بما أنني في الرابعة والأربعين، سأعطي بعض النصائح حول فن كتابة القصة القصيرة. لا تكتب أبداً قصة واحدة، فبكل شرف يمكن أن يظل الواحد يكتب نفس القصة حتي يوم وفاته. الأفضل أن تكتب قصتين، أو خمس قصص. لو وجدت لديك الطاقة الكافية، اكتب تسع قصص أو خمس عشرة قصة. انتبه: غواية أن تكتب قصتين خطيرة جداً مثل كتابة قصة واحدة، لكنها تحمل في داخلها نفس اللعبة القذرة واللزَجةَ الخاصة بمرآيا العشاق. يجب أن تقرأ كيروجا، يجب أن تقرأ فليسبيرتو ارنانديث، يجب أن تقرأ بورخس. يجب أن تقرأ رولفو، مونتيروسو، جارثيا ماركيز. القاص الذي يقدر قصصه ولو قليلاً لا يقرأ ثيلا ولا أومبرال. نعم سيقرأ كورتاثر و بيو كاساريس، لكن بشكل ما ثيلا وأومبرال. أكرر مرة أخري حتي يبقي واضحاً: لا ثيلا ولا أومبرال، ولا حتي في الرسم. القاص يجب أن يكون شجاعاً. من المحزن الاعتراف بذلك، لكن الأمر هكذا. القصاصون يتفاخرون أنهم قرأوا بيتروس بوريل. بالفعل، من الملاحظ أن قصاصين كثيرين حاولوا تقليد بيتروس بورل. خطأ كبير: كان يجب أن يقلدوا بيتروس بورل في ملابسه! لكن الحقيقة أنهم لا يعرفون شيئاً عن بيتروس بورل! ولا عن جوتير، ولا عن نيرفال! طيب: لنصل إلي إتفاق. ليقرأوا بيتروس بورل، وليلبسوا مثل بيتروس بورل، لكن ليقرأوا أيضاً لجولس رينارد ومارسيل سكووب، خاصة لمارسيل سكووب وليعبروا منه إلي الفونسو رييس ومنه لبورخس. الحقيقة أننا شبعنا جميعاً من إدجار آلن بو. فكروا في النقطة رقم تسعة. الواحد يجب أن يفكر في التسعة. ولو كان ممكناً: وهو علي ركبتيه. كتب ومؤلفون منصوح جداً بقراءتهم: عما هو رفيع، سيودو لونجينو؛ سونيتات التعيس والشجاع فيليب سيدني، الذي كتب سيرته لورد برووك؛ مختارات سبوون ريفر، لإدجار لي ماسترز؛ انتحارات نموذجية، إنريكي بيلا ماتاس. اقرأوا هذه الكتب واقرأوا أيضاً تشيخوف وريموند كارفر، واحد من الاثنين هو أفضل قصاص منحه لنا هذا القرن.