الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب
الخارجية السورية تكشف تفاصيل الاجتماع الثلاثي واعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء
مبابي يقود ريال مدريد للفوز على مارسيليا في دوري أبطال أوروبا (فيديو)
بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال
نتائج مباريات أمس الثلاثاء والقنوات الناقلة
"فأل حسن".. ماذا قدم الزمالك بحضور الصافرة التحكيمية لأمين عمر؟
صاحبه ولع فيه بالبنزين.. مصرع سائق توكتوك حرقًا في ههيا بالشرقية
حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية
بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب
"يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة
زيارة صرف الأنظار، ترامب يصل إلى بريطانيا ومراسم استقبال ملكية في انتظاره
ارتفاع جديد ب 340 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بالصاغة
موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)
توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء
بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"
انخفاض بدرجات الحرارة، الأرصاد تعلن طقس اليوم
مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة
90.6 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع
تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي
نائب رئيس جامعة الأزهر يعلن موعد نتيجة التنسيق (فيديو)
مروان خوري وآدم ومحمد فضل شاكر في حفل واحد بجدة، غدا
أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به
4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)
سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025
ما زال الحبل السري متصلا بها.. أنثى حوت أوركا تحاول إنعاش طفلها الميت (فيديو)
رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب
كاراباك يصعق بنفيكا بثلاثية تاريخية في عقر داره بدوري الأبطال
موعد مباريات اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. إنفوجراف
سعر السمك البلطي والسردين والجمبري في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025
مواليد 4 تواريخ «عندهم قدرة على التنبؤ».. يتمتعون بالبصيرة ويقرأون الأحداث مسبقًا
وفاة اللواء خالد العزازى مستشار رئيس هيئة قناة السويس للإعلام والعلاقات العامة
يوفنتوس يتعادل 4-4 مع دورتموند في أجمل مباريات دوري أبطال أوروبا
فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 108 خلال هجمات الاحتلال اليوم
وزير الري: ندرة المياه لا تسمح بزراعة الصحراء بالقمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي
داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء
تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق
ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة
الحماية المدنية تخمد حريق منزل في سرابيوم بالإسماعيلية
ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور
على باب الوزير
أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: النيل مسألة وجودية لمصر
فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل من بلدة دير أبو ضعيف
وزير الدفاع السعودي وقائد القيادة المركزية الأمريكية يبحثان تعزيز التعاون الدفاعي
مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»
قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!
أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور
يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال
قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية
حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة
يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال
ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام
مهرجان الجونة يكشف عن برنامج مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الثامنة
أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل
فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة
أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب
أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح
اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
إبر عمياء لا تخيط إلا الريح
إلي صديقي الشاعر حلمي سالم، حتي لا تبقي طريح الألم
صلاح بوسريف
نشر في
أخبار الأدب
يوم 18 - 03 - 2012
تِبَاعاً تَرَكَتِ الوُعُولُ أحْرَاشَها
جَفَلَتْ، كما لَوْ أَنَّ طَيْفاً أَفْضَي بِها إلي ماءٍ
لَمْ تَكُنْ سَبَحَتْ في صَفَائِهِ من قَبْلُ.
سَقَطَ عِنَبٌ كَثِيرٌ من دَالِيَةٍ، لَمْ تَسْتَوْفِ بَعْدُ، ظِلاَلَها
بَدَا أَنَّ مَكِيدَةً تَسْعَي الغَابَةُ من وَرَائِها لاجْتٍثَاث ضَبَابٍ كَانَ يَنْحَدِرُ مِنْ فَراغٍ،
كَانَتِ الوُعُولُ ظَنَّتْهُ مَطَراً سَيَرْوِي شَجَرَها، أوْ يُضْفِي علي الغابَةِ رَفَاهاً، لاَ مَثِيلَ لانْهِمَارِهِ.
لاَ شَيْءَ جَرَي بِما ظَنَّتْهُ الوُعُولُ.
الغَابَةُ خَرَجَتْ مِنْ نَوْمِها
وَمَسَحَتْ عَنْ وَجْهِهَا زَغَبَ الفُصُولِ.
الشَّجَرُ القَدِيمُ تَهَاوَي
والنَّهْرُ سَادَ فِي الأرْضِ، لاَ يَسْتَعْجِلُ الثِّمَارَ، أو عِنَبَ كُرُومٍ ضَرِيرَةٍ. آلِهَةٌ كَثِيرَةٌ وَقَعَتْ فِي شِرَاكِهِ، لمْ تَسْتَوْفِ بَعْدُ نَهَارَها، فَخَرَجَتْ مِنْ ظَلامٍ كَثِيفٍ، خَلْفَها قُبُورٌ، كانتْ في مَاضِيها، خَذلَتْ حاضِرَها.
مَنْ يَكْنِسُ هَذَا الهَوَاءَ بِما يَكْفِي مِنْ حَذَرٍ؟
الشَّارِعُ الوَحِيدُ الَّذِي كَانَ يُفْضي إلي الجَنَّةِ احْتَرَق.
هَلْ ثَمَّةَ طَرُقٌ أُخْرَي يُمْكِنُ اخْتِلاقُها
لِيَمُرَّ الهَوَاءُ خَفِيفاً
بِنَفْسِ خِفَّةِ الشِّرَاكِ الَّتِي لَفَتَتِ انْتِبَاهَ الثَّعَالِبِ ؟
لَيْسَتِ الغَابَةُ مَنْ نَزَعَتْ عَنِ الشَّجَرِ ظِلالَها
قِيلَ؛ إنَّ فَتِيلاً أَفْضَتْ بِهِ شُعَلٌ عابِرَةٌ
هُوَ ما أَتَي عَلَي وُجُورٍ كَانَتْ نِمَالٌ ضَرِيرَةٌ حَفَرَتْها لِتَمُرَّ مِنْها الشَّمْسُ، أوْ حِينَ يَكُونُ الغَيْمُ ضَافِياً، يَرْوِي تَعَبَ الأَشْجَارِ.
هَذِهِ رِيحٌ " لَيْلٍ قَدِيم ".
كَمْ يَلْزَمُنَا مِنَ الوَقْتِ لِلْخُروجِ مِنْ هَذِهِ الظُّلَمِ الَّتِي خَذَلَتْ جُوعَنَا
وأَتَتْ عَلي مَا كُنَّا افْتَرَضْنَا أَنَّهُ الضَّوْءُ الَّذِي بَدَا فِي آخِرِ النَّفَقِ ؟
لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ تَشْبَعُ، لِفَرْطِ هَشَاشَتِها، مِنْ خُبْزٍ، كَانتْ غُيُومٌ عابِرَةٌ أجَّجَتْ زَرْعَهُ، وأَفْضَتْ بالضَّوْءِ إلي نَهَارٍ، خَبَا، كَلَمْحِ بَرْقٍ.
مَا هَذَا الظّلاَمُ الَّذِي يَأْكُلُنَا ؟
ظُلُمَات وَرَاءَهَا ظُلُمَات»لاو تسو«
أَلِهَذَا الحَدِّ تَخْذَلُنَا السَّمَاءُ،
وَالأرْضُ، لَيْسَتْ في ما أَظُنُّ، سِوَي انْعِكَاسٍ لِنَارٍ نَائِمَةٍ،
أَوْ شَرَكٍ وَضَعَتْنَا فِيهِ إرَادَةُ إلَهٍ يَكْرَهُ الشِّعْرَ والنِّسَاء !
لاَ شَيْءَ أَسْوَأَ مِنْ شَجَرٍ بِلا غِنَاءٍ
وَلاَ مَعْنَي لِطُيُورٍ
صَبَغَتْ رِيشَها بِلَوْنَ السَّماءِ.
لَيْسَتِ الحَيَاةُ إِثْماً
وَالنِّسَاءُ؛ أذْكُرُ أَنَّهُنَّ كُنَّ مِلْحَ الأرْضِ، وكُنَّ وَسَائِدَها الَّتِي عَلَيْها نَامَتْ آلِهَةُ ما قَبْلَ الوُجُودِ.
أعْنِي؛
قَبْلَ أَنْ يَصِرْنَ في مَا أَتَي مِنْ أَحَافير، مَحْضَ عَوْرَاتٍ، تُوشِكُ النَّارُ أَنْ تَأْكُلَها، مَتَي أَفْضَيْنَ بْفِتَنِهِنَّ لِريحٍ عابِرَةٍ، أو لِغَيْرِ بُعُولَتِهِنَّ.
النِّسَاءُ لَسْنَ شَجَراً عَارِياً، تَعْبَثُ بِهِ رِيحُ فِكْرٍ، جَاءَ إلي الوُجُودِ نَائِماً.
النِّسَاءُ، كما أراهُنَّ، ضَوْءٌ، في شُقُوقِ وُجُودٍ، لَيْسَ يَعْبَأُ بِما حَفَّ وُجُودَنا منْ ظَلامٍ.
السَّوادُ لَوْنٌ
وَلَيْسَ حُجَّةً لِحَجْبِ شُمُوسٍ، أَضَاءَتِ الأرْضَ مُنْذُ الأَزَلِ.
الأرْضُ، قَبْلَ الخَلْقِ كَانتْ ضَوْءاً. هكذا أقُول
عُنْوَةً
حَمَلُوا مَصَابِيحَ
لِأَنَّ الظَّلاَمَ فَشَا، ليِسَ في الهَوَاءِ الَّذِي يَحُفُّنا
بَلْ
فِي نُفُوسٍ
لَمْ تَخْرُجْ، بَعْدُ، مِنْ نَفَقِ فِكْرٍ، لَمْ يُؤْمِنْ، مُنْذُ اخْتَلَفَتِ الخَلِيقَةُ
سِوَي
بِمَا خَرَجَ مِنْ قُبُورٍ قَدِيمَةٍ.
كَانَ دْيُوجِينُ الكَلَبِيُّ حِينَ يَحْمِلَ مِصْبَاحَهُ
يُلْقِي بِهِ في أراضٍ، آثَرَ أنْ يَفْضَحَ رُعُونَتَها، ويَزْرَعَ، فِي تُرَبِها ضَوْءاً
رَوَائِحُهُ تَشِي بِعِطْرٍ، شُعَلُهُ جَاءَتْ حَارِقَةً.
فِي الخُرَافَةِ أَمْرَانِ:
الأوَّلُ؛ أنَّ الآلِهَةَ هي الخَيْرُ والخِصْبُ و النُّورُ والجَمَالُ.
لَمْ تَخْجَل الآلِهَةُ مِنْ عَرَاءِ الغابَةِ، حِينَ جَاءَ يُرَاوِدُها الخَرِيفُ، أو نَزَعَتِ الرِّيحُ عَنْها قُمْصَانَها، مِثْلَمَا تَفْعَلُ الأنْثَي بالذَّكَرِ.
كَانَ بَعْضُ الآلِهَةِ، إذَا سَبَحَ رَجُلٌ في خَدَرِ امْرَأَةٍ، أَفْرَدَ جَنَاحَيْهِ علي سَرِيرِهِما، حَتَّي لا يَدْخُلَ بَيْنَهُما شَيْطَانٌ.
الثَّاني؛ لَيْسَ الإنْسَانُ فَاسِداً بالطَّبْعِ
و الأرْضُ لَيْسَتْ مَاءً نَنَامُ فيه لِغَسْلِ ما يُقَالُ أَنَّهُ وَحَلٌ عَلِقَ بِنَا، حَتَّي قَبْلَ أنْ نَصِيرَ مَحْضَ وُجُودٍ يُشْبِهُ الخُرَافَةَ.
حِينَ نَزَعْتُم نَحْوَ اليَقِينِ، فَاوَضْنَا العَقْلَ علي الشَّكِّ
لاَ
شَيْءَ يَجِيءُ كامِلاً
حَتَّي الشَّجَرُ لا يَبْقَي رَاسِخاً في يَقينِ العُشْبِ
وَ الأرْضُ
وُجِدَتْ لِتَكُونَ احْتِمالاً.
لَمْ نَرْضَ بِغَيْرِ مَا يَأْتِي مِنْ مَجْهُولِ فِكْرٍ، كان الشِّعْرُ مُنْذُ الأَزَلِ، لاَزَمَتْ أَشْطَارُهُ فَدَاحَةَ أَوْزَانِهِ، وَوَازَتْ بَيْنَ جَمْرٍ مَاتَ نائِماً، لِأَنَّهُ اخْتَارَ الصَّدَي صَدًي لِغِنَائِهِ، وَبَيْنَ عِطْرٍ نَاهَزَ الخَيَالَ، وأَبَي إلاَّ أَنْ يَكونَ النَّهْرُ هُوَ سَرِيرُ انْشِقَاقِهِ.
حَتَّي حِينَ كُنَّا نَنَامُ، فَنَحْنُ لاَ نُغْلِقُ نَوَافِذَ شُرُفَاتِنا. الشَّرَاشِفُ التي عَلَيْها وَضَعْنا تَعَبَ أَيَّامِنا القادِمَةِ، كَانتْ تَسَعُ كُلَّ أَوْهَامِنا. بَيْنَ طَيَّاتِها، كانَ النَّهارُ يَطْلَعُ مِنْ بَيْنِ شُقُوقِ ظُلَمٍ،
كانَ اللَّيْلُ رَماداً لانْهِمَارِه.
مَنْ حَبَسَ السَّمَاءَ بَيْنَ غَيْمَتَيْنِ، وَصَبَغَ البَحْرَ بِلَوْنِ الرَّمَادِ ؟
فِي الخُرَافَةِ، أيْضاً، قِرَأْتُ:
بَقِيَتِ الطُّيُورُ، وأَصْنَافُ الدَّوَابِّ، ومُخْتَلِفِ الخَلائِقِ، التي كان حَمَلَها نَبِيٌّ، في قَارَبٍ، لا يَسَعُ ظِلَّ غَيْمَةٍ، تائِهَةً بين السَّماء والأرضِ تَبْحَثُ عن كلماتٍ بها تُسَمِّي وُجُودَها
لاَ
أَرْضَ
لاَ
سَمَاءَ
كَائِنَاتٌ تَسْبَحُ في الفَراغِ
بِلا اسْمٍ
وَتَحْيَا فِي وُجُودٍ
لاَ
معني فيهِ لِشَيْءٍ
سوي لِآثَامِ الخَلِيقَةِ يُسَاوِرُنِي قَلَقٌ لَمْ أَتَدَبَّرْ مَكامِنَهُ. قَلْتُ؛ أَسُوقُ مَزَاعِمِي صَوْبَ مَجاهِلِها، قَدْ أَسْتَوِي في شَرْطِ الوُجُودِ، إذا أنا فَهِمْتُ كيفَ يُدِيرُ اللَّهُ غِيَابَهُ، دُونَ أنْ يَراهُ عَبْدٌ.
أليْسَ " لِلَّهِ المَكْرُ جَميعاً "
فَلِمَ، إذَنْ، أَنْتُم تُقْبِلُونَ علي غَيْر ما بِهِ يُدارُ الكَوْنُ، وَتَحْيَا الخَلِيقَةُ؟
لِمَ
هَذِهِ الظُّلَمُ تِبَاعاً تَتَوَالَي، كَما لَوْ أَنَّ الضَّوْءَ لمْ يَكُنْ يَكْبُر بَيْنَ أصَابْعْنا، حينَ كُنَّا نُفَكِّرُ في إعادَةِ خَلْقِ الوُجُودِ،
أَوْ
وَضْعِ السَّماءَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ:
وَاحِدٌ يَصُبُّ في الغابَةِ، لِيَحْمِي الشَّجَرَ منْ كَسَلِ الوُعُولِ
و الآخَرُ، لَيْسَ سِوَي خُدْعَةٍ، يُمْكِنُ إعادَةُ رَسْمِهِ وِفْقَ ما يَقْتَضِيهِ الخَيَالُ.
أَلَيْسَتِ السَّمَاءُ شُرْفَةً، لَمِ تَفْتَحْ شَرَاجِبَها بَعْدُ لِهَوَاءٍ، رُبَّما، رِيحُهُ جاءَتْ مِنْ فَسَادٍ ؟
يَكْفِي أنْ تَفْتَحَ كَفَّيْكَ صَوْبَ السَّماءِ، لِتَرَي كَيْفَ يَسَعُ الغَيْمُ الغَابَةَ، والشَّجَرُ لَمْ يَزَلْ يُكابِرُ نَزَقَ السُّيُولِ.
وفي شَرائِعِ القَنْصِ، يَكْفِي أنْ تُطْلِقَ الرَّصَاصَ في الهَوَاءِ لِتَسْقُطَ الفَرائِسُ تِبَاعاً. » ثَمَّةَ مَنْ يَقُولُ الآلِهَةَ «
هَذِهِ
لَيْسَتْ جَرِيمَةً
فَلا
تَخْشَ العِقَاب.
" سَتَنْجُو إنْ كُنْتَ تَعْرِفُ الغِنَاءَ "
وَسَيَصْبُو بِكَ الشَّجَنُ، إنْ انِتَ عَرَفْتَ كَيْفَ تُضْفِي علي الظُّلْمَةِ بَعْضَ البياضٍ.
أنْ تَضْرِبَ القُمَاشَ، مَثَلاً، بِما تَبَقَّي مِنْ أَصْبَاغٍ في زَغَبِ الفُرْشَاةِ، لِيَخْرُجَ مِنْ يَدِكَ مَاءٌ، لَمْ تَشْرَبِ التُّرَبُ قَبْلَهُ ماءً، بِنَفْسِ حَلاوَةِ هَذا المَاءِ.
والسُّؤال:
ألَيْس المَاءُ ضَوْءاً يَجْرِي بَيْنَ فُرُوجِ الأصابِعِ، ما نَزَالُ لَمْ نُسْبِغْ ثِمَارَهُ علي فُتُورِنا ؟
مَنْ وَضَعَ الأرْضَ في جَيْبِ السَّمَاءِ
وَ أَحَلَّ الغَيْبَ في المَعْلُومِ !؟
أَمْ أَنَّ الطَّرِيقَ مَا يَزَالُ مُعْتِماً، لِذَا كَانَ لِزَاماً أَنْ يَلِجَ اللَّيْلُ النَّهَارَ
كَمَا يَلِجُ السَّوَادُ البَيَاضَ !؟
أَقَبْضُ رِيحٍ كُلُّ هذا
أَمْ
بِدَايَةٌ قَادِمَةٌ، لَمْ نُدْرِك، بعدُ، ما سَتُفْضِي إليه!؟
أليس المُسْتَبِدُّ بالغَنِيمَةِ، أَوفَي عَلَي الطَّريدَةِ مِنَ الصَّيَّادِ !؟
هَلْ أَنْتَ مُقْتَنِعٌ بِهَذا النَّزْرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وأَنْتَ مَنِ اسْتَبَحْتَ دَمَكَ لِقَلْبِ التُّرَبِ، وذَهَبْتَ بِريحٍ، ما حَلَّ بَعْدَها لَمْ يَكُنْ سِوَي إبَرٍ عَمْيَاءَ لا تَخِيطُ إلاَّ الفَراغ!؟
النَّهْرُ ما يَزَالُ جارِفاً
لاَ تَسْتَمْرِيءْ هُدْنَةً، لَيْسَتْ سِوَي قِشْرَةٍ تُخْفِي شَرَراً
إذا ما انْفَطَرَتْ جِمَارُهُ جاءَتْ علي الأَخْضِرِ، لا اليابِسَ وَحْدَهُ.
ثَمَّةَ مَنْ يُرَاوِغُ الرِّيحَ
أَوْ
يُمْسِكُ بِبَعْضِ زِمامِها،
وَثَمَّةَ مَنْ خَذَلَتْهُ الأَشْرِعَةُ، فَهَالَهُ ما هَبَّ مِنْ ماءٍ
لَمْ يَحْتَمِل قِيَادَتَهُ
فَشَرِبَ النَّهْرُ رِيحَهُ.
ألَمْ يَكُنِ التَّارِيخُ عِنْدَنَا أعْمَي
تَقُودُهُ عَرَبَاتٌ عَمْيَاءُ، فِي طُرُقٍ عَمَيَاءَ؟
حَتَّي العَكأكِيزُ الَّتِي عَلَيْها يَتَوَكَّأُ
كَانَتْ عَمْيَاءَ.
تاريخٌ، لم تَرْوِهِ الأُمَمُ
حِبْرُهُ، كانَ مَحْضَ ظَلامٍ، ودَمُ
بِضَرَبَاتِ مَطَارِقَ، تِبَاعاً سَقَطَتْ ثَمَاتيلُ آلِهَةٍ قَدِيمَةٍ
وَ أُخْرَي، في المَهَبِّ، ما تَزَالُ علي أُهْبَةِ أنْ يَأْكُلَها المَوْجُ،
أوْ يُلْقِي بها في فَمِ آلِهَةٍ خَرَجَتْ مِنْ لَيْلٍ قَدِيمٍ.
سُقْراطُ، أدْرَكَ، حينَ وَقَعَ في مُفْتَرَقِ التُّرَبِ، أنَّ الغَيْبَ لَيْسَ ما يَعْنِيهِ،
فالأرْضُ هِيَ خُبْزُ الإنْسان
أعِنَبُ الآلِهَةِ تُريدُ
أمْ
طَعامَ يَدٍ تَصْنَعُ خُبْزاً، مِنْ عَرَقِ أَجْسَامٍ، عَاشَتْ
علي شَظَفِ زُرُوعِها الفاتِرَةَ.
لَمْ تَعُدِ الشُّعُوبُ قَهْوَةً يَشْرَبُها الحاكِمُ علي طاوِلَةِ قِمَارٍ،
أو يُفَاوِضُ بها، علي دُيونٍ لاخْتِبَارِ جَوْدَةِ ما يَشْرَبُهُ مِنْ بُنٍّ،
أو ما يَأْكُلُهُ مِنْ فَوَاكِهَ مَوْسِمِيَةٍ.
مَهْما يَكُنِ الْتِبَاسُ المعني، في ما يجري، فالمشْهَدُ يَبْدُو حافِلاً بالمَجاز.
الاستعاراتُ القَدِيمَةُ لا تَصْلُحُ لِقِراءَةِ لُغَةٍ جَاءَتْ خالِيَةً مِنْ تَرَفِ اللِّسَان.
" الشَّعْبُ يُريد... " شَجَرَ تُفَّاحٍ، لِيَطْرُدَ الشَّيْطانَ من لِسَانِ آدَمَ. وَدَالِيَةَ عِنَبٍ، لِيَسْقِي بِشَفَافَتِها، شَغَفَ اللِّسَانِ. وَعَرَبَةً، لِيَسُوقَ بها الغَمَامَ إلي حُقُولٍ طالَما رَاوَغَها المَطَرُ.
" الشَّعْبُ يُريدُ ... " وَتَراً، لِيُضْفِي شَجَناً علي ما كانَ في الغِناءِ منْ نَشَازٍ.
من ديوان قيد الكتابة؛ " إبر عمياء لا تخيط إلا الريح يليه محض شراب "
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
سَقْطُ مَتَاعٍ
قُبُور
القارىء الدكتور محمد ماضي يكتب :(مِتَبِّتِينْ فِى الوَطَنْ)
كَأَنِّيَ ذِئْبٌ يَشْحَذُ أَوْصالَهُ
أبلغ عن إشهار غير لائق