار الذوق العام    وكيل صحة دمياط: إحالة مسئول غرف الملفات والمتغيبين للتحقيق    الصحة: علاج مريضة ب"15 مايو التخصصي" تعاني من متلازمة نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 36 ألفًا    صوتك أمانة.. انزل وشارك فى انتخابات مجلس النواب تحت إشراف قضائى كامل    : ميريام "2"    صفحة الداخلية منصة عالمية.. كيف حققت ثاني أعلى أداء حكومي بعد البيت الأبيض؟    الداخلية تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة نقل ذكي على سيدة بالقليوبية    مانيج إنجن: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أمن المعلومات في مصر    جامعة القناة تتألق في بارالمبياد الجامعات المصرية وتحصد 9 ميداليات متنوعة    السعودية.. أمير الشرقية يدشن عددا من مشاريع الطرق الحيوية بالمنطقة    د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!    دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم    محافظة الجيزة تكشف تفاصيل إحلال المركبة الجديدة بديل التوك توك.. فيديو    حمزة عبد الكريم: سعيد بالمشاركة مع الأهلي في بطولة إفريقيا    مفتي الجمهورية: خدمة الحاج عبادة وتنافسا في الخير    بث مباشر الآن.. مباراة ليفربول ونوتنغهام فورست في الجولة 12 من الدوري الإنجليزي 2026    شاهد الآن.. بث مباشر لمباراة الهلال والفتح في الدوري السعودي روشن 2025-2026    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتورة آمنه نُصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب:الإخوان لم يكونوا أمناء علي الإسلام
نشر في أخبار الأدب يوم 27 - 11 - 2018

الحوار مع الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وعضو البرلمان يمتلك وضوح الفكرة وجرأة الرأي المستند إلي رؤية فلسفية وعقيدية معاً.. وهي ليست خريجة أزهر لكنها تُدرس فيه فلسفة إسلامية وعقيدة.. وفي سنواتها الأولي درّست في مدارس "الأميركان كوليج اسكول" بأسيوط فامتلكت مفاتيح لغة التخاطب مع الغرب.. ثم درست فلسفة واجتماعا وعلم نفس في جامعة عين شمس.. فأحاطت علماً بالإنسان من خلال علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة.. ثم بدأت تركز علي العقيدة من منظور عقلاني.
• منذ عام تحدث فضيلة المفتي دكتور شوقي علام عن تزايد أعداد الملحدين في مصر وأساتذة مشايخ آخرون تحدثوا في هذا.. وفي اعتقادي الخاص أن لفظ ملحد ليس دقيقا لأنه يبدأ بأفكار شاذة مشوشة لم تتخذ صورة نهائية وعلينا ألا نستبقها.. كأستاذة للفلسفة الإسلامية ما رصدك لهذا الفكر..؟
- أفزعني أن أخبرني أحد الإعلاميين منذ ثلاثة أو أربعة أشهر أن عدد الملحدين وصل إلي 3 ملايين..
لكن ليس هناك إحصاء حقيقي لأي رقم لأن الإلحاد ليس بظاهرة في مصر إلا من بذور لأفكاره قد يتداولها فصيل من الشباب.. وحتي لا نفاجأ بهذا الفكر وقد أصبح ظاهرة أين منطقة الخطأ لمعالجتها؟..
- الإلحاد يوجد حين يزداد التشدد.. فالنفس البشرية كما لقبها الحق الذي خلقها وهو أعلم بها قال:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها".. فالنفس التي بين جوانحنا جميعاً تحمل الأمرين تحمل الفجور وتحمل الإيمان.. لما تيجي تتشددي عليها تجعلي فجور النفس البشرية يتغلب علي تقواها.. وهنا يظهر التمرد الذي هو جزء من شخصية الشاب.. وهذا يؤدي إلي الرقم الذي سمعته من عدة مصادر.. وفي جملة مختصرة إذا وُجد التشدد وُجد الإلحاد..
من رصدك فلسفياً للواقع الديني المجتمعي كيف تسللت إلينا تلك الأفكار المتشددة والمنفلتة معاً في وجود مشايخنا ونحن شعب سمته التدين السمح..؟
- المناخ العام يدفع لهذا بسبب تخافت دور الأسرة وتخافت دور المساجد.. نحن في حاجة للشيخ الذي يدرك سيكلوجية الشباب وسيكلوجية الجمهور الذي يجلس أمامه بعد الصلاة.. ومؤخراً طلبت من الدكتور وزير الأوقاف وهو رجل نشيط ويريد أن يعمل الكثير بأن أئمة المساجد كانوا منذ نصف قرن يجلسون عقب الصلاة في المساجد يتحولق حولهم المصلون يسألون في كل شيء حتي في مشاكلهم الشخصية.. اليوم لم يعد هذا موجودا.. أصبح الإمام يؤدي الفريضة ومن أقرب باب يخرج.. ففقدنا عنصر إمام المسجد وكان له دور عظيم عند الشباب والكبار..
يبدو مجتمعنا كأنه مشدود الأطراف بين التشدد والانفلات حول أو من محيط منطقة الوسط.. هل الوسطية تزداد ضعفاً..؟
- أناشد أئمة المساجد وعلماء الأمة وليس الأزهر فقط.. وأملنا في الإعلام المرئي.. وياليت كل قناة فضائية أو أرضية تجعل ساعة علي الأقل أسبوعياً تقدم فيها علماء الأمة من علماء التربية والنفس والاجتماع والفقه والتفسير والفلسفة ليقدموا كل ألوان العلوم الإنسانية والفقهية والأصولية.. وهذا سيدعم الوسطية في الدين.. وعلينا أن نناقش ما يُطرح في الساحة بلا حساسية وبلا خشية.. نناقش لماذا يلحدون أو يتطرفون..؟ وأوجد البوابة المضيئة التي أشدهم وأدخل إليهم منها.. وكل هذه النقاشات ستنزل علي الفيس والناس تتبادله وفي خلال سنة علي الأقل سينتهي هذا..
تحديداً من المذنب المجتمع أم المؤسسة الدينية أم الانفتاح بوسائل التواصل علي أفكار غير مُهيأ شبابنا لمواجهتها..؟
- حق الشباب المتمرد الضائع في رقبتنا من الأسرة للإعلام للعالم للمفكر لأستاذ الجامعة لأستاذ الفصل في المدرسة.. ماأطلعش الأولاد في مرحلة المراهقة مفرغين وييجوا في الجامعة يشتد عودهم ويشتد لسانهم ويشتد إلحادهم.. لابد نأخذ المنظومة بكل تدرج بدءاً من المدرسة.. لابد أن ندرك أهمية الأجيال الصغيرة التي دخلت علي النت والفيس علي العالم الخارجي المفتوح علشان كده يلقبوها ب"الحرب الرابعة" فحرب الإلكترونيات أمرّ وأشد من حرب السيف وأخطر وتسري في البيت تدمره زي السوس دون أن تشعري.. أتمني أن الكل يستشعر الخوف علي ولادنا.. أما العتاب الأعظم فيقع علي الأسرة.. أنا زعلانة من الأسرة المصرية خاصة من المرأة الأم.. المشوار طويل جداً.. وللأسف ابتدينا متأخرين جداً جداً..
هل هناك فراغ مجتمعي تسبب في فراغ عقيدي..؟
- نعم.. هناك فراغ داخل المجتمع كله بكل مؤسساته.. النهاردة المدرسة فُرغت من دورها.. المعاهد فرغت من دورها أليس كذلك.. النوادي الاجتماعية هل أدت دورها الثقافي والاجتماعي دي النوادي فيها أكبر تجمع بشري.. لذلك أناشد كل المؤسسات في مصر أن نفيق.. وكلٌ منا يضطلع بدوره كما أمرنا الحق سبحانه وتعالي.. "إني جاعل في الأرض خليفة".. والخليفة يبني.. أنا مش جاي أقعد في الدنيا فانتازيا.. أنا لي دور استخلاف في الأرض لتعميرها.. هل نحن نعمر الأرض..؟ هل نحن نعمر الفكر..؟ هل نحن نعمر ما خُلقنا من أجله..؟ أبداً.. إحنا بقينا شعوب مليانة بالإلهاء واللهو فيما أنا أرغبه في لذة وفي جمع مال بالحلال وبالحرام وهكذا.. إحنا عايزين علي الأقل حالة من اليقظة البشرية في مصر.. أنا أتكلم عن وطني اللي أُتلف فيه كثير من حضارته ومن قيمه ومن أصالته ومن عقله.. كل ده اتهز في مصر..
لو نظرتِ اليوم من منظور علوي.. كيف ترسمين خريطة العقل المتدين المصري..؟ وكيف ترين فلسفيا التركيبة الدينية..؟
- خريطة العقل المتدين تكشف أن مصر أصبح تدينها في الظاهر.. نحن ابتلينا في مصر بعد سفر الملايين من المصريين بأسرهم وأبنائهم إلي دول الجوار وقد عادوا إلينا بتدين المظهر.. انبهروا بيه وعادوا إلينا بهذا التشدد في المظهر الذي انعكس علي المخبر.. فواكب المظهر التشدد في الاعتقاد والعقيدة وفي المعاملات اليومية.. وانتشرت اللحي.. وهم الحقيقة ربنا ما يسامحهم - علماء الجزيرة - أرسلوا ورا الأسر العائدة لمصر بأموال طائلة مع أحبائهم مثل محمد حسان ومحمد ترتان وأسماء لا أحفظها وحتي عقلي يرفض أن أنشغل بهؤلاء.. وأعطوهم أموالا طائلة لم يكونوا يحلمون بأن يروها بالعين وفتحوا لهم مجموعة القنوات وكانوا ظهيرا في منتهي الخطورة سحب من الأزهر دوره.. وهؤلاء بقنواتهم غيّبوا العقل المصري وعند المرأة تحديداً..
والسبيل إلي الخروج من استغلال المسميات الدينية..؟
- كم أنا سعيدة للغاية بالذي حدث في مؤتمر الشباب عندما ألمح رئيس الدولة إلي هذه المعاني وإلي حرية التدين لأننا لابد أن نتعلم العيش مع بعضنا البعض لأن لا سلام ولا نمو للإنسان إلا بأننا جميعا نتعايش علي هذا الكوكب الأرضي دون النظر لدين الآخر.. إذا كان رب العزة وهو يرسل نبيه الكريم ماذا يقول له..؟ يقول "ما عليك إلا البلاغ " و"أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين " و"لست عليهم بمسيطر".. أليست هذه توصيات إلهية للنبي المبعوث عليه الصلاة والسلام بالرسالة.. وهذه هي فلسفة الإسلام التي سألتني عنها.. أنا لا أكره أحدا علي ديني ولا أطارد أحدا علي عدم إيمانه.. ليست مهمتي.. لكن في جملة واحدة نوكل أمرهم إلي خالقهم.. هو أولي بهم..
الأوصياء علي دين الله
تشدُّد بعض المشايخ والزوايا وكثير من الفضائيات وإرهابنا الدائم بالعذاب وبأننا جهلة.. هل دفع هذا بالشباب للابتعاد عن دين الله السمح..؟
- ده التشدد اللي أوجد الإلحاد علي فكرة.. الشاب يقول خلاص إذا أنا مقتول مقتول محروق محروق وهاتعذب في القبر والأفاعي تأكلني.. خلاص أستمتع بدنيتي.. خلاص إنت كده قطعت بينه وبين الأمل في الله.. إن الله يحب عشم عبده يعني تعشمي في الله دايما.. إن الله لا يخذل العشمان فيه أبداً أبداً.. كلما تعشمتي فيه نلتي الجنة.. والشباب مساكين وقعناهم في شر أعمالنا وبأيدينا.. عارفة يعني إيه بأيدينا.. كله متشدد أو غير متشدد بأيدينا..
كثُر الأوصياء علي دين الله من هم..؟
- دول أناس دخل في روعهم أن الله لم يهد أحداً إلا هم.. ده نوع من الغرور الكذاب والغرور المقيت.. ومتصورين أن لهم اليد الطولي في أنهم طول الوقت يهاجمونك وطول الوقت يعلمونك الدين.. والله لم يوص أحداً.. إذا كان رب العزة سبحانه وتعالي وهو يرسل نبيه الكريم بالرسالة ماذا قال له: "ما عليك إلا البلاغ" و"أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" و"لست عليهم بمسيطر".. فيه أروع من كده.. إذا كان رسول الله ليس بمسيطر علي الناس يأتي هؤلاء الأوصياء شوية الجهلة أنصاف المتعلمين ليكونوا أوصياء علي خلق الله.. ده أبشع شيء وأبشع خلق إنك تنصبي من نفسك وصية علي أحد يُصلي أو لا يُصلي ملتزم أو لا مُلتزم.. فما بال علي دين الله..
هؤلاء أنصاف جهلة بالفعل أم سعياً منهم حباً في المال..؟
- أنا قلت جهلة وجهلهم جهل بكل شيء.. لكن للأسف بيعرفوا يبهروا العامة..
نفسيا وفلسفياً هناك تناقض.. فعلي قدر مرونة الفكر الإسلامي وفطرته نجد عقل المسلم متشنجاً عبر العديد من الأزمنة.. رغم أن النص واحد..؟
- متشنجاً جهلاً.. لما الإنسان ليل نهار دايماً خايف ومذعور من ربنا.. أما النص الواحد فكل واحد يتلقاه من منظور ما يعرفه من علم.. أنا ألخصها في جملة واحدة "غياب العلم العقدي الصحيح" و"غياب صدق المعرفة" و"غياب أمانة الكلمة".. إذا غاب الثلاثة دول فحدث ولا حرج.. كل البلاء اللي ممكن تذكريه يأتي من غياب الثلاثة عناصر..
من رصدك الفلسفي والنفسي والاجتماعي.. شايفة رايحين بكل التناقضات إلي أين..؟
- أنا مش مبسوطة من مجتمعنا الآن.. مجتمع خلا من متدين القلب من جوه.. أين تدين الخير.. تدين السلوك.. تدين أن أراقب الله الذي لا تغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.. إحنا بقينا نعمل رقباء علي بعضنا.. ومن التناقضات أن المنقبة متخيلة لما غطت نافوخها من رأسها لوشها لقدمها خلاص بقت ست الفضل كله ده خبل.. هذا خبل.. المطلوب من المرأة المسلمة الاحتشام لا أكثر ولا أقل..
النقاب وبال علي المجتمع
لماذا النقاب أزمة دائمة..؟
- لأنه أصبح وبالاً علي الأمن في المجتمع.. وعمل إشكاليات أمنية كثيرة..
علي الأمن وليس العقيدة..؟
- أيوة علي الأمن وعلي العقيدة أيضاً.. الإسلام جاء ووجد النقاب.. لم يفرضه.. إنما فرض غض البصر كما جاء في سورة النور آية 30 و31 و32 " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"، "وليضربن بخمرهن علي جيوبهن" فالآيات الثلاث في سورة النور هي التي حسمت قضية النقاب.. لأن لا يُعقل ولا يتوازن مع النص القرآني العظيم قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وبعدين تحط لي متر أسود علي وشها.. طب أغض بصري ليه..
هل يري البعض أن النقاب يزيد إلي درجة ما من قدر المرأة مجتمعياً..؟
- أبداً.. بتاتاً.. بل بالعكس أصبح الآن يُنظر لصاحب هذا التشدد أنه لا يُحترم له رأي لأن ده تشدد.. الإسلام كل طلبه من المرأة الاحتشام بما لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر.. إلبسي ما تشائين من موروث ثقافتك بهذه الشروط الثلاثة لا أكثر ولا أقل..
هل لأن النقاب نفسياً يقدم صورة أقرب لفكرة التخفي والتواري كقناع أو ساتر يخفي رمزيا شخصية منقسمة أو ضعيفة هشة تربت علي عدم المواجهة..؟
- سيكولوجية المرأة لدي كثير من النساء تحب أن تكون مستخبية.. أو خلف قناع كما ذكرت.. أو خلف جدار كما المرأة عندنا في الصعيد قوية للغاية من وراء الجدار وأنا ست صعيدية ورأيت المرأة الصعيدية تكون قوية وهي اللي بتحض علي الثأر وهي التي تدير البيت من وراء الأسوار.. المرأة تحب أن تكون مختبئة وتخبئ قوتها.. ولو نظرت لمن ترتدي النقاب تجدينها تبص بعينيها وبتحجر بعينيها ومستقوية لأنها مستخبية..
النقاب نفسه بهذا الشكل الاجتماعي يخفي استغلال ديني أم سياسي..؟
- هو استغلال طبعاً.. يعني المشرفين علي الفكر ده يُقاتلوا من أجل النقاب ولا يُقاتلوا من أجل الصلاة اللي هي الركن الأساسي التي تُخرج الإنسان من الكفر إلي الإيمان ومع هذا لا يكترثوا إن كانت هذه المنتقبة بتصلي ولا ما بتصليش.. أذكر كان في الإسكندرية حي شعبي كانت الست اللي لابسة نقاب يهدوها حلق ذهب.. ليه كل هذا.
كيف تري الفكر الإخواني..؟
- الإخوان خرجوا باسم الدين ولم يكونوا أمناء علي الدين.. عملوا حالة من الردة عند الناس.. وعملوا حالة من الكراهية والحقد ولو وجدوا أي فرصة لن يسكتوا هذه الكراهية والحقد تُفرغ في أي شكل من الأشكال وأي وقت من الأوقات.. هم تربوا علي كده وتاريخهم أسود.. حتي في زمنهم كثير من الفتيات خلعن الحجاب نتيجة رد فعل فشل من ادعي الدين وظهر كذبهم.. والعلماء لم يوقفوهم..
تجديد الخطاب الديني
تحديداً هل نحتاج إلي تجديد الخطاب الديني عن قماشته الأولي.. أم تصحيحه وتصويبه مما لحق به من شوائب.. أم عصرنته لزمن نعيشه..؟
- لأ.. عصرنة وكل الكلمات السابقة تؤدي للهدف نفسه.. إحنا لدينا رصيد فقهي من فقهائنا العظام الأوائل تراث لا تمتلكه بشرية كالذي نمتلكه من شروح وفتاوي فقهية واجتهادات علماء لأكثر من ألف سنة لكن في عصرنا هذا هناك مستجدات لم يعرفها الفقهاء الأوائل في كل ما يلتحق بالإلكترونيات بكل ما اُستحدث فيها.. كذلك الأقليات المسلمة في بلاد الغرب أيضاً من القضايا المعاصرة ولذلك أصبح المُجتهد هو المُجدد لما يُستحدث من أمور في عصرنا التي هي كل يوم في شأن..
هل لدينا اليوم مُجددين..؟
- أتمني.. المؤسسة إيه اللي وراها.. لكن مفيش حد إنبري لهذه المهمة.. رغم أن ده فرض عين عليهم إن كل من لديه علم أن ينبري للمستجدات التي حدثت في عصرنا.. وهناك عندنا دار الإفتاء.. وعندنا مؤسسة للمشيخة.. لماذا لا يجعلون في كل شهر جلسة يواكبون فيها كل ما اُستحدث من علوم معاصرة لم يعرفها الفقهاء الأوائل ويُفتي فيها بما يرونه علي ضوء العصر وعلي ضوء إلحاح ما اُستحدث من إحداثات هذا العصر..
في الدين يوجد مُنظرون..؟
- نعم.. أصحاب التخصص الذين يُحاورون في قضايا علمية..
الأولوية للخطاب أم السلوك الديني..؟
- الاثنين معاً.. والخطاب الديني قد يسبقه لأنه هو الذي يوجه السلوك..
ما حصلش تجدد في الخطاب ولا في السلوك..؟
- هذا هو القصور.. هذا قصور لا يُدافع عنه أي عاقل..
قصور علماء..؟
- نعم..
وإخواننا الأقباط بعد حادث المنيا البشع تم توجيه التعازي إليهم.. في تصورك ما المفترض إجراؤه بعد التعازي كي تشفي القلوب..؟
- طالما الإجرام موجود وطالما غياب الضمير موجود.. فاعلو هذا الإجرام أُناس غاب عنهم ضمير البشر وأخلاق الإنسانية.. أنا أسميهم "تتار هذا العصر".. ولابد المؤسسة الدينية ومنابرنا ومشايخنا أن يعمقوا مفهوم المواطنة والتسامح مع بعضنا البعض.. ويعمقوا أن من شاء فليؤمن ومن شاء لا يؤمن هو حر حتي بين المسلمين أنفسهم.. وأنا بالنسبة لأهلنا ما أقولش عنصرين أبداً ولا أعبر عنهم إلا بكلمة أهلي.. وأقصدها إنهم أهلي لأننا كلنا ننتمي لأب واحد وأم واحدة.. هو فيه حد مننا جاء من أب غير آدم..؟ لذلك لا بد أن نبتعد عن الوصاية التي توصلنا وأوصلتنا إلي الدماء..
ما طبيعة هذا الفعل التي أوصلنا إلي سفك دماء إخواننا..؟
- فيه كثير مما لا نعرفه.. وأموال بتُدفع.. عالم بشع جداً.. عالم خلا من الآدمية.. ده الإسلام بيقول النفس البشرية كم هي غالية علي خالقها من قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. وفي حاجة اسمها الكليات الخمس في الإسلام علي رأسها حماية النفس وحماية النسل وحماية العرض وحماية المال وحماية الدين.. الضرورات الخمسة في الإسلام كل إنسان منا مُكلف بحمايتها مش يدمرها.. وهذا الفكر البشع اختار توقيت حادث المنيا قصداً مع مجيء الشباب إلي مصر كي يسودوا الحياة ويُفسدوا الهدف..
هل الدين نقطة ضعف أو مفصل ضعيف قابل للكسر حتي به يستحل الإرهابيون والمتطرفون الدم باسمه؟
- آه بيلعبوا علي وتره.. لأن الدين مفصل مهم جداً لكن مش ضعيف.. ومن كتر ما إحنا متشبثين بيه بنضعف أمام أي مساس بيه فإحنا محبين لديننا جداً.. واستباحة دم الإنسان من الإرهابيين ليس لنقطة ضعف في الدين..
ما حصاد ما أساء به المتشددون والإرهابيون للإسلام؟
- شوهوه.. شوهوا الإسلام الذي احترم إنسانية الإنسان من أي لون أو أي جنس أو أي عقيدة.. والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحرص علي نشر عقيدته دون أن يُجبر غيره علي ترك عقيدته..
علي قدر مكانتك وعلمك لماذا تتعرضين أحياناً للهجوم من البعض..؟
- أنا ربنا أعطاني اللغة التي أتحاور بها في أوروبا وأميركا وبأدافع بيها عن الإسلام.. فكل ما أعطاه الله لي وظفته لديني.. لكن تمادي البعض ليقول الدكتورة دي ما بتركعها.. هل رآني بصلي وبركعها ولا لأ..؟ أهو ده نوع من التطاول القبيح خدوا أوزار وهما العاملين أوصياء.. وأنا طفلة عمري سبع سنوات فرضت علي المدرسة التبشيرية في أسيوط إني أطلع من الفصل وأصلي في مواقيت الصلاة وحينها تدخل عم الرئيس عبد الناصر رحمة الله عليهم جميعا وقابل إدارة المدرسة وقال لهم دي مسلمة في دولة مسلمة إزاي تمنعوها من الصلاة..
أما لمن يهاجموني أقول: "أنا أنتمي لعائلة فولاذية الجينات من عائلة ثرية سيدة قومها لا يهمني هؤلاء الأوباش.. وأوعوا تتصورا أنكم تهزون شعرة في رأسي.. وده حقيقي.. دول ناس لا يمتلكون أمانة الكلمة ولا أمانة الشهادة ولا أمانة في شيء.. دول ناس مهاطيل لا أكترث بهم.. "
من جانب آخر أحد المشايخ أجري مداخلة في إحدي حلقات برنامج تليفزيوني أنا ضيفته وقال يا دكتوره لم نهاجمك أبدا.. وبعدها علي المواقع نزلوا أن مؤسسة الأزهر تحث الفضائيات علي الإقلال من استضافة آمنه نصير.. طيب أقسم بالله العظيم طول ما أنا عايشة ما أدخلش المشيخة.. أنا مشرفاهم في البلد وبره البلد.. لا أنا أزهرية ولا اتعلمت في الأزهر ولا لي دعوة بيكم.. أنا أستاذ في نور العقل ونور العقيدة ومن جامعة أكاديمية يُحترم أداؤها أنا أعطيكم ولا آخذ منكم.. أنا عارفة أدائي وعارفة عملي.. أنا ما خدتش منكم حاجة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.