يوناني يقف أمام قبر جده لم تكن السيدة العجوز تعرف أن القدر سيقودها لزيارة قبر والديها مرة أخري، فها هي تعود إلي الإسكندرية، التي ولدت وتربت فيها وتركت أهلها فيها قبل أن تغادر إلي اليونان. لم تستطع ايلين أن تتمالك دموعها عندما وقفت أمام قبر والدها بمنطقة الشاطبي بوسط الإسكندرية، بينما ساعدتها شقيقتها علي إشعال بخور»ليفاني كوميرو» الذي أحضرته من أثينا خصيصا. أكثر من خمسين عاما مرت علي تركهم لمعشوقتهم ومدينتهم التي ما زالوا يتذكرونها في كل لحظة وها هم يعودون إليها مرة أخري، يتلمسون خطواتهم الأولي في مدينة الإسكندرية. في شقة بشارع صفية زغلول كانت البداية لايلين، ففيها ولدت وتربت حتي بلغت 22 عاما، قبل أن تسافر وتتزوج في اليونان، ولكنها لم تنس قط صديقاتها ومكان البيت الذي تربت فيها. تشير إيلين إلي أنها ستحرص علي زيارة المنزل كما زارت قبر والدها كما ستزور صديقاتها اللاتي لم تنقطع الاتصالات معهن يوما حتي هذه اللحظة ففي كل فترة يتواصلون عبر الهاتف، وأشارت إلي أنهم دائما ما يذكرون الإسكندرية في جلساتهم بالنادي اليوناني في اليونان. في المقابل كان ياني مافوربلس، يبحث عن قبر جده القاضي بينما تذرف عيناه بالدموع لأنه لم يستطع أن يصل إليه، فلأول مرة منذ ترك الإسكندرية وعمره22 عاما يعود إليها ولكنه لم ينسها وما زال يتذكر طفولته فيها وبداية شبابه. يقول ياني إن جده توفي عام 1952 ودفن في هذه المقابر وكان يعمل قاضيا للجاليات اليونانية، وأشار إلي أنه ترك الاسكندية عام 1971 ولم يعد إليها إلا هذه المرة ضمن الوفد الذي جاء الي الاسكندرية ليستعيد ذكرياته.