أي مستقبل ينتظر الصحافة، المتشائمون يرونها مهنة أوشكت علي الانقراض تعاني سكرات الموت، المتفائلون يرونها مازالت عصية علي الفناء. اقف في منطقة وسطي بين الفريقين لدي شعور حذر بالتفاؤل المشروط ويلح علي سؤال هل يمكن لصاحبة الجلالة أن يكتب لها عمر جديد رغم فخاخ الإنترنت والفضائيات المنصوبة لها بإحكام وتهددها بالزوال؟! رغم ما نزل بساحة المهنة من ابتلاءات الديون والتعويم وجنون أسعار الورق والطباعة إلا أن كل ذلك يمكن أن يزول اذا امتلك أبناء مهنة القلم إرادة التغيير والرغبة في الإنقاذ التحدي الأبرز في حياة صاحبة الجلالة في هذه المرحلة شديدة الخطورة من تاريخها هو كيفية أن تصبح اكثر تفاعلية مع قرائها تلهث وراء كل ما يهم المواطن تعود سيرتها الأولي صحف قومية بحق بما يعني أنها يجب أن تعبر عن المجتمع وليس الحكومة وهذا يتطلب أن نؤمن بأننا نعمل لدي دافع ثمن الجريدة وحده وأن يسود هذا الإيمان لدي الأجهزة الحكومية لتعلم بأنه ليس بالضرورة أن تكون جرائد الشعب نشرات دورية. أهم خطوات الخلاص أن تعود الصحف لبيع المصداقية قبل أي شيء للسيد القاريء والذي كان قديما لا يري الحقيقة ولا يؤمن بها إلا إذا كانت موجودة علي صفحاتنا. أضحي علي الصحف الورقية أن تتحول إلي بيوت إعلامية يتعايش فيه الرقمي والورقي يحقق احدهما الأرباح لينفق علي الآخر. خطوات أخري يمكن أن تنتشل المهنة من بحور الديون المظلمة اذا سعت النقابة والهيئة الوطنية للصحافة لحماية حقوق الملكية الفكرية للجرائد والتي تتعرض لعمليات سطو يومية من جانب الفضائيات وشركات الاون لاين علي أخبارها وانفراداتها دون أن تدفع مليما واحدا. لا تترك الحكومة فرصة إلا وتحدثت عن ديون الصحف التي بلغت 19 مليار جنيه ولا تتحدث أبدا عن ضريبة التمغة التي تحصلها علي اعلانات الصحف منذ عقود وحققت من ورائها المليارات اذا تحاسبنا فإن الحكومة وقتها ستعرف من الدائن ومن المديون؟.. السطور انتهت والحلول لانقاذ صاحبة الجلالة كثيرة ولكنها تحتاج فقط للإرادة!