اللورد كارنارڤون كان موضوع لعنة الفراعنة معروف قبل الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون؛ ولكن الحقيقة أن انتشار موضوع اللعنة جاء بعد كشف المقبرة مباشرة؛ حيث بدأت السينما العالمية في هوليود تنتج أفلاماً عن لعنة الفراعنة جعلت كثيرا من الناس حول العالم يؤمن بالفعل في وجود لعنة فرعونية تصيب من يعبث بآثارهم! بل بدأ البعض يرجع أي حادث يحدث في أي مكان إلي لعنة الفراعنة. لقد كان من أهم أسباب انتشار موضوع اللعنة هو أن اللورد كارنارڤون قد منح حق نشر أخبار كشف مقبرة توت إلي صحيفة لندن تايمز فقط؛ وبالتالي لم يكن من حق أي موظف أجنبي أو مصري أن يكتب أي شيء عن مقبرة »توت عنخ آمون» إلا من خلال الصحيفة الإنجليزية. وكانت المفاجأة هي موت اللورد كارنارڤون المفاجئ بعد خمسة أشهر من الكشف! ولذلك بدأ المراسلون والكتاب يثيرون موضوع لعنة »توت عنخ آمون» ويكتبون عنه بالتفصيل؛ وأغلب ما كتب لم يكن له أي دليل علمي أو حتي أسباب مقنعة. ومن عناوين الصحف الرئيسية أن موت اللورد كان غامضاً وأن اللعنة جاءت لأنه قام بدخول المقبرة وفك لفائف المومياء ليلاً وسرقة الآثار من المقبرة؛ الأمر الذي جعل لعنة »توت عنخ آمون» وغضبه ينزل علي اللورد ويتسبب في قتله. أما الشيء الآخر العجيب فهو أن بعض الصحفيين قاموا بترجمة نص هيروغليفي كان مكتوباً علي قوالب من الطمي؛ وعثر عليه داخل مقصورة أنوبيس بحجرة الكنز. وبالطبع كانت الترجمة حسب هواهم لكي تتفق مع ما يكتبونه عن لعنة »توت عنخ آمون»؛ وجاءت كالآتي »سأقتل كل هؤلاء الذين عبروا هذه العتبة إلي الفناء المقدس للملك الذي يعيش إلي الأبد».. أما الترجمة الصحيحة للنص فهي: »أنا هو الذي يعوق الرمال من أحجار الحجرة السرية». وقد حدث أن اللورد قد أحس بالمرض وهو في أسوان وقد سقط مريضاً نتيجة تسمم في الدم جراء لدغة بعوضة علي صدغة. ومات في أحد فنادق القاهرة بعد أن أصابته الحمي. ومعروف أن سبب مجيئ اللورد أساساً إلي مصر كان للاستشفاء حيث كان يعاني من مشاكل صحية ونصحه الأطباء بالنقاهة في مصر حيث جوها الجاف. وقد حدث أن الصحف تناولت موضوع موت اللورد بطريقة غريبة جداً! فقالوا إن أضواء القاهرة كانت تقطع وتعود وهو يلفظ أنفاسه وفي اللحظة التي مات فيها انطفأت كل الأضواء تماماً. وذكر لنا ابن اللورد وهو السيد بروشيستر Prochester قصة أخري أضفت علي موت اللورد كارنارڤون إثارة وغموض؛ حيث قال إن كلب والده وكان وقتها في المنزل داخل القلعة التي يعيش فيها اللورد وهي قلعة هاي كلير الشهيرة؛ ظل ينبح كثيراً دون سبب واضح وفي نفس اللحظة التي مات فيها اللورد في القاهرة مات كلبه في لندن! وكأن الكلب يرثي سيده ويحزن لدرجة أن يموت في نفس لحظة صاحبه. وقد انتشرت هذه الحكايات والروايات عن كل ما هو متصل بالملك »توت» والفراعنة ونشرت القصص المثيرة التي جعلت العديد من الأجانب يخافون حتي من زيارة مصر حتي لا تصيبهم لعنة الفراعنة. وعلي نحو آخر جذبت هذه القصص كثيرا من الشباب والمغامرون للمجيء إلي مصر وخوض المغامرة.