اذا كان الانخفاض في معدل التضخم علي ذمة علم الاقتصاد وخبرائه هو زيادة القوة الشرائية للعملة فإن اللافتات المعلقة علي السلع في كل الأسواق والتي تعلن عن أسعار مجنونة هي اعلان صريح ودائم عن عدم صدق الحكومة أو فشلها في ضبط الأسواق وترويض الأسعار الجامحة. في مصر وحدها يسمع المواطن تصريحات متفائلة من المسئولين ولكنها تشبه خطوط الطول والعرض التي نسمع عنها ولا نراها أبدا، المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة وبعض من وزرائه لا يتركون فرصة إلا وبشروا المصريين بهبوط حاد في التضخم وصل من 33٪ العام الماضي وحتي أقل من13٪. يفرح المصريون بما اتاهم من أنباء انحسار موجات الغلاء التي غرقوا فيها منذ قرار التعويم ولكن افراحهم تتبدد سريعا بعد أول زيارة للأسواق لتصفعهم الحقيقة المرة وهي أن الجشع والغلاء يفرضان سطوتهما وأن الأسعار في مصر دائما ما تضل طريق الهبوط وأن الصعود اتجاه اجباري تسير فيه!! لا أدري ان كانت الحكومة تقرأ التقارير المتتابعة للغرفة التجارية بالقاهرة والتي تكشف في معظمها ودون الدخول في تفاصيل عن ارتفاعات مذهلة في معظم السلع بنسب زادت عن 200٪ خلال عام وان الغلاء الجائر ساهم في تراجع الاستهلاك بنسب تزيد عن 40٪!! بالفعل أصابنا اليأس ملت أقلامنا من الكتابة عن معاناة الناس التي لا تجد صدي لدي الحكومة ولكن إلي متي ستظل براكين الغلاء الثائرة تقذف بحممها المهلكة علي الغلابة والمطحونين؟! زيادات جائرة في أسعار الخدمات وتوقيتات خاطئة، هل يعقل ونحن علي أعتاب شهر رمضان الكريم ان تحدث هذه الزيادات المبالغ فيها وغير المنطقية في أسعار تذاكر مترو الانفاق؟! انبئكم بشئ تتغافل عنه الحكومة عمدا، المصريون أصبحوا بفعل الغلاء المتوحش عظاما نخرة يعيشون رعب اسمه موجات غلاء شهر يوليو القادم فاللهم اكفنا شر قرارات ليالي الخميس المفاجئة واعتقنا من نيران غلاء يوليو!!