رحل الأربعاء الماضي الإعلامي القدير حمدي قنديل عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد حياة حافلة بالإبداع، كان صحفياً، مذيعاً، وحوارياً. وإذا كان حمدي قنديل قد بدأ عمله كصحفي عام 1951، بمجلة » آخر ساعة «.. واستمر لعشر سنوات تركها بعدها، ليعمل مذيعاً بالتلفزيون المصري من خلال برنامج »أقوال الصحف»، الذي ظل يقدمه لتسع سنوات، حتي عين مديراً لاتحاد الإذاعات العربية، ولم يمكث به أكثر من عامين.. غادره ليعمل باليونسكو لمدة اثني عشر عاماً، متخصصاً في مجال الإعلام الدولي.. وفي عام 1987 شارك في تأسيس شركة قنوات فضائية عرفت لاحقاً باسم »إم. بي. سي» ، وعمل بها لمدة ثلاثة أشهر - فقط - قبل أن يغادرها بسبب خلافاته مع الإدارة.. وسرعان ما انضم للعمل بفريق شبكة »إيه. آر. تي»، حيث قدم لفترة قصيرة برنامج »مع حمدي قنديل».. ثم عاد للعمل بالتليفزيون المصري عام 1998 مقدماً برنامجه "رئيس التحرير".. وبعد ستة أعوام، ذهب ببرنامجه إلي تليفزيون دبي، باسم »قلم رصاص».. ثم عاد إلي مصر ليكتب مقالاً ب »جريدةالمصري اليوم» ثم انتقل بمقاله إلي »جريدة الشروق»، حتي توقف عن العمل بالإعلام.. فإننا نجد أن الإعلامي حمدي قنديل كان يحرص علي الإجادة المهنية، ويبحث عن التميز في ذات الوقت، مثله في ذلك مثل معاصريه، ممن يمثلون تلك الحقبة في تاريخ الإعلام المصري، أمثال سلوي حجازي، وأماني ناشد، وعبدالرحمن علي، وهند أبو السعود، ومحمود سلطان، وحلمي البلك، وأساتذتهم محمود شعبان »بابا شارو»، وفهمي عمر، وأمين بسيوني، وغيرهم، فهم كثر. رحم الله حمدي قنديل، الذي يمكننا أن ننعته ب »قنديل زمن الإعلام الجميل»، قدر ما بذله من جهد ليصبح إعلامياً قديراً، لأنه يستحق ذلك مهنياً، لأننا بصدد مهنيته الإعلامية فقط، وليس غيرها، خاصة أن أروقة الإعلام المصري باتت تعاني اضمحلالاً، مما يجعلنا في أشد الحاجة للبحث عن علاج عاجل حتي نتمكن من تصحيح المسار الإعلامي، فليس بالصراخ والأصوات المتشنجة يمكن للإعلام المصري أن يستعيد مكانته التي كان يحظي بها من تميز وتفرد، تؤكد استحقاقه تقدم صفوف أوساط إعلام الناطقين بلسان الضاد.. هذا ما يستوجب حراكاً سريعاً من الإعلاميين لتحسين الصورة، والتعاون من أجل العمل علي بناء آليات إعلام حقيقي لديه قوة فاعلة، قادرة علي مواكبة مسيرة مصر الجديدة.. والله غالب علي أمره. وتحيا مصر.