الفنان الراحل السيد بدير فنان متعدد المواهب، كتب وألف وأخرج وقام بالتمثيل أيضا من خلال أعماله التي قام بتأليفها.. السيد بدير، حالة فنية استثنائية غير متكررة عبر الأزمان. ولد السيد بدير في 11 يناير عام 1916 بمحافظة الشرقية وقد حصل علي شهادة البكالوريا في عام 1932 والتحق بكلية الطب البيطري لكنه تركها من أجل الفن. بدأت موهبته في خلال الثانوية عندما التحق بمسرح المدرسة وتنبأ له أساتذته بشأن كبير في عالم الفن، ومنها إلى مسرح الجامعة حتى التحق بالإذاعة ومنها إلى السينما. كان فيلم "تيتاونج" عام 1937 هو أول فيلم يؤلفه ويشارك فيه بالتمثيل مع الفنان حسين صدقي واتبعه بفيلم "شيء من لا شيء" مع الفنان عبد الغنى السيد، ومن هنا التفت إلى موهبته المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه كتابة سيناريو وحوار فيلم ''دايما في قلبي" بطولة الفنان عماد حمدي، وعقيلة راتب'. شخصية عبد الموجود كبير الرحيمية ذو الملامح الطفولية والجسد الضخم التي أسندها إليه المخرج عباس كامل، كانت هي الانطلاقة الحقيقية ومعرفة الجمهور به، وفى حقبة الخمسينيات قدم عددا من الأفلام البارزة من تأليفه مثل جعلوني مجرما، ورصيف نمرة خمسة، وبائعة الخبز. أكثر من 400 مسرحية وما يقرب من 198 فيلم ما بين إنتاج وتأليف وإخراج هو حصيلة الفنان السيد بدير، من الأعمال الفنية المتميزة. وتجربة الإخراج كانت من خلال مسرحية صاحب الجلالة ثم توالت أعماله الإخراجية مثل أرملة ليلة الزفاف، آدم والنساء، 5 شارع الحبايب. وقد فاز عام 1957 بوسام الجمهورية وتوالت نجاحاته الفنية في الستينيات والسبعينيات أيضا ففاز بجائزة الدولة للجدارة الفنية عام 1977 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1986 وغيره. وفي أحد مهامه الفنية سافر السيد بدير، إلى الإسكندرية ومعه مهندس الصوت لتسجيل صوت أمواج البحر على الكورنيش للاستعانة به في أحد برامج الإذاعة، وعندما بدأ في التسجيل وألقى بطرف الأسلاك على الشاطئ رآه أحد المواطنين معتقدا بأنه جاسوس يتصل بأحد الدول الأجنبية باللاسلكي وأسرع إلى أقرب نقطة شرطة وقدم بلاغا ليحكي فيه ما رآه فقامت على الفور فرقة من رجال الشرطة، وألقت القبض على السيد بدير، وحيدًا بعد أن غادر مهندس الصوت لشراء بعض الأشياء. وقد وزعت نشرة بأوصاف زميله مهندس الصوت على أنه هارب ومطلوب القبض عليه، وفي التحقيق تبين أن الجهاز مخصص لتلك الأعمال الفنية، وتم الإفراج عنهم بعد أن اتضحت الحقيقة. وبمجرد وصولهما إلى القاهرة تم القبض عليهما لعدم نشر رجال الشرطة نشرة ببراءتهم من التهمة المنسوبة إليهم. مجلة أخر ساعة: عام 1953