كتب محمد قناوي: استطاع أن يستأثر وحده بلقب »الزعيم» ونجم الكوميديا الأول، وبطل شباك التذاكر لمدة تتجاوز 40 عاماً تنوع حضوره بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية حتي استطاع »الحريف» أن يحفر اسمه في وجدان ملايين المشاهدين في الوطن العربي؛ يعرفه الجمهور باسم عادل امام، المولود 17 مايو 1940، والذي عاش طفولته وشبابه بحي السيدة زينب أحد أشهر أحياء القاهرة القديمة، بدأ حياته الفنية بأدوار صغيرة للغاية ولكنه انطلق منها إلي الأدوار المساعدة ثم البطولة المطلقة، ليظل متربعاً خلالها علي عرشي السينما والمسرح لمدة اربعة عقود متتالية، قدمه الراحل فؤاد المهندس في دور صغير بمسرحية »أنا وهووهي»، كما ظهر في أدوار صغيرة في افلام »عفريت مراتي» و»كرامة زوجتي» ولكن الانطلاقة الحقيقية جاءت في نهاية الستينيات عندما شارك وقتها أحمد مظهر بطولة فيلم »لصوص لكن ظرفاء»، واستطاع من خلاله أن يلفت الأنظار لموهبة فذة وقدرة حقيقية علي انتزاع الضحكات بحركات الجسد وتعبيرات وجهه المتفردة ولكن تعطلت مسيرة إمام الفنية في الفترة التي تلت نكسة 1967، حتي جاءته الفرصة من خلال بطولة فيلم »البحث عن فضيحة» أمام ميرفت أمين، لينطلق بعدها بسرعة الصاروخ.. ولم تقتصر موهبته علي تقديم الأدوار ذات الطابع الكوميدي خلال فترة الثمانينيات التي شهدت علامات فارقة في تاريخه الفني، إذ استطاع عبر فيلم »الحريف» عام 1983 أن يجسد أداءً خاصاً مع المخرج محمد خان، واستمرت أدوار إمام السينمائية، والتي تنوعت بين الأدوار الدرامية مثل دوره أمام سعاد حسني في فيلم »حب في الزنزانة» و»الغول» و»سلام ياصاحبي» و»الإنس والجن» والكوميديا الصارخة في أفلام مثل »رجل فقد عقله» و»واحدة بواحدة» و»الأفوكاتو» وغيره، وظل المسرح خلال تلك الفترة خطاً موازياً للسينما أمام عادل إمام فقدم العديد من الأدوار والبطولات المسرحية والتي استمر عرضها سنوات متتالية، في الوقت الذي عاني فيه المسرح الخاص تراجعاً كبيراً خلال تلك الفترة. وتمثل حقبة التسعينيات في تاريخ »الغول» عادل إمام حقبة مهمة، فهي الفترة التي شهدت تراجعا نسبيا في الإنتاج السينمائي، ليطل إمام من خلالها بعشرات الأفلام التي خلدت اسمه بطلاً خلال حقبة عرفت في مصر باسم »حقبة الإرهاب الأسود» نتيجة تصاعد العمليات الإرهابية في مصر، والتي راح ضحيتها العشرات في ذلك الوقت، فقدم إمام أفلام »الإرهاب والكباب» و»الإرهابي» و»طيور الظلام» و»الواد محروس بتاع الوزير».. وانتقل الزعيم لمحطة أخري بفعل مرور السنوات، فالشاب الذي كان يراه المشاهد بطلاً في عشرات الأعمال، تحول إلي النضج ولكن بطل أيضاً؛ فهذا المقعد لم يتخلَّ عنه إمام رغم تجاوزه السبعين حتي يومنا هذا، فقدم بعض الأعمال السينمائية مع بدايات الألفية مثل »التجربة الدنماركية» و»عريس من جهة أمنية» و»بوبوس» و»زهايمر».. لقد أمتعنا »صاحب السعادة» سينمائيا ومسرحيا وتليفزيونيا. تكريمات وجوائز كتب محمد عبدالله : ارتبط عادل امام بعلاقات مميزة بالعديد من الملوك والرؤساء العرب والتي كانت حافلة بالمفاجآت والذكريات خلال مشواره الكبير، فكرمه الملك الحسن ملك المغرب الراحل عام 1995 ومنحه أعلي وسام في المملكة المغربية، وهذا الوسام لم يحصل عليه سوي، »أم كلثوم والموسيقار عبدالوهاب والعندليب عبدالحليم حافظ وفاتن حمامة».. وفي لبنان كرمه الرئيس اللبناني إيميل لحود وأعطاه وسام الأرز اللبناني وهوأعلي وسام في لبنان عام 2003 كما قلده الرئيس التونسي قايد السبسي الوسام الوطني للاستحقاق من الصنف الاول عام 2016 . حصل علي العديد من الجوائز، من المهرجانات الكبري فحصل علي جائزة أفضل ممثل لعام 1995 عن »الإرهابي» من مهرجان القاهرة السينمائي، ثم جائزة الإنجاز مدي الحياة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2005، وجائزة من لجنة التحكيم الدولية لأفضل ممثل لعام 2006 عن »عمارة يعقوبيان» من مهرجان ساوباولوالسينمائي الدولي، وأفضل ممثل لأفلام السرد لعام 2006 من مهرجان تريبيكا السينمائي، وأفضل ممثل لعام 2007 عن »عمارة يعقوبيان» أيضا من مهرجان القاهرة السينمائي، ثم جائزة شرفية من مهرجان مراكش السينمائي الدولي 2014، والتانيت الذهبي من مهرجان قرطاج السينمائي 2016، ثم أخيرا جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة الأولي من مهرجان الجونة لعام 2017. السادات اهداه »كلبا» والقذافي حاول اغتياله وعبد الله صالح »كاد يعتقله» مواقف عديدة وصعاب كثيرة واجهها عادل إمام طوال رحلته الفنية ولكن هناك مواقف طريفة تعرض لها مع الرؤساء ومنهم الرئيس الراحل السادات ومعمر القذافي واليمني علي عبدالله صالح والذي التقي به الزعيم عندما كان في زيارة لليمن بصفته سفيرًا للاجئين بالأمم المتحدة عام 2000، وهناك وقع موقف طريف بين الرئيس اليمني والزعيم عادل إمام، حيث استقبل رئيس اليمن إمام وفي نهاية حوار الرئيس اليمني معه قال الرئيس: أنا شفتك في التليفزيون في زيارتك لصنعاء القديمة وشاهدت حولك ووراءك آلاف الجماهير اليمنية ما شاء الله يا أستاذ عادل لك شعبية كبيرة، فقال عادل إمام للرئيس مداعبًا له: ده أنا لو رشحت نفسي هنا في الانتخابات حأكسبك .. فنظر عادل إمام إلي وجه الرئيس اليمني وظن انه سوف يضحك .. ولكن وجد وجهه تغير ولم يضحك.. فقال لنفسه: احنا ضعنا.. لم ينقذه من ذلك »الجو المكهرب» ساعتها الا عندما نظر إلي أولاد الرئيس اليمني الذين كانوا حاضرين فوجدهم يضحكون وعندما نظر الرئيس لأولاده ووجدهم يضحكون ففهم أنها دعابة من الزعيم فضحك الرئيس اليمني. موقف آخر صعب تعرض له حيث حاول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قتل عادل إمام لاعتقاده أن إمام يسخر منه في مسرحية الزعيم ويقلده بشكل كوميدي. ففي احد الايام طلب القذافي عرض المسرحية في ليبيا للتخلص من عادل إمام وقتله عن طريق استئجار مجموعة من البلطجية يحضرون العرض وفي نهاية المسرحية ينقضون علي الفنان المصري ويقتلونه وهو ما أخبرهم به صديق لهم قريب من المخابرات والقيادة الليبية وبعد ورود هذه المعلومات؛ قام احد اعضاء فرقة عادل امام بالاتصال بوزير الإعلام الليبي آنذاك وحذره من حدوث مشكلة دبلوماسية كبيرة في المنطقة العربية إذا حدث أي مكروه لعادل إمام في ليبيا؛ وعليه أصدر الوزير قرارا بإلغاء عرض المسرحية في ليبيا، وأفسد علي القذافي هذا المخطط فأصدر القذافي علي الفور قراراً باعتقال وزير الإعلام علي خلفية إلغاء المسرحية. وارتبط الزعيم بعلاقة صداقة مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يستضيف دائمًا الصديقين عادل إمام وسعيد صالح في منزله علي النيل بالجيزة، وقد قام الرئيس السادات بإهداء عادل إمام »كلب وولف» بينما أهدي النجم الكوميدي الكبير الراحل سعيد صالح البايب الخاص به الطريف أن هدية السادات كادت تهدد أمن الزعيم عندما قام جيرانه بالمهندسين بعمل محاضر إزعاج وعندما استجوبه مأمور قسم الشرطة التابع لسكنه قال للمأمور: الكلب ده هدية من الرئيس السادات، فرد عليه المأمور: »خده وروّح» »عرابون» في طريق الزعيم كتب مصطفي حمدي: التقيت الكاتب والمنتج الكبير فاروق صبري منذ سنوات بعيدة، علي هامش الحوار كشف الرجل عن سر لقب الزعيم الذي ارتبط بعادل إمام، فاروق صبري كان مؤلف المسرحية الشهيرة، في جلسة مع الفنان الراحل مصطفي حسين وعادل امام تم الاتفاق علي رسم شخصية الزعيم الجالس علي الكرة الأرضية لتصبح أفيش المسرحية، واتصل صبري وآخرون بالصحافة ليعلنوا الخبر، كان هناك اتفاق ضمني مع المنتج الكبير سمير خفاجي أن يصبح »الزعيم» هواللقب الاعلامي لعادل امام وحدث ما خطط له خفاجي الذي يعد الأب الروحي لعادل امام وعراب مشواره .. كثيرون لا يعرفون الدور الخفي الذي لعبه سمير خفاجي في حياة الزعيم، فالرجل الذي قدمه للساحة في مسرحية »مدرسة المشاغبين» مجموعة الوجوه الشابة وقتها مثل سعيد صالح ويونس شلبي واحمد زكي، بجوار الكبير عبد المنعم مدبولي الذي انسحب من العرض اعتراضا علي المساحات الممنوحة لادوار هؤلاء الشباب، المهم ان خفاجي كعادته انحاز لعادل ومجموعته بل وخصص لهم لاول مرة في تاريخ المسرح مرتبات شهرية حيث تقاضي عادل وقتها 70 جنيها في الشهر .. بعد النجاح الساحق لمسرحية شاهد ماشافش حاجة بحث عادل امام عن نقطة تحول جديدة في التليفزيون فدخل سمير خفاجي منتجا لمسلسل»احلام الفتي الطائر»، يحكي خفاجي في مذكراته التي نشرت في كتاب »اوراق من عمري» كنت أري في عادل نموذج البطل والنجم القادر علي الاستمرار لسنوات طويلة جدا، الفرق بينه وبين سعيد صالح ان الأخير أهمل في حق نفسه فلم يراع هذه الموهبة ولم يصقلها بالالتزام كما فعل عادل.. رغم الاغراءات العديدة ورغم تكوين شقيقة عصام امام لفرقة مسرحية الا ان عادل ظل متمسكا بسمير خفاجي وفرقة المتحدين لسنوات طويلة، حتي رغم حالات الجفاء التي كست علاقتهما الا ان هذا لم يمنع عادل ان يدين بالفضل دائمًا للرجل الذي ساهم في صناعة نجوميته علي خشبة المسرح.. وأعود بالذاكرة للوراء، تحديدا في سنوات السبعينيات عندما قرر المخرج الكبير فطين عبد الوهاب أن يقدم عادل امام كبطل لاول مرة في فيلم »البحث عن فضيحة»، عراب آخر ينضم للقائمة التي دعمت مشروع الزعيم مبكرًا، قبلها كان عادل يواجه معاملة غير لائقة في كواليس الأفلام التي شارك فيها، التقطه فطين عبد الوهاب وقال هذا هونجم الكوميديا القادم وكان الرهان في محله ؛ وقبل فطين عبد الوهاب طرق عادل امام ابواب المسرح والتليفزيون الي ان منحه الحظ فرصة لقاء فؤاد المهندس أول من قدم عادل واقتنع بموهبته وذلك في مسرحية »انا وهووهي».. في كل مرحلة من حياة الزعيم ثمة عراب يضيء له الطريق، حدث هذا أيضًا مع الكاتب وحيد حامد الذي ساهم في تحويل مسار عادل امام مع بداية حقبة التسعينيات عندما قدما معا افلاما ذات ابعاد سياسية واجتماعية، إلا ان وحيد لا يعد عرابا بالمعني الحرفي بل شريكا في مرحلة ستظل الأثري والأنجح في مشوار الزعيم السينمائي . »الأفوكاتو» في المحاكم بتهمة »الإبداع» كتب أحمد عمر : علي مدار مشواره الفني الطويل، قدم الزعيم من عشرات الاعمال الفنية التي تظل عالقة في اذهان المشاهدين، خاصة ان كثيرا منها ناقشت الوضع الحالي واستشرف البعض الآخر المستقبل، ليكون في النهاية الزعيم »عادل إمام» تاريخ فني مشرف وطويل، تمكن من ان يلقي من خلاله إلقاء الحجر في المياه الراكدة في بعض الموضوعات، مما دفع البعض الي مقاضاته بتهمة الإبداع، ولكن في كل مرة كان ينتصر الزعيم بفنه، وتظهر كلمة »الابداع ينتصر» في نهاية كل فصل من فصول تلك القضايا.. لعل ابرز تلك القضايا كانت بعد تقديمة فيلم الافوكاتو عام 1983، وهوقام بإخراجة وتاليفه رافت الميهي، قدم »إمام» من خلال العمل شخصية المحامي »حسن سبانخ» الا ان هناك ما يقرب من 150 محاميا تقدموا بدعوي قضائية ضد القائمين علي الفيلم، بعد ان وجدوا ان العمل يسيء لهم وطلبوا بمحاكمة صانع العمل ومنع عرض الفيلم، ليتم الحكم بعد ذلك علي الزعيم ومخرج العمل والمنتج بالسجن لمدة عام بتهمة إهانة مهنة المحاماة، وبعدها أصدر المحامي العام لنيابات الجيزة قرارا بإيقاف تنفيذ الأحكام التي أصدرتها المحكمة.. أما تهمة إزدراء الاديان فقد لاحقت الزعيم خلال عمله الفني، وكان في النهاية صوت العقل والحق ينتصران، في التسعينيات قام أحد المحامين برفع قضية ضد الفنان عادل إمام بسبب بعض الافلام التي قدمها وناقشت موضوع الارهاب الذي كان يؤرق المجتمع المصري آنذاك، وفي عام 2011 ومع خروج طيور الظلام، رفع احد المحامين قضية إزدراء أديان علي الفنان عادل إمام مستنداً عل عدد من الأعمال لعل إبرزها »الإرهابي» و»حسن ومرقص»، وقد تم الحكم غيابياً علي الزعيم بالسجن، الا انه تقدم بطعن وسط دعم كبير من كافة العاملين بمجال الفن، وحصل علي البراءة. »العرَّاف» الذي أنعش الدراما المصرية كتبت سالي الجنايني: الإختلاف والخروج عن النمطية والتفكير خارج الصندوق كلها شعارات تعبر بشكل أوبآخر عن الفنان عادل إمام وتسميته بالزعيم لم تكن من فراغ بل حصوله علي اللقب لأنه دائما سباق وزعيم في رؤياه المستقبلية ليُصبح »العراف» الذي يستكشف الطريق ويسير علي خطاه أجيال من بعده وكان من أول النجوم الذي أنعش الدراما التليفزيونية بالإنضمام إليها من جديد بعد غياب عنها أكثر من 30 عاما منذ بطولته لمسلسل »دموع في عيون وقحة» وإنشغاله بالسينما بعدها .. ولكن كانت خطوة قيامه ببطولة مسلسل »احلام الفتي الطائر» في نهاية السبعينيات كانت بمثابة خطوة هامة في تاريخ إمام خاصة مع ارتباط المشاهد به وبالعمل الذي كتبه وحيد حامد وكان من بدايات العمل المشترك بينهما في العديد من الأفلام السينمائية واخرجه محمد فاضل لتأتي مرحلة هامة وفارقة بمسلسل »دموع في عيون وقحة» وحقق من خلال هذا المسلسل نجاحا كبيرا ليس في الشارع المصري ولكن في الشارع العربي أيضا خاصة ان المسلسل من باكورة الأعمال المأخوذة من أحد ملفات المخابرات المصرية للمخرج يحيي العلمي وكتب السيناريو والحوار له صالح مرسي وأصبحت شخصية جمعة الشوان لتكون خالدة في الأذهان بسببه ليتم محاولة إعادة واستثمار النجاح لهذه الأعمال وترشيح إمام للقيام ببطولة مسلسل » رأفت الهجان» ولكن ليصل العمل في النهاية إلي النجم محمود عبد العزيز .. وتأتي بعد كل هذه السنوات عودة الزعيم للدراما من جديد وكانت في وقت حرج من تاريخ مصر وتحديدا عام 2012 وبعد ثورة 25 يناير والتي كان الإنتاج الدرامي يواجه بعض العقبات وقلة في الأعمال بسبب حالة عدم الاستقرار ولكنه قرر أن يخوض التجربة مع المنتج صفوت غطاس وكانت العود »فرقة ناجي عطالله» للكاتب يوسف معاطي وإخراج رامي إمام وفي العام التالي قدم »العراف» مع نفس فريق العمل وحقق المسلسل نجاحا فاق نجاح »فرقة ناجي عطالله»، ويستمر الزعيم عاما تلو الآخر في الاعتماد علي البطولات الشبابية أيضا بمسلسل ذوطابع إجتماعي لطيف عن الأسرة وهو»صاحب السعادة » وبعده »مأمون وشركاه» وعن الثورة وتداعياتها قدم إمام مسلسل »استاذ ورئيس قسم» وعلي الرغم من الهجوم الذي نال مسلسل »عفاريت عدلي علام» العام الماضي يأتي هذا العام ويدخل الماراثون الرمضاني القادم بمسلسل »عوالم خفية» والذي قام فيه إمام بتغيير كل شيء فلأول مرة يتخلي عن الكاتب يوسف معاطي ويستعين بمجموعة من الشباب في ورشة عمل هم أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان وأيضا يتخلي عن المنتج تامر مرسي الذي عمل معه لخمس أعوام متتالية وأيضا يتم عرض المسلسل علي »cbc» في مصر والتليفزيون السعودي بعد أن كان يعرض دائما علي »mbc» وهي مغامرة جديدة حيث لا يتوقف »عراف» الدراما علي خوض التجارب الجديدة. بطلا شعبيا علي رصيف الحياة ! كتب مصطفي حمدي: طفل صغير يتأمل أفيش فيلم »حنفي الأبهة» علي واجهة سينما »راديو»، يتصدره عادل امام مرتديا بدلة جينز وكوتشي أبيض، لا يختلف كثيرًا عن شاب اسمر يقطع التذكرة مرتديا نفس الملابس، يشير الطفل لوالده قائلًا : عايز اشتري جاكيت جينز زي بتاع عادل إمام ! بالطبع هوتأثير الزعيم الذي احتل شاشة السينما والمسرح منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، كانت السينما المصرية تبحث عن التغيير في وقت رسخ فيه »الجانات» أصحاب الملامح الوسيمة صورة نمطية للبطل مثل حسين فهمي ونور الشريف ومن قبلهما رشدي أباظة وعمر الشريف، جاء عادل إمام ليتمرد علي هذه الحالة محددًا مساحة جديدة لبطل يشبه الناس ويحقق احلام يقظتهم الواقعية، بعد أن التقطه المخرج فطين عبد الوهاب وقدمه في فيلم »البحث عن الفضيحة» أصبح عادل امام مشروع نجم كوميدي إلا أنه سعي لطريق مختلف في فيلم » احنا بتوع الاوتوبيس» أحد أبرز الافلام السياسية في تاريخ السينما المصرية، إلا أن النجاح التجاري للبحث عن فضيحة جعل عادل إمام يعيد حساباته ليري مجددا نفسه كمشروع نجم بمقاييس جديدة فقدم مسلسل »احلام الفتي الطائر» الذي يشبه الي حد كبير فيلم »طار فوق عش المجانين» لجاك نيكلسون، ملامح الشخصيتين المتقاربة بين»ابراهيم الطاير» و»ميكميرفي» مهدت الطريق لتكوين شخصية نجم جديد أقرب للمواطن العادي، أوبمعني أدق بطل شعبي بمقاييس الشارع المصري، وهوما يؤكده الناقد »احمد يوسف» في كتابة »سياسة عادل إمام .. رسالة من الوالي» والذي يرصد التحولات المختلفة في مشوار الزعيم. كانت هذه المرحلة والتي امتدت من نهاية السبعينيات وحتي مطلع التسعينيات الحقبة التي توجت الزعيم بطلًا شعبيًا قادما من رحم التحولات التي طرأت علي المجتمع المصري وأيقوناته الجديدة وقصص نجاحه ومعاناته، فقدم »رجب فوق صفيح ساخن» ثم »رمضان فوق البركان» عملين حققًا نجاحًا جماهيريًا ساحقا وأصبحت الشخصيات التي يقدمها عادل إمام صورة حقيقية لحياة من يشاهدون أفلامه، يلمسون عرقهم فيها ويتذكرون دموعهم في مشاهدها، يسخرون من آلامهم معها. مع تصاعد أسهم طبقات الحرفيين والصنايعية، تحولت الشخصيات التي يقدمها عادل الي قدوة حقيقية لهذه الفئات، فأصبحت تيمة »الفهلوي» هي الأكثر شعبية علي الشاشة وهوما تجلي في أفلام مثل »الهلفوت» و»المتسول»، ولكن هذا النجاح لم يمنع المخرجين الكبار أصحاب المشاريع الفنية من اللجوء للزعيم كي يقدم أفلاما مثل »الحريف» مع محمد خان، ورغم انها لم تنجح جماهيريا الا انها كانت تعبيرا عن اقتناع جيل محمد خان وعاطف الطيب بشكل البطل الجديد الذي يصدقه الناس! قطع عادل اشواطا كبيرة من النجومية ولكن هذا النجاح لم يهديء من موجه رفض نقدي واعلامي صريحة وصلت الي حد التقليل منه بل ومنعه من المشاركة في المهرجان القومي للسينما عام 1991 بفيلمه »شمس الزناتي» لأنه لا يرقي الي مستوي العرض بالمهرجان وفقا لما ذكره الناقد الراحل سمير فريد في دراسة كتبها عن »تاريخ الرقابة والمنع في السينما» ! هنا انطلق عادل امام ليدخل مرحلة جديدة مع الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، ولم تعد الشاشة ملكًا للبطل الفهلوي بل لنجم يقدم أفلامًا سياسية لا تخلومن خلطة كوميدية، تعاون الثلاثي في خمسة أفلام بدأت ب»اللعب مع الكبار»، ثم » الارهاب والكباب»، »المنسي»، »طيور الظلام»، »النوم في العسل»، تحول معها عادل إمام إلي أيقونة وطنية وجماهيرية فوق مستوي المنافسة ومعها غير الاعلام وأوساط المثقفين موقفهم من عادل إمام بعد أن رأوا امكانية استغلال هذه الشعبية الجارفة في تقديم أعمال تتحدث بلسان البلد وتناقش قضاياه . حتي عندما جاءت موجة المضحكين الجدد بقيادة جيل هنيدي وعلاء ولي الدين استطاع عادل إمام أن يعيد تقديم نفسه للجمهور في أعمال كوميدية ساخرة محصنًا برؤية الشباب وحماسهم كما فعل في فيلم »التجربة الدنماركية» الذي عاد بالزعيم الي المنافسة علي قمة شباك التذاكر رغم الاقلام التي اتهمت الزعيم بالسعي لمجاراة المضحكين الشباب علي حساب مشواره الا أن كلمة الجمهور حسمت المشهد لصالح الزعيم لتثبت مدي قدرته علي تغيير صورة البطل في عيونهم علي مر العصور المختلفة . إمام ووحيد.. ثنائي قلب موازين السينما بداية لقاء الكاتب وحيد حامد بالزعيم كانت اواخر الثمانينات ولكن ساهم في تحويل مسار عادل امام مع بداية حقبة التسعينات عندما قدما سويا افلاما ذات ابعاد سياسية واجتماعية، وحققا نجاحات مشتركة في 9 أفلام وشكلا ثنائيا غير من طبيعة الأفلام في السينما وبدأت العلاقة بينهما من التليفزيون بمسلسل »احلام الفتي الطائر» وفي السينما: »انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط» و»الإنسان يعيش مرة واحدة» و»الغول» وبعده »الهلفوت» ثم »اللعب مع الكبار» وبعده »الإرهاب والكباب» و»المنسي» و»طيور الظلام» و»النوم في العسل» ووصولا إلي »عمارة يعقوبيان». مُحارب للفساد ب »عوالم خفية» كتبت شريفة شحاتة: للعام السابع علي التوالي، يتواجد الزعيم عادل علي شاشة رمضان من خلال مسلسل بعنوان »عوالم خفية»،يتخلي من خلاله عن مؤلفه »الملاكي» يوسف معاطي ويستعين بجيل جديد من المؤلفين »أمين جمال، ومحمد محرز، ومحمود حمدان»من خلال ورشة كتابة، كما استعان الزعيم بمجموعة من الفنانين ليشاركوه البطولة منهم: رانيا فريد شوقي وفتحي عبدالوهاب، وأحمد وفيق ومي سليم، وبشري، وهبة مجدي، ونور قدري وخالد أنور، وسارة نور، ومحمود فارس، وأحمد عبدالله محمود ومعهم القديران صلاح عبدالله، وأسامة عباس، وإخراج رامي إمام وقد تم فرض سياج من السرية حول تفاصيل المسلسل ليحقق المفاجأة للجمهور عن عرضه علي الشاشة ومن المتوقع أن يعود من خلاله للزعيم لصدارة المشهد الدرامي، بعد تراجع مسلسل »عفاريت عدلي علام» والذي قدمه العام الماضي، ونال انتقادات سلبية، علي المستويين النقدي والجماهيري. تدور أحداث العمل حول كاتب صحفي شهير يدعي هلال كامل، تقع تحت يديه وثائق خطيرة يتورط فيها عدد من المسئولين في الدولة بقضايا فساد، وبعد نشره لهذه الوثائق يدخل في أزمات تعرض حياته وحياة أسرته للخطر، وتنتج المسلسل شركة ماجنوم للإنتاج والتوزيع الفني والسينمائي، والتي يملكها ابن الزعيم المخرج رامي إمام والمنتج هشام تحسين، بعد انتهاء التعاقد مع شركة »سينرجي» للمنتج تامر مرسي، والذين قدموا من خلال تعاونهم علي مدار ست سنوات في الفترة من 2012 وحتي 2017، مسلسلات: »فرقة ناجي عطا الله، العراف، صاحب السعادة، أستاذ ورئيس قسم، مأمون وشركاه، وعفاريت عدلي علام» ولأول مرة، يُعرض المسلسل بشكل حصري علي التليفزيون السعودي، إلي جانب عرضه علي فضائية cbc فقط داخل مصر. وكعادة الزعيم، إعطاء الفرص للمواهب الشابة للظهور في مسلسلاته، فيشارك هذا العام الفنان الشاب محمود حجازي بعد نجاحه العام الماضي في مسلسل »كفر دلهاب»، ثم مشاركته في بطولة مسلسل »أبوالعروسة» خارج السياق الرمضاني، كما تحقق الفنانة الشابة هبة مجدي حلمها بالوقوف أمام الزعيم لأول مرة في المسلسل، والتي تلعب فيه دور صحفية شابة ويجسد دور أبناء الزعيم الفنانة بشري والفنان طارق صبري، وتقوم بالبطولة النسائية أمام الزعيم الفنانة رانيا فريد شوقي بعد اعتذار داليا البحيري وليلي علوي وأنوشكا عن المشاركة في العمل.. فاجأ الزعيم عشاقه هذا العام بمشاركة أسطورة الكوميديا سمير غانم في المسلسل، ورغم أنه يحل ضيف شرف علي العمل، حيث لا يتعدي دوره ثلاث دقائق علي الشاشة الصغيرة، إلا أن الجمهور ينتظر بفارغ الصبر لقاء أسطورتي الكوميديا معًا، حيث يعد المسلسل الظهور الأول لهما سويًا بعد قرابة 33 عامًا علي آخر عمل جمعهما وإلي جانب ظهور سمير غانم، من المتوقع مشاركة عدد من نجوم الصف الأول بالمسلسل كضيوف شرف، ومنهم: أحمد السقا، ومني زكي، وأحمد حلمي ؛ كما تظهر الإعلامية لميس الحديدي بشخصيتها الحقيقية في العمل، حيث يحل الزعيم ضيفًا علي برنامجها »هنا العاصمة» للكشف عن كواليس قضايا الفساد أمام الرأي العام المصري. لاشك أن الزعيم يسعي جيدًا لتصدر قوائم المشاهدة هذا الموسم بعد تراجع آخر أعماله، إلي جانب منافسة محمد رمضان بمسلسل »نسر الصعيد»، وعودة يحيي الفخراني القوية بمسلسل »بالحجم العائلي»، ومشاركة نيللي كريم السنوية بمسلسل »اختفاء»، وقد تصدق مساعي الزعيم هذه المرة خصوصًا مع تغيير تعاونه مع صناع الست مواسم الماضية. »حريف» في مواجهة التطرف و الإرهاب كتبت رانيا الزاهد: استطاع عادل امام أن يغير مفهوم المشاهد المصري والعربي عن نجم الكوميديا والاعمال الكوميدية بشكل عام،فلم تعد مجرد أفلام للضحك والسخرية، ولكنه استطاع أن يناقش أخطر القضايا وأكثرها حساسية، وهي قضايا التطرف الديني وتأثير جماعات الاسلام السياسي علي المجتمع من خلال عدد من الافلام المميزة »بخلطة» سحرية خاصه مكونة من النجم والمؤلف والمخرج.. بدأ عادل إمام التطرق لشكل الشخصيات التي تتخذ من الدين ستاراً لافعالها بفيلم »الارهاب والكباب» 1993 وفي العام التالي قرر خوض تجربة اكثر عمقا في ملف التطرف الديني والارهاب في فيلم »الارهابي» تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال. جاء الفيلم في الفترة التي شهدت موجة من العمليات الارهابية؛ وحصل الزعيم علي جائزة أفضل ممثل لعام 1995 عن الفيلم من مهرجان القاهرة السينمائي.. وفي ذروة الأحداث التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية بداية تسعينيات ورغم تعرضه لتهديدات بالقتل بعد فيلم الارهابي، اختار الزعيم ان يتناول الوجه السلمي لهذه الجماعات من خلال فيلم »طيور الظلام» 1995إخراج شريف عرفة، قصة وسيناريو وحوار وإنتاج وحيد حامد. يرصد العمل حياة ثلاث محامين تجمعهم صداقة قوية لكن كل منهم اختار طريقه الخاص، أولهم »فتحي نوفل» المحامي الانتهازي الفقير الذي يصبح من كبار المحامين بفضل الدهاء والثاني المحامي »علي الزناتي» أورياض الخولي الذي ينضم إلي الجماعات المتطرفة دينيا ليحقق مكاسب مالية بالدفاع عمن يقع تحت طائلة القانون ويحاول تجنيد فتحي بالدفاع عن جماعته لكنه يفشل أما الثالث محسن - احمد راتب - فيكتفي بالعمل كموظف بسيط في أحدي الشركات، ورغم أنه متمرد، إلا أنه يظل بعيدا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات المتطرفة؛ ثم عاد الزعيم مرة أخري عام 2008 ليناقش الشكل الجديد لهذه الجماعات والتغيير الذي حدث لسياستها مع بداية الالفية الجديدة من خلال فيلم »حسن ومرقص» مع عمر الشريف وتأليف يوسف معاطي ومن إخراج رامي إمام. وناقش من خلاله استهداف الجماعات الاسلامية الوحدة الوطنية. زعيم مدرسة المشاغبين كتبت نانيس أيمن: قدم الزعيم عادل إمام علي مدار نصف قرن 11عملا مسرحيا، حيث حقق نجاحاً كبيراً علي خشبة المسرح، فعشقه منذ دخوله الوسط الفني، وأصبح لديه جمهور ينتظر أعماله.. وكان أول وقوف للزعيم علي خشبة المسرح مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، عام 1960 في مسرحية »سري جدا»، وحقق نجاحاً كبيراً بعدها اختاره ليشاركه في أكثر من عمل مسرحي، فقدموا ثلاث مسرحيات هي »أنا وهو وهي»، و »حالة حب»، و»أنا فين وأنت فين»، وقدم الزعيم بعيداً عن مدرسة فؤاد المهندس مسرحية »البيجاما الحمراء» مع عبد المنعم مدبولي، ثم قدم »غراميات عفيفي»، وفي 1973 قدم »مدرسة المشاغبين» والتي حققت نجاحاً غير مسبوق في تلك الفترة، وكانت تعد وقت إنتاجها مغامرة فنية يخوضها سمير خفاجي بعرض كل أبطاله من الشباب صغار السن، وخاصة بعد انسحاب عبد المنعم مدبولي من دور الناظر، الذي قدمه حسن مصطفي.. ثم جاءت بعد ذلك بداية انطلاق الزعيم في تقديم البطولة المطلقة في الأعمال المسرحية، فقدم عام 1976 مسرحية »شاهد ما شفش حاجة»، وجسد شخصية سرحان عبد البصير،التي نالت إعجاب الجمهور، وفي 1984 »الواد سيد الشغال».. وفي 1993قدم »الزعيم»، نالت إعجاب الجمهور، واستمر عرضها حتي عام 1999، وبعد انتهاء عرضها بأشهر قليلة بدأ عرض مسرحية »بودي جارد» وهي من تأليف يوسف معاطي، وإخراج رامي إمام.
