أكبر مفاجأة حدثت منذ البلاغ الذي تقدم به عدد من المحامين ضد الطبعة الصادرة في سلسلة الذخائر كانت قرار اللجنة العليا للنشر بهيئة قصور الثقافة بإعادة طبع الليالي، مع إضافة الحكم الصادر عام 1986 عن محكمة استئناف شمال القاهرة، والقاضي بعدم المصادرة إلي صفحات الطبعة الجديدة. وقد جاء قرار اللجنة العليا للنشر _ التي تضم رؤساء تحرير السلاسل الصادرة عن الهيئة- استجابة لموقف الشارع الثقافي بضرورة اتاحة الليالي، بوصفها من أهم نصوص التراث العربي، خاصة أن الطبعة الأولي التي صدرت في الذخائر نفدت بالكامل، وليس هناك كتاب واحد مرتجع، طبقا لخطاب رسمي صادر من قطاع التوزيع بمؤسسة أخبار اليوم. كما إستجاب اتحاد كتاب مصر لإقتراح الروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير الذخائر، بأن يقدم الاتحاد بلاغا للنائب العام، بوصفه معبرا عن الكتاب، ضد المحامين التسعة، باعتبارهم في هذا البلاغ يحاولون أن يكونوا أوصياء علي الإبداع والتراث، ويحاولون _أيضا- أن يطفئوا الأنوار ويعودوا بالوطن إلي عصور التخلف، وذلك علي حد تعبير محمد سلماوي رئيس الاتحاد. جاء هذا الاقتراح والاستجابة في الندوة التي نظمها الاتحاد بعنوان ( الف ليلة وليلة ومستويات التلقي) وتحدث في جلستها الافتتاحية: د. جابر عصفور، د. أحمد مجاهد، جمال الغيطاني، محمد سلماوي، وأدرها د. مدحت الجيار. كما نفي د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة أن يكون قد تحاور مع أحد المحامين التسعة، من أجل أن يسحبوا بلاغهم مقابل أن يحذف بعض الألفاظ من الليالي، وصرح أنه: ( لا مجال للحوار مع من يرهب المختلفين معه في الرأي بدعاوي الحسبة، وأنه لا أحد يملك- مهما كانت حيثيته- التفاوض علي حذف جزء من التراث لأنه يمثل ذاكرة أمة وتاريخ شعب). ومن جهة أخري أعلن اتحاد الناشرين أنه لن يتواني في الدفاع عن هيئة قصور الثقافة باعتبارها ناشرا. ومن جهة أخري سوف تعاد في سلسلة ذاكرة الكتابة، دراسة الراحلة د. سهير القلماوي عن ألف ليلة وليلة، وهي الدراسة التي اشرف عليها د. طه حسين.