الرئيس السيسي مع الرئيس الأوزبكى شوكت ميرضائىف كان التاريخ حاضرا قبل الجغرافيا في زيارة مصر إلي اوزبكستان او قلب العالم في العلوم الاستراتيجية الدولية، فما بين مصر واوزبكستان الكثير من الاحداث والشخصيات التي صنعت التاريخ في مجالات العلم والثقافة والفن، حضر جورجي زيدان ونجيب محفوظ وعبد الحليم حافظ، العالم الإسلامي احمد بن كثير الفرغاني الأوزبكي مخترع مقياس النيل، والذي توفي ودفن في مصر، وتمثاله موجود حتي اليوم في جزيرة الروضة بالمنيل بقلب القاهرة. عند الحديث عن اوزبكستان، يجب ان تنظر إلي الخريطة، وتري هذه البقعة التي تقف في منتصف العالم، الحاكمة لمنطقة وسط اسيا، فيها مدينة سمرقند عصب طريق الحرير، عاش علي ارضها علماء الاسلام البخاري، والترمذي، والنسائي، البيروني، الخوارزمي، نقطة الالتقاء بين الصين القديمة والعالم، ومحطة الوصول او الخروج من اسيا باتجاه اوروبا..وكانت المقولة العسكرية القديمة تقول: لو ارادت اي امبراطورية ان تسيطر علي العالم يجب ان تحكم اوزبكستان، تشترك مع مصر منذ فجر التاريخ في الموقع الذي يتنافس عليه المتنافسون، هي قلب العالم ومصر قلب حركة مواصلات العالم والانتقال بين الشرق والغرب يجب ان يمر بمصر. نسجت هذه الظروف علاقة من نوع خاص وتشابه عميق بين الدولتين، فكلاهما يزرع القطن، وكلاهما دول كثيفة السكان، لديهما اماكن سياحية واعدة، وكلاهما ايضا يحارب الارهاب. حققت اوزباكستان طفرات اقتصادية حلال السنوات الاخيرة، وحققت معدل نمو هو الاعلي في العالم بمعدل 8%، وتبني مدنا جديدة وحديثة بدلا من المباني الخشبية القديمة. ادركت القيادة المصرية اهمية هذه الدولة منذ الستينيات، مع زيارة الرئيس جمال عبد الناصر، حينما كانت جزء من الاتحاد السوفيتي القديم، ثم كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال اوزبكستان في عام 1991، وافتتحت أوزبكستان سفارتها في القاهرة عام 1995. وفي عام 1992 قام إسلام كريموف رئيس أوزبكستان الاسبق بزيارة إلي القاهرة علي رأس وفد حكومي كبير، حيث تم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية »أسس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان»، واتفاقية التعاون الاقتصادي والعلمي والفني، واتفاقية النقل الجوي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات. كما تم إنشاء اللجنة الأوزبكية المصرية المشتركة برئاسة وزيري الاقتصاد في كل من البلدين التي عقدت أول دورة لها في طشقند في يونيو عام 1996، و قد أقيم خلال انعقادها معرض للمنتجات المصرية شاركت فيه 62 شركة مصرية، وتنعقد اللجنة مرة كل سنتين في طشقند والقاهرة بالتناوب. ووفقا لهذه الاتفاقيات، قدم الصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية المصرية العديد من المنح التدريبية المتخصصة لأوزبكستان في مجالات نقل الخبرة والتدريب في المراكز والمعاهد العلمية المصرية، وشملت أكاديمية الشرطة والمعهد المصرفي، ومعهد الدراسات الدبلوماسية، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ومركز المعلومات، واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري، والهيئة العامة لتنشيط السياحة، والمعهد القومي للنقل، والمركز الدولي للزراعة، ومعهد الدراسات الإستراتيجية، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمركز الدولي للتدريب والاستشارات، وهيئة كهرباء مصر ومعهد التبّين للدراسات المعدنية. مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014 تمت اعادة تأسيس جمعية الصداقة المصرية الأوزبكية، كما تم تشكيل جمعية مماثلة في الإسكندرية. في مايو 2018 زار القاهرة وفد من ممثلي كبري شركات السياحة في أوزبكستان وذلك لبحث التعاون السياحي مع مصر والإعداد لتسيير خط طيران مباشر بين البلدين خلال شهر أكتوبر المقبل. تتشابه مصر واوزبكستان في التركيز علي النمو الاقتصادي، ولاوزبكستان تجربة ناجحة تتشابه إلي حد بعيد مع التجربة المصرية في الاصلاح الاقتصادي، وتنطلق من ان الاصلاحات الاقتصادية ينبغي أن تتحرر من كافة المسلمات الجامدة والاستراتيجيات، ولا ينبغي أن تخضع لأي من الأيديولوجيات. وان تكون الدولة هي القائم الرئيسي علي الاصلاح، وعليها تحديد الأولويات الحيوية، واتجاهات الاصلاح ومراحله، ووضع البرامج الحكومية للتنمية وتجسيدها بالت إلي علي أرض الواقع. واعلاء مبدأ سيادة القانون في كافة مجالات الحياة في المجتمع، حيث ينبغي علي الجميع دون استثناء، الالتزام بالدستور والقوانين التي يتم تطبيقها بالوسائل الديمقراطية. اضافة إلي انتهاج السياسة الاجتماعية القوية مع تطبيق علاقات السوق في الوقت نفسه، فمن الضروري اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحماية الاجتماعية المؤكدة للسكان وخاصة الفئات محدودة الدخل والأسر متعددة الأطفال وذوي الدخول المحدودة. وخلال فترة تاريخية قصيرة من الزمن، ارتفع النمو الاقتصادي في البلاد خمسة أضعاف، كما تضاعف متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي الإجم إلي عبر تلك الفترة أربع مرات، وكذلك من حيث القوة الشرائية، وهو اليوم يبلغ حو إلي سبعة آلاف دولار، وذلك رغم ارتفاع عدد السكان في البلاد إلي نحو 32 مليون نسمة، وبدءا من عام 2005، تحقق الموازنة الحكومية فائضا يسمح لها بالمساهمة في تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي. وتعتبر أوزبكستان الان بلداً ذا اقتصاد متنوع يشمل صناعة السيارات، وإنتاج النسيج، والإنتاج الزراعي، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات الأخري. وتعاني اوزبكستان ايضا من الارهاب وخطره القريب من حدودها ولذلك ثمن الرئيس الاوزبكي جهود الرئيس السيسي في محاربة الارهاب والتصدي لخطره ومساعيه الرامية إلي الحوار البناء مع الشباب. وتملك اوزباكستان صناعات متقدمة في مجالات الأجهزة الإلكترونية والسيارات والمعادن والكيمياء والبتروكيماويات والصناعات الخفيفة والأغذية والزراعة، فيما تطلب اسواقها من مصر الأدوية والمعدات الطبية والسجاد المميكن والمفروشات والستائر والبتروكيماويات والخدمات الرقمية والجلود والرخام والسيراميك والمنتجات البلاستيكية كما تبحث اوزبكستان الاستفادة من المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لما بها من فرص تسهل وصول المنتجات الأوزبكية للأسواق العالمية.