1 نامي ما شئت واحلمي، يا من فرشت لي تحت النجوم! نامي وخليني لرفيقاتي في الأرق أرنو إليها وترنو إلي .. نامي يا من مددت من الورد مخدعك، ومن الشوك مهادي! نامي وسط حفل من الأحلام، ودعيني وحدي أشيع وسني الطائر وهو يتنقل من نجم إلي نجم ومن سماء إلي سماء كيراعة ضالة! قسما لأرسلن طيفي المسهد إلي مخدعك يقتحم عليك منامك، ويثأر لي منك 2 متي تمتزج روحي وروحك في الهوي وتصبح قبلة تسبح؟ منورة الطيف علي متن الأثير، ولها علي الشفاه نغم؟ متي تمتزج روحي وروحك في الهوي ونصبح حلم جفن؟ طافي النور علي حلكة الليل، وله بالعيون طواف؟ متي تمتزج روحي وروحك في الهوي وتصبح كأس خمر؟ مشعشعة الأضواء في أيدي السقاة، ولها علي الألباب سحر؟ متي تمتزج روحي وروحك في الهوي ونصبح دمعة عين؟ مفضضة الذوب في زوايا المآقي، ولها علي الخدود مسيل؟ متي تمتزج روحي وروحك في الهوي ونصبح فراشة روض؟ مذهبة الجناحين في أشعة الشمس؟ ولها علي الزهر رفيف؟ متي تمتزج روحي وروحك في الهوي ونصبح طائر غاب؟ مجوب الآفاق من مطلع الفجر، وله علي الأفنان شدو؟ 3 أنا جبار! جبار عندما أجلس إلي روحي الساعات الطوال، فما أتعب! جبار عندما أطلق عقلي في أثر الفكرة الطائرة، فما يلبث أن يقتنصها ويعود بها إلي! جبار عندما أسرق ألوان الطبيعة وأسكبها علي الورق في كلمات! جبار عندما أهصر قلبي، وأحول أشواقه إلي نغم! جبار عندما أغوص في أعماق نفسي، وأستخرج من أغوارها الدر! لكنني أرتد أضعف ما أكون أمام جمالك القاهر! إن سحره لأقوي من أن يقاومه بشر! فهلا رحمت هذا الجبار عندما يخر صريعا ً عند قدميك المعبودتين؟ وهلا ذكرت أنه سيد في مملكة أشعاره، مثلما أنت سيدة في مملكة فتنتك؟! 4 إن الأغاني التي يبعثها في الأفق نايي المحترق، لتنحدر علي سفوح الربي، وتستقر علي قدميها وهي تجمع الورد لتصبغه لها بلونها الدامي. والأهازيج التي أرسلها في سكون الليل، لتسافر إلي مخدعها خلال العبير، وترفرف علي أجفانه وهي نائمة لتترع مقلتها بالأحلام. والابتهالات التي يتجه بها فؤادي في الصباح المبكر، ليسكب طهرها علي زهر ياسمينها نصوعه، ويلقن يمامها تسبيحه القانت. ولكنها لا تدري شيئا ً من أمر ذلك المغدق المجهول، الذي يبعث إليها بالهدايا من بقاع نائية، رغم أنها ما تكف عن أن تتأملها في غبطة ظاهرة! منشور في مجلة الحديقة 1940 /6/12