يوم 10 أبريل احتفل نجوم هوليوود والصحافة العالمية بالذكري ال86 لميلاد النجم عمر الشريف، الذي ولد عام 1932 وهو أول من وصل إلي عالم هوليوود من الممثلين المصريين والعرب، وبعيدا عن احتفال محرك البحث جوجل بذكري ميلاد عمر الشريف، وبعيداً عن تاريخه في السينما المصرية، سوف نستعرض أهم ما قيل عنه في الصحافة العالمية، وكيف احتفل نجوم هوليوود بميلاد عمر علي مواقع التواصل الاجتماعي. عمر الشريف الذي اشتهر في العاصمة السينمائية هوليوود بأفلام »دكتور زيفاجو» و»لورانس العرب»، ينظر الكثيرون إلي حياته علي أنها كانت حياة لونها بمبي ووردي، حياة كلها مرح وفرح وثروات وعلاقات نسائية عديدة، إلا أن الكاتب كريستوفر ستيفنز، يؤكد في مقاله المنشور في صحيفة »ديلي ميل» البريطانية، أن قصة الشريف ربما قد تكون »الأكثر حزنا ووحدة في التاريخ السينمائي كله». وعلي الرغم من أن عمر الشريف خاض العديد من العلاقات الغرامية، مع العديد من نجمات السينما العالمية، منذ طلاقه من الراحلة فاتن حمامة، في عام 1965، وانطلاقه نحو العالمية، ما جعل كاتب المقال ستيفنز يلقبه ب»سلطان الإغواء»، إلا أن فاتن تظل »حب حياته الوحيد»، كما صرح في أكثر من مقابلة، وصرح الشريف في أحد اللقاءات عن فاتن حمامة: »هي حب حياتي، ولم تمتلك امرأة قلبي مثلها». ووقع الانفصال بين عمر الشريف وفاتن حمامة، بناء علي رغبته، بعد أن نال فرصته الأولي لاقتحام هوليوود بفيلم »لورانس العرب»، بعدما أوضح لها أنه لن يستطيع أن يبقي زوجا مخلصا لها، وسط الإغواءات التي يتعرض لها في الخارج، بحسب كاتب المقال كريستوفر ستيفنز. ومن أبرز النجمات اللاتي وقعن في حب عمر الشريف، بملامحه الشرقية، تيوزداي ويلد، وإنجريد برجمان، بطلة الكلاسيكية السينمائية الشهيرة »كازابلانكا»، والمطربة الأمريكية باربرا سترايسند، وذلك أثناء تصويرهما فيلم »فاني جيرل» في عام 1968 واعترف الشريف بأنه لم يجد سترايسند جذابة في البداية، ولكنه بعد ذلك وقع في حبها بجنون، واستمرت علاقتهما مدة 4 أشهر، هي مدة تصويرهما للفيلم. كما أن الشريف، وقع في غرام الممثلة الفرنسية، كاترين دي نيف، أثناء تصويرهما الفيلم الدرامي التاريخي »مايرلينج»، وفي عام 1999، ادعت صحفية إيطالية أن لديها ابناً منه يدعي »روبن»، مولود في عام 1969 ولكن عمر الشريف أنكر هذا. عشق من نوع آخر كلفه الكثير وبعد العديد من الغراميات، قرر عمر الشريف أن يعتزل المرأة، بعدما أصبح مقتنعا بأنه لن يقع في الحب أبدا، ويقول: »اكتشفت أنني لن أقع في الحب أبدا، لأنه بعد كل نهاية علاقة أجد نفسي غير متألم من الفراق»، وركز عمر الشريف علي شغف من نوع آخر، وهو القمار (البريدج)، والمراهنة علي سباقات الخيول، وهو العشق الذي كلفه الكثير من ثروته. واعترف عمر الشريف، في مقابلة له مع راديو »بي بي سي» في عام 1978: »أعتقد أنني لا أستطيع أن أعيش بدون حزمة من كروت اللعب في يدي». وبسبب إدمانه للقمار، تراكمت الديون علي عمر الشريف، حتي أنه اضطر لقبول الكثير من الأفلام غير الراضي عنها، من أجل سداد ديونه، وفي إحدي الليالي، فقد أكثر من 20 ألف جنيه استرليني، في كازينو في باريس في عام 2003، وبعد خسارته، نفث عن غضبه بضربه شرطياً في ساحة انتظار السيارات في الفندق. بدأت لعبة »بريدج» لتسلية وقته خلال تصوير الأفلام، لكن اللعبة طغت علي تمتعه بالتمثيل، فاحترف اللعبة إلي أن تم تصنيفه من بين أفضل 50 لاعباً في العالم، في فترة السبعينيات، كتب مقالاً لصحيفة »شيكاغو تريبيون» عن اللعبة، وألف العديد من الكتب عنها. وقال ذات مرة: »أفضل لعب البريدج بدلا من تمثيل فيلم سيئ» إلا أنه توقف عن اللعب في وقت لاحق، قائلاً إنه يعتبر شغفه باللعبة وصل إلي حد الإدمان غير الصحي. التقي الشريف بمغني الروك العالمي، إيان دوري، في نادي لندن وكان دوري مخمورا، وتطرق في حديثه لانتقاد بعض أفلام عمر الشريف، الذي كان يتناول العشاء بصحبة شابة، وقال دوري: »أعتقد أن أول فيلم قمت به كان أفضل ما لديك، كل شيء فيما بعد كان سيئا» فاندلع شجار بين الاثنين، بلغ ذروته حين قفز الشريف من مقعده وأخذ يلكم دوري في وجهه عدة مرات. في ستينيات القرن الماضي، شارك الشريف في السكن مع الممثل توم كورتناي، المولود في مدينة هال، وخلال ذلك الوقت نما شغفه بفريق »النمور» وظل الشريف من أشد مشجعي هال سيتي، وحصل علي درجة فخرية من جامعة المدينة في عام 2010 وحضر كورتناي والشريف مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2014، التي أقيمت في استاد ويمبلي لمشاهدة فريقهما المفضل ضد فريق أرسنال. كان الشريف مفعما بالذكاء والجاذبية، وقال إنه تلقي 3 آلاف عرض للزواج في أسبوع افتتاح فيلمه الشهير »دكتور زيفاجو»، تزوج الشريف مرة واحدة فقط، من فاتن حمامة، التي وقع في غرامها بعد أن شاركها أول أدواره في السينما، اعتنق الإسلام وغير اسمه من ميشيل شلهوب إلي عمر الشريف حتي يتمكنا من الزواج، لكنهما انفصلا بعد 19 عاماً، وعلي الرغم من أنه لم يتزوج سوي مرة أخري، فإن هناك الكثير من النساء في حياته.. أثناء إقامته في فندق »دالاس» في الستينيات، اقتحمت سيدة مخمورة غرفته وحاولت الاعتداء عليه، وأمرته بنزع ملابسه. وأضاف كريستوفر ستيفنز لصحيفة ديلي ميل، إن قصة عمر الشريف، نجم الملاحم، لورانس العرب والطبيب زيفاجو، ربما كانت أكثر الحكايات حزناً في تاريخ السينما، رغم أن الذي يقال عنه إن حياته تفيض بالثروة والعشق والعلاقات مع النساء الأكثر جاذبية في العالم. شريف بدد ثروته جيدا مع الطلاق من المرأة الوحيدة التي كان يحبها من أي وقت مضي حقا، طفل غير شرعي رفض الاعتراف به، خسر الملايين علي طاولات القمار، مهنة التألق وتخلت تفجر العنف. أقسي المفارقات هو أنه، بالنسبة للجمهور، بدا دائما كما لو أنه كان يحظي بأكبر قدر من الحسد، بعد أشهر قضاها في باريس أو لندن، والبقاء حتي الساعة 5 صباحا في الكازينو أو البار، لكن عمر عاد إلي مصر. ويضيف الكاتب لكن هذه ليست عودة للوطن: »فهو لا يزال يعيش في فندق، في منتجع سياحي علي البحر الأحمر. تبدو حياته بلا جدوي ووحيدة كما كانت دائماً، وُلد شريف »ميشيل شلهوب» في الإسكندرية عام 1932 كان والده جوزيف تاجر أخشاب غنياً، لكن والدته الفاتنة هي التي ستحدد مشوار حياته، كانت كلير شلهوب جميلة وقوية، اشتهرت بكونها المرأة الوحيدة التي يمكن أن تضاهي الملياردير المصري، الملك فاروق، في ذلك الوقت. كانت بعيدة كل البعد عن أن تكون أمًّا وهو في سن العاشرة من عمره، وشعر شريف بالصعود إلي المدرسة، وهي مدرسة فيكتوريا في القاهرة. كان مسرح المدرسة من شأنه أن ينمي أحلامه، ولعب عمر أول أدواره، أول إنتاج له كان بعنوان، The Invisible Duke وهو مخبأ في صندوق علي خشبة المسرح معظم عرض المسرحية. كان جوزيف شلهوب يريد أن يكون ممثلاً. وحين فشل في ذلك، قام الشاب المراهق بمحاولة انتحار، ولكنه قال إنه لم يكن ينوي فعلاً قتل نفسه. وقال الكاتب لقد أهدر شريف ثروته ومع الطلاق من المرأة الوحيدة التي كان يحبها، وطفل غير شرعي رفض الاعتراف به، وخسر مليون شخص علي طاولات المقامرة، وحياة مهنية متألقة ونوبات عنف متخلفة، جعلته أتعس فنان في العالم وليس كما يظن الكثيرون من عشاقه.