د. رشا عطية لا تزال توابع العنف ضد المرأة مستمرة، قد تدفع المرأة ثمن ما تتعرض له, خاصة أنها تشعر بالمهانة والذل وجرح ينزف ليلا ونهارا، ويزداد الألم النفسي خاصة اذا جاء الأذى من المقربين أو الزوج، لكن من جهة أخرى فإن هذا العنف ضدها قد يحول المرأة إلى متورطة في جريمة ما، هذا ما أكدته دراسة صادمة، صدرت عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بأن هناك 47% من النساء اللاتى تورطن فى الجريمة تعرضن بالفعل للعنف الأسرى .. تحدثنا مع دكتورة رشا عطية أستاذة الطب النفسى لنتعرف على أسباب ودوافع الظاهرة ومدى تأثير العنف على المرأة خاصة اللواتي دخلن عالم الجريمة لهذه الأسباب. يتردد أن نسبة كبيرة من النساء تعرضن للعنف الأسرى ارتكبن جرائم متنوعة.. ما رأيك؟! هذه الكلام صحيح إلى حد ما، لأن أغلب الجرائم التى تتورط فيها المرأة تلعب معظمها دور الضحية وتختلف الحالات التى تتعرض اليها بأشكال العنف المختلفة ولكن يبقى العنف الاسرى متربعًا على عرش الأسباب، وكأنه شبح يطاردها أينما تذهب وهذا العنف تحديدا ينجح فى أن يصنع منها كائنًا إجراميًا, النسب طبعا متفاوتة من سيدة لاخرى وفى رأيي أن المرأة قد تكون ضحية بالفعل وأسيرة لهذا العنف الذى يجعلها مجرمة وشرسة لأن أغلب النساء اللواتى تعرضن للعنف الاسرى ليست لديهن القدرة أو الشجاعة للاعتراف بذلك وتتحكم فيهن الثقافة السائدة بأن مثل هذه الامور لايجب التطرق إليها لامن قريب ولامن بعيد . هل العنف الأسرى الذى تتعرض له المرأة مبرر لارتكاب الجرائم؟! بالطبع لا ليس هناك أى مبرر على الإطلاق لارتكاب الجرائم ولكن الامر الذى يغفل عنه الكثيرون ان هذا العنف الذى تتعرض اليه الكثير من النساء يؤثر بشكل عميق على النفسية التى تنعكس بكل تأكيد على الاسرة خاصة اذا كان لديهم أطفال وأبناء لانها تكبت هذة المشاعر السلبية والاضظهاد والقهر الذى تتعرض اليه بداخلها الى ان يحين وقت الانفجار واذا نجحت المرأة فى السيطرة والتغلب على الاعراض يكون الضحية الابناء لانهم بكل تأكيد ينشئون فى بيئة غير سليمة تساعدهم على الانحراف. هل اللواتى تربين وسط عائلات إجرامية يصبحن أكثر عنفًا؟! بالطبع هؤلاء النساء فرصة دخولهم لعالم الجريمة تكون أكبر بسبب تعرضهم الدائم للعنف الذى يصبح مع الوقت سلوك عادى وطبيعى بالنسبة اليهن بل ويمارسهن بعد ذلك مع أولادهم وبناتهن مما يؤثر بالسلب على سلوكهن ويصبحن بشكل تلقائى أكثر شراسة وعنف فى تعاملهم مع الاخرين لذلك فأغلب النساء اللواتى أختارن طريق الانحراف أو الادمان أو حتى الاجرام لابد وأن تكون واحدة فيهن تعرضت لعنف أسرى خاصة من قبل الزوج. ضحية العنف خاصة من الزوج كيف نعالجها؟! المرأة التى تتعرض لعنف منزلى لابد وأن تتابع مع الطبيب النفسى المختص أذا شعرت بأن حالتها النفسية تزداد سوءا والشعور بالاكتئاب والقلق يزداد بشكل خطير قد يؤثر على الابناء والاسرة وهناك أحالات كثيرة تلعب فيها الزوجة الذكية التى تخاف على بيتها وأولادها وأستقرار عائلتها دور الطبيبة النفسية أو المعالج النفسي لنفسها أو حتى لزوجها وفهم الاسباب التى أدت الى التعنف اللفظى أو الجسدى . وما سبب ارتفاع معدل جرائم النساء؟ أكيد التنشئة الاجتماعية الغير سليمة تؤثر بشتى الطرق على السلوك الاجرامى والتنشئة للابناء وسط أجواء من العنف والكراهية والضرب بين الأبوين يؤدى الى خلق جيل غير سوى ينمو بداخلهم روح الانتقام والجريمة عند الكبر مما يؤثر على الافراد المقربين بشكل خاص والمجتمع بشكل عام . كيف تواجه المرأة العنف الأسرى لحمايتها وأطفالها؟ لابد من اتباع عدة طرق أهمها الابتعاد تماما عن المعاملة الجافة مع الابناء وعدم أتباع وسائل العقاب التى تولد بداخلهم أنتقام تجاه الجميع وأهمية الوعى الدينى والاجتماعى والابتعاد تماما عن المشاحنات الزوجية كما أن حماية المرأة من العنف الاسرى والمجتمعى يحتاج الى أرادة مجتمعية وسياسية تتمثل فى التشريع ونشر الوعى بمخاطر ذلك بالثقافة الدينية وأيضا التربوية والتعليمية فضلا عن دور الفن والادب والاعلام