علامات ناقصة

أظَلُّ هَنا
ومِجذافي بعكْس الريح والتيار
يسْحبُ خَلفهُ السُّفُنا
لِذاكرة تفيض،
لثورة تطفو
لنور حائر في الليل كيف يُسابقُ الزّمنا
بنجع الماسخ الأحلامُ باهتةُ الخُطي
تُفضي إلي أمل ولا تُفضي
لها شجرٌ يضُمُّ الطيرَ تحتَ جناحهِ الفَيْضي
وأغنيَة مُلوّنة بكَرْز الشوق،
حنّاء التّوَهُّج
زهرةِ الفَورات
آفاق تشُقُ حقيقة الإنسان عن شمس وعن أرضِ
وأصوات تُصارعُ بَعْضها
فلَها لغَات الكَوْن طاولة تطيرُ طيوْرها وتَحُطّ
فالدَّنيا بها نُقَط مبُعثرة، مُجَمّعة.
مُرحّبة، مُوَدعَة بلا فَِقْد ولاعِوَض.
فكيف أُنيِخُ قافلتي ببحر النار،
حقل الشّوك،
كيف.. وتَحْتيَ التّيّارُ مدْفُوعٌ إلي غَرضي
تحدَّيْتُ الحقيقة: أنني تَمَرُ التُّراب،
مسافةُ النّسيان
صمتُ الوقت بين حَبائل المرضِ.
وسرت
وسارتَ الأيّامُ تمْسكُني وتَدْفَعني
بلا أهل ولا وطَنِ
وصايا البرَق للظلماء
دربُ الريح، دمْعُ الماء
ذائقةُ التّفَرّد، غُرْبةُ الأضواء
كَهْفُ الأمْنيَات، تَقَصّف الزَّمن
وخطوٌ ضاربٌ في العمُر منِ وتَر إلي وتَر
يَدُوس أنينهُ المجروحَ فوقَ تَميْمة الشّجن!
بنجع الماسخ الشّعُر التُّرابُ بعَينه
وسقوط أقبيةِ الفراغ علي صخور المَوت
تَحملُني سحابَتُهُ وتَنْثُرني
فأين أنا؟.. أصيح
ولاتَرُدُّ الرّيحُ
يسقطُ صوتي المذْبُوحُ بينَ الصّحْو والوَسَن
فذاك الطّفل هذي الأرض تَعْرفُهُ
وهذِي الرعْشْةُ الزّهْراءُ للشّجَر المُتَيم
فوقَ كفّ الفًجْر
هذي الضحكة الحَوْراءُ للشمس التي تسري ولاتَسْري
وإذْ يبكي النّدَي حُبّا
فَينْظمُ دَمْعُه الألوانَ بالشّجَن المُقَطّر
حَالَما يتشجّرُ الطّيرُ ابتهاجاً: روضةً تَتَحَدّرُ الثّمَراتُ مِن فَمها غِناءً
إذْ يَطيرَ النّيلُ يَرْعي الماء في حقْل الفضاء
ووحْدَها تتكاتَفُ الظلماءُ حاملةً -لتَعْبرَ- مَوكبَ القَمر!.