صدرت حديثا عن الدار المصرية للنشر والتوزيع مجموعة قصصية للكاتب إيهاب طاهر تحمل عنوان "أتوبيس 13". والمجموعة هي الأولي لطاهر المعروف بإصداره للكتب الساخرة الناجحة، حيث بلغت أعماله 18 كتابا أشهرها "حمرا" الذي تحول إلي برنامج تلفزيوني، وكذلك "رئيس جمهورية نفسي" و"طظ فيكم" و"أمك اسمها حنفي" وغيرها. ربما تسير الأمور حتي الآن علي نحو عادي، لكن هناك شيئا غير عادي حمله غلاف المجموعة القصصية، وهو وجود اسم الكاتب الراحل إبراهيم أصلان علي صدر الغلاف كمقدم للمجموعة. بدا هذا غريبا، فأصلان لم يكتب مقدمات في حياته، ربما باستثناء كتابته مقدمة للكاتب الكبير علاء الديب، كما أنه كان مقلا في الكتابة بشكل عام، حتي إن قلة أعماله كانت مدخلا للعديد من الشهادات التي تم تقديمها لتأبينه. ما يزيد الأمر ارتباكا هو المقدمة نفسها، حيث يقول طاهر إنه أرسل المجموعة للكاتب الكبير علي إحدي المقاهي التي كان يرتادها، غير مذيلة باسم، طالبا منه أن يقدم للعمل، وليس لكاتبه. وعليه فقد جاءت المقدمة المنسوبة لأصلان تتحدث عن كاتب لا يعرف اسمه لكنه كاتب قصة واعد للغاية، وأنه إذا كان هذا مستوي مجموعته الأولي فكيف سيكون في المستقبل! الصحفي هشام أصلان، نجل الكاتب الراحل، شكك في نسبة المقدمة لوالده، ليس فقط لمعرفته بأن هذا ليس مسلك والده، ولكن كذلك لأن اللغة المكتوبة بها المقدمة لا تنتمي لعالم صاحب "مالك الحزين". كما أن القصة برمتها غريبة علي سياقه. وأضاف أصلان الابن أن أباه لا يكتب علي أوراق منذ عهد بعيد، فهو يستخدم الكومبيوتر في كل مكاتباته، مطالبا طاهر بإبراز ما يثبت نسبة المقدمة لإبراهيم أصلان، وإلا فإنه سيحتفظ لنفسه بحق الرد بكافة الوسائل القانونية، حتي لا تصبح هذه المقدمة مدخلا لاستخدام اسم والده علي أي نحو. سألنا إيهاب حول شكوك هشام فأجاب إنها مقدمة أصلان كتبها بخط يده ، وعندما سألناه أن كان مستعدا لتقديمها فأجاب: سأفتش عنها. ربما كان يتعين سؤال الشاعر إبراهيم داوود حول مقدمة أخري كتبها للكاتب نفسه علي أحد كتبه الساخرة، وهو ما أجاب عنه داوود بالإثبات. ويقول داوود إن الكاتب زاره من قبل طالبا منه كتابة مقدمة لإحدي كتبه، وهو ما وافق عليه داوود من باب الحماس لمن ينشرون الكتابة أيا كانت طبيعتها، مشيرا إلي أن الأمر كان ليختلف لو أن العمل فني أو إبداعي كالشعر والقصة والرواية. ورفض داوود الجزم بأن المقدمة التي تحمل اسم أصلان تنتمي له أم لا، وإن شكك في أن يكتب الراحل إشادة بعمل ما، ناهيك عن كتابته للمقدمات. وبعيدا عن مقدمة أصلان فإن المجموعة لا تختلف كثيرا عن كتابات طاهر الساخرة، التي تحمل طابعا مميزا ومختلفا عن السائد من الكتب الساخرة، هو أقرب للكتابة الشعبية. ويمتد التشابه بين أعمال طاهر الساخرة والمجموعة إلي الغلاف الذي رسمه فنان الكاريكاتير عمرو فهمي، الذي رسم كل أغلفة طاهر، والذي يحمل عبارات دعائية ساخرة للكتاب من نوعية: "احجز مكانك من الآن". واللافت للنظر في المجموعة زيادة جرعة الجنس، حتي يكاد يكون هو محور القصص جميعا، غير أنه لا يتناول الجنس بقدر ما يستغله تجاريا. كان يمكن لطاهر أن يعتبر "أتوبيس 13" هو الكتاب الساخر رقم 19، وأن يفخر بتحقيقه لنسبة مبيعات عالية تمكنه من التعاقد علي كتابه الجديد مع دار نشر جديدة، وقتها كان يمكن التفاوض حول طبيعة ما يقدمه ومستواه، غير أن إدارج اسم أصلان علي صدر المجموعة جعله مطالبا بتقديم إثبات ما، أو المواجهة.