احتفلت ممثلية الحزب الديقراطي الكردستاني بالقاهرة، بعيد النوروز بحضور أعضاء الجالية الكردية في مصر والسفير العراقي في مصر حبيب الصدر، وشيركو حبيب ممثل الحزب الحاكم في كردستان العراق في القاهرة. ويعتبر النوروز هو العيد الوطني للأكراد في جميع مناطق تواجدهم بالدول الأربع العراق وسوريا وإيران وتركيا، وعلى مدار التاريخ احتفلوا بهذا اليوم بوصفه أول أيام السنة الكردية، والذي يمثل لهم يومًا جديدًا يتخلصون فيه من ظلم أيام الشتاء قارصة البرودة ويستقبلون الربيع بأزهاره وألوانه الزاهية. من جانبه قال شيركو حبيب ممثل الحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني، إن بني قوميته في إقليم كردستان العراق يحتفلون للمرة الأولى بعيد النوروز بعد القضاء على داعش وأماكن تواجده في العراق، مضيفًا أنه يوم مشرق انتصر فيه الحق على الباطل، ويوم حرية فيه يجدد الحب والولاء والانتماء إلى الوطن . وأضاف شيركو حبيب أن أعداء الأمة الكردية حاولوا بشتى الطرق على مدار التاريخ منعهم من الاحتفال به، وارتكبوا أعمالا إجرامية ضدهم، مستشهدًا بواقعة إلقاء الغاز الكيماوي على مدينة حلبجة عام 1988 في عهد صدام حسين الرئيس العراقي الراحل، والتي سميت ب"عملية الأنفال"، ما نتج عنه مصرع وإصابة آلاف الأكراد من أنصار مصطفى البارزاني وقبيلة الفيليه، مضيفًا أن نفس الجريمة ارتكبتها مليشيات الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي في عفرين السورية منذ أيام قبل حلول عيد النوروز، وفي العام الماضي مارس الدواعش أفظع الجرائم ضد الأكراد في سنجار، مشيرًا إلى أن تلك الجرائم لم تمنعهم من الاحتفال بعيد النوروز. وأضاف حبيب أن قوات البيشمركة الذراع العسكرية للإقليم، نجحت خلال حربها ضد داعش العام الماضي في تقديم بطولات كبيرة قدمت خلالها أكثر من 1800 شهيد و12 جريحا، مشيرًا إلى أن الحرب ضد التنظيم الوحشي شهدت لأول مرة في تاريخ العراق تعاونا بين البيشمركة والجيش العراقي، حتى تم تطهير العراق بالكامل إلا من بعض الجيوب غير المؤثرة على استقرار العراق. وأشار ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى سعادة أبناء إقليم كردستان العراق ببوادر الانفراجة التي حدثت مؤخرًا في الأزمة بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، بعد إرسال جزء من الرواتب المتأخرة لموظفي الإقليم، وبدء استئناف الرحلات الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية، مشيرًا إلى أن المشاكل لابد أن يتم حلها وفقًا لمواد الدستور الذي اعتبره الضامن الوحيد للاستقرار والوحدة بين مكونات العراق. وأضاف أنه يتعين على العراقيين طي صفحة الماضي ونسيان فترات الظلم التي عانوا منها في ظل الحكم البعثي الذي فرض عليهم حروبًا ضد إيران واحتلال الكويت ليس لهم دخل بها، والنظر إلى المستقبل والعمل من أجل الأجيال الجديدة للنهوض بالدولة وإعادتها كما كانت عليها بلد الحضارات، متمنيًا حل الخلافات ونبذ الكراهية والطائفية والمذهبية ويعمل الجميع من واقع الانتماء للوطن. فيما أكد السفير حيب هادي الصدر سفير العراقبالقاهرة، أن عيد النوروز يحتفل به عدد كبير من العراقيين حبًا منهم في أشقائهم في الوطن من القومية الكردية، مضيفًا أن الأكراد في الإقليم الشمالي ببلاده عملوا على إحداث نهضة وعصر تحولي، مشيرًا إلى أن المؤامرات التي حيكت للوقيعة بين العراقيين الأكراد وأشقائهم في بغداد تحطمت على صخرة الوطن الجامع لكل القوميات، وأنهم تسلموا رواتب موظفيهم وعادت مطاراتهم للعمل بشكل طبيعي بناء على التفاهمات التي تمت بين الطرفين. وأضاف السفير العراقي حبيب الصدر، أن العراق بجميع مكوناته حصل على تأييد دولي في مؤتمر إعادة الإعمار، وحاليًا يدخل الاستحقاق الانتخابي خلال مايو المقبل بما يكرس التحولات الديمقراطية التي تضمن عراقا موحدا لجميع الطوائف، مشيرًا إلى ضرورة استمرار التعاون بين الأكراد وأشقائهم في بغداد، خصوصًا أن التعاون بين أبناء العراق في الجيش النظامي وجيش البيشمركة، كان نموذجًا خلاقا يفتخر به الجميع، مضيفًا أن العراق دون المكون الكردي مجتمع منقوص الملامح لأنه أساسي وتاريخي فكما تشاركوا المصاعب والتحديات في الماضي يجب أن يتقاسموا المكاسب في المستقبل.