عادت الكتب المقلدة لتثير القلق من جديد، خاصة بعد أن تلقي رئيس اتحاد الناشرين مجموعة من الشكاوي الخاصة بسرقة أعمالهم، وبيعها علي الأرصفة، متهمين سور الأزبكية بالتحديد، إلا أن السور يبدو بريئا إلي حد ما من الزوبعة الأخيرة التي أثارها تقليد كتاب عبد اللطيف المناوي "الأيام الأخيرة لنظام مبارك" فالكتب المقلدة فيه ما زالت هي كتب التنمية البشرية والطبخ. يتحدث البائعون في سور الأزبكية عن الكتاب المضروب أو الكتاب "الشمال" كما يحب أن يسميه البعض، مؤكدين أنه جزء أصيل من المهنة، ولا يوجد مبرر حقيقي للمتاجرة فيه غير سوء الظروف الاقتصادية، التي يتعرضون لها. الحجة الأخري هي توفير الكتاب للقارئ بسعر مناسب، لا توفره له دور النشر الجشعة. أنكر آخرون بيع الكتب المقلدة علي الرغم من الكتب المعروضة أمامهم، وابتعد البعض عن هذا كله خوفا من المصنفات واكتفوا ببيع الكتب القديمة، إلا أن فرشات الكتب المنتشرة في وسط البلد تعرض عددا هائلا من الكتب المقلدة كل يوم. يقول محمود رمضان صاحب مكتبة كوميت "تقليد الكتب زاد بعد الثورة، كما أن دور النشر تطبع 1000 نسخة مثلا من الكتاب ثم تنفذ، في الوقت بين صدور الطبعة الأولي والطبعة الثانية يكون قد تم تقليد الكتاب لتغطية احتياجات السوق"، ويضيف "الإسكندرية من أكثر الأماكن التي تُزور فيها الكتب"، وعن بيع الكتاب المقلد يقول "بالطبع فلوس الكتاب المضروب حرام، بل أن مكسبي من الكتاب الأصلي أكبر، ولكنه غير متوفر وأنا لا أستطيع أن أخسر زبائني". فرشات الكتب محتكة بالجمهور أكثر، قادرة أن تعرف جمهور الشراء والبيع الحقيقي، معيار الرواج هو معيار النجاح الأساسي لها. يضيف رمضان"بالطبع من يقومون بتقليد الكتب معروفون ولكن لا هم يتوقفون عن عملهم، ولا الناس يتوقفون عن شرائها وبانعدام الحوار بين اتحاد الناشرين وبينهم ستظل المشكلة قائمة.