تفاصيل لقاء نقيب الأطباء برئيس مجلس النواب بشأن المسؤولية الطبية    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 بعد آخر انخفاض.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    اليوم.. بدء صرف معاشات تكافل وكرامة لشهر يناير    "سانتا آنا" تعمق جراح لوس أنجلوس، عاصفة قوية تقطع الكهرباء عن الآلاف وتهدد بتجدد الحرائق    اعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول "يون"    رئيس سيون: لا نمانع انتقال إلياس شوارف إلى الأهلي.. وليس لدينا أي خلاف معهم حاليًا    طلاب الصف الأول الثانوي بالدقهلية يؤدون اليوم امتحان اللغة العربية    ضبط عاطل بتهمة استدراج شخص داخل شقة سكنية لسرقة هاتفه المحمول بحلوان    مائل للدفء والعظمى في القاهرة 23.. حالة الطقس اليوم    استشاري قلب: التوتر من الأسباب الرئيسية التي ينتج عنها الموت المفاجئ    استشهاد 6 فلسطينيين في قصف جوي للجيش الإسرائيلي على مخيم جنين    الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يوافق على المثول أمام المحققين    المحققون بكوريا الجنوبية ينجحون في القبض على الرئيس المعزول يون سوك يول    عاجل.. رد فعل محمد الشناوي على قرار الأهلي برحيله في يناير    10 آلاف جنيه شهريا.. وزارة العمل تعلن تفاصيل 90 وظيفة جديدة    عفو وتجهيزات وتكريم.. 3 خطوات إسرائيلية تؤكد انتهاء صفقة غزة    بلينكن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أقرب من أي وقت مضي    4 أبراج يحصل مواليدها على هدايا ثمينة في الفترة المقبلة.. انتظروا المفاجآت    خالد الجندي: لو الزوجة شهدت لزوجها بالصلاح فهو صالح    محافظ المنيا يدشن المرحلة الأولى من السوق الحضرية بماقوسة    احذر تأثير القهوة على الريق.. وهذا الموعد المناسب لتناولها    جمال شعبان: سرطان الرئة لدى السيدات يثير حيرة الأطباء    ما هو دعاء نصف رجب .. 3 أدعية للرزق والخير    عمرو سعد يوجه رسالة إلى شقيقه أحمد بعد إعلانه طرح ألبوم جديد    معرض القاهرة للكتاب.. القومي للترجمة يستعد للمشاركة بهذه الإصدارات    "أوعى تصلح غلط بغلط".. مي سليم تنشر رسالة غامضة على "إنستجرام"    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 15 يناير بسوق العبور للجملة    طاقم حكام مباراة بيراميدز أمام غزل المحلة في الدوري المصري    النيابة العامة تحقق في ملابسات وفاة طالبة بعد سقوطها من شرفة منزلها في الإسكندرية    على المنصة وبجوار الإدارة الجديدة، حفل تنصيب ترامب يجمع أغنى 3 رجال بالعالم    شادن أبو العسل: مهرجان المسرح العربي يمثل فرصة حقيقية لممارسة الحرية الفنية    سعر طن الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الأربعاء 15 يناير 2025    سعر السكر والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 15 يناير 2025    حملة إزالات ووقف أعمال المباني بدائرة قسم ثالث العريش    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص بالوادي الجديد    السجن المشدد 6 لنجار بتهمة الاتجار فبي المخدرات بكفر الشيخ    محافظ مطروح يتابع حالة مصابي حادث انقلاب سيارة نقل.. مصرع 7 عمال    أخبار × 24 ساعة.. التعليم توجه بالاحتفال بيوم الشهيد بداية الترم الثانى 2025    آينتراخت يكشف موقف عمر مرموش من مواجهة بوروسيا دورتموند القادمة    فضيحة…الضغوط الأمنية تجبر المرشحين السبعة لرئاسة نادي قضاة مصر للتنازل لصالح مرشح الحكومة    الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية يزور مقر جامعة اللوتس بمحافظة المنيا    نصائح ضرورية لنجاح البكالوريا في مصر.. ماذا قال وزير التعليم الأسبق    ليلة الوداع.. مرموش يساهم في ثلاثة أهداف ويتصدر قائمة الهدافين    بعد طرحها.. «قطتي ما بتخربش» ل محمد رمضان من الأعلى استماعًا    كاظم الساهر لجمهوره: أحب قلقي قبل لقائكم    فرقة الأقصر للفنون الشعبية| 16 عامًا من الإبداع والتميز.. صور    العقدة مستمرة مع محمد صلاح.. ليفربول يتعثر أمام نوتنجهام بالدوري الإنجليزي    برينتفورد يصعق مانشستر سيتي في الوقت القاتل بالبريميرليج    يوفنتوس يخطف نقطة ثمينة من أتالانتا في الدوري الإيطالي    تشيلسي يواصل الترنح بتعادل أمام بورنموث في البريميرليج    إبراهيم عيسى: الإخوان والسلفيين حالة مرضية يحتاجون لعلاج نفسي    5 طرق فعّالة للتخفيف من آلام الصداع في الشتاء.. احمي نفسك من التقلبات الجوية    مدير مستشفى دسوق بكفر الشيخ يتابع أداء أقسام المستشفى ليلا    رئيس جامعة حلوان: خطوات جريئة لتطوير التعليم تلبي متطلبات سوق العمل    أمين الفتوى: سيدنا النبي نهى عن ضرب الزوجات    خالد الجندي: التدبر في معاني القرآن الكريم أهم من عدد الختمات    إطلاق مبادرة «قرى كريمة للطفل» بالبحيرة    الأيام البيض لشهر رجب 2025.. فضل الصيام والأدعية المستحبة في الأشهر الحرم (رددها الآن)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
خطر الإسلاميين علي الشريعة: قانون الحرابة نموذجا
نشر في أخبار الأدب يوم 07 - 04 - 2012

أثار مشروع قانون تطبيق احد الحرابة الذي تقدم به النائب عادل يوسف العزازي عن حزب النور السلفي الكثير من اللغط والانزعاج. فهناك من رأي في المادة السابعة من القانون التي تنص علي تطبيق العقوبة الشرعية علي من تثبت بحقة جناية الحرابة (أي قطع الطريق) انتهاكا لقانون العقوبات المصري الذي لا يعرف عقوبة مثل الصلب أوقطع الأيدي والأرجل من خلاف. كما اعترض الكثيرون علي هذا المشروع بقانون لآنه ينص علي عقوبات تعتبر الآن وحشية وغير آدمية، وهي عقوبات وقعت مصر علي معاهدات تحظرها.
ومع ما قد يكون لهذا الآراء من وجاهة، فأنا أري أن المشكلة الرئيسية لهذا المشروع بقانون تكمن في تفسيره لأحكام الشريعة، وفي إغفاله للكثير من الاختلافات بين المذاهب عند تعرضها لحد الحرابة وكيفية تطبيقه، وفي انتقائه من بين آراء الفقهاء علي أكثرها تشددا وغلظة.
فمثلا تنص المادة الثانية من المشروع بقانون علي أن االمقصود بحد الحرابة المجاهدة بأخذ المال أو القتل أو أي نوع من أنواع الجناية، معتمدا علي القوة كأن يشهر السلاح، أو يغالبه علي نزع ممتلكاته في مكان يبعد فيه عن الغوث، سواء كان ذلك في العمران أو خارجه... المشكلة هنا أن الفقهاء اختلفوا فيمن حارب (أي قطع الطريق) داخل البلدة، فالمالكية في تعريفهم لجريمة الحرابة لم يشترطوا أن تحدث في مكان بعيد عن العمران، فهي في نظرهم يمكن أن تحدث في المصر أو خارجه. أما الشافعية فقالوا بأن المقصود هو الشوكة، فمثلا إذا ضعفت سلطة السلطان (أي الدولة) ووجدت المغالبة داخل البلدة عُد ذلك محاربة. أما أبو حنيفة فقد جزم بأنه لا تكون الحرابة في المصر، أي داخل البلدة. وبذلك تكون ما نسميه الآن »اأعمال البلطجة« غير خاضعة لحد الحرابة حسب أبو حنيفة ولكنها خاضعة بحسب غيره من الأئمة. علي أن المشروع بقانون لم يعر هذه الاختلافات المهمة بين الفقهاء أي اهتمام.
كما لم يهتم مشروع القانون بتعريف المحارب، فالمادة الثالثة تنص علي أن االعقوبة الواردة في هذا القانون تقع علي كل من شارك في الجريمة إذا كان بالغاً عاقلاً حتي لو باشر بعضهم، وكان الآخرون عونا لهم. علي أن هناك اختلاف بين الفقهاء في هذا النقطة وتحديدا عما إذا كانت تعتبر المرأة محاربة. فأبو حنيفة يختلف عن الأئمة الآخرين في قوله إن النساء لا يطبق عليهن حد القطع لأن المغالبة لا تتحقق مع النساء عادة الرقة قلوبهن وضعف بنيتهنب. بل ذهب أبو حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن إلي القول بأن الرجال الذين مع المرأة في حادثة قطع طريق لا يقام عليهم الحد هم أيضا. وقد أغفل مشروع القانون هذا الاختلاف أيضا.
وأخيرا لم يراع مشروع القانون الاختلاف بين المذاهب في أساليب إثبات تهمة الحرابة، فبينما يجمع كل الفقهاء علي أهمية الإقرار والشهادة في إقامة البينة في هذه الجناية، إلا أنهم اختلفوا بخصوص جواز قبول شهادة الرفقة، أي المعتدي عليهم. فالشافعي، علي عكس سائر الأئمة، يقول في »»الأم« إن اشهد شاهدان من أهل رفقة [المقتول في حادثة حرابة] لم تجز شهادتهما لأنهما خصمان«.
إن مشروع قانون الحرابة الذي تقدم به حزب النور يقدم نموذجا مخيفا لتطبيق الشريعة حسب التفسير السلفي. فالشريعة حسب هذا المنطق السلفي تُختزل في الفقه، دون الاهتداء بتاريخ الإفتاء أو أحكام القضاة علي مدار ثلاثة عشر قرنا من تاريخ المسلمين. كما أنه عندما يعتمد السلفيون علي الفقه فهم يرجعون إلي الكتاب والسنة دون الاقتداء بآراء الفقهاء ودون الاهتمام بالاختلافات بين المذاهب. وأخيرا فإنهم بتمسكهم بالتقنين علي أنه الوسيلة المثلي لتطبيق الشريعة يجردون الشريعة من تنوعها وثرائها ويحكمون عليها بالجمود والتيبس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.