بهدف توعية المواطنين بمبادئ العمل السياسي، يعقد معهد جوته بالقاهرة حاليا مجموعة من الندوات وورش العمل لتعريف الشباب بوسائل الإعلام الجديدة مثل الصحافة الإلكترونية و غيرها حتي يتمكنوا من مواكبة الأحداث ويصبحوا فاعلين في الحياة السياسية. وينظم تلك الندوات "ملتقي تحرير الثوار"، بدعم من معهد جوته، لتعريف المواطن المصري بالأحزاب الموجودة علي الساحة ، ومناقشة مؤسسيها وبرامجهم السياسية وآليات عملهم في الانتخابات المقبلة. وتعقد الندوات مساء كل أربعاء و تستمر حتي فبراير القادم، وقد بدأت بالفعل مع كل من الإخوان المسلمين، و المصريين الأحرار. وفي ندوة مع الحزب المصري الديمقراطي تحدث فيها اثنان من مؤسسي الحزب هما الناشر محمد فريد سعد زهران، ود.عماد جاد بدروس الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، وأدارتها مني شاهين المسئولة عن إدارة ندوات المشروع التي قالت لأخبار الأدب إن سبب اختيار معهد جوته يرجع إلي قربه من ميدان التحرير بالإضافة إلي تقديمه عرضاِ داعماٍ للبرنامج من دون التدخل فيه، بهدف نشر التوعية السياسية للشباب بالمجان، حيث لا يتطلب الأمر من الدارسين سوي اجتياز إمتحان للقدرات، وأضافت إن هناك حملة أخري موازية تحت عنوان"طرق الأبواب" تهدف إلي نشر التوعية السياسية في القري. ثم تحدث محمد فريد زهران الذي اعتبر التحيز لموقف من دون معرفة القوي الموجودة علي الساحة بتأمل وعمق من وجهه نظره خطأ فادحا، لأن كثيرا من الأمور لاتزال ملتبسة، وشرح كيف تم اختيار اسم الحزب بعناية، بحيث يكون معبرا عن التنوع الثقافي في مصر بكل ما فيها من عمق حضاري وتعددية ثقافية، وأضاف أن مصر بحكم موقعها الجغرافي لها انتماءات بعضها دارج لدرجة الابتذال:"مثلما نقول إننا داخل الدائرة العربية أوالإسلامية، وبعضها مسكوت عنه مثلما نقول إننا داخل الدائرة المتوسطية، أو في الدائرة القبطية عندما نتفاوض علي ماء النيل مع الكنيسة الإثيوبية، بينما علينا العمل علي تعايش هذه المكونات جنبا إلي جنب في إطار من التواصل و التفاعل، لا التناقض و التصارع". و أوضح إيمان الحزب بالعدالة الاجتماعية، التي تضمن تكافؤ الفرص وتستهدف حدا أدني للدخل وخدمة صحية وسكنا مناسبا و تعليما حقيقيا، كما أكد أن الحزب المصري لا يحسب علي أي من التيارات فهو يقدم طرحا سياسيا جديدا، وهذا هو مصدر جاذبيته الرئيسي , وأحد أسباب صعوبة بنائه. وأضاف أن الحزب يدعو إلي تمكين كل فئات الشعب من المشاركة في إدارة الشأن العام، مع رفض كل التمييز و التهميش الذي عانت منه مجموعات مثل النساء و الأقباط و البدو و النوبيين و غيرهم، كما أن الحزب يدعو إلي عولمة إنسانية من خلال الانفتاح علي العالم و التواصل معه وبخاصة البلاد الناهضة و الساعية لموقع أفضل في العالم. و تحدث عماد جاد حول أهمية حقوق المواطنة التي تقوم علي أساس الدولة المدنية الحديثة التي يتساوي فيها المواطنون في الحقوق و الواجبات، بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو العرق أو الثروة أو الأصل الاجتماعي أو الانتماء السياسي،و نادي بعودة التعليم المجاني إلي مستواه السابق، وأن تعود المستشفيات الحكومية للإستعانة بأمهر الأطباء، كما كان يحدث من قبل، و سرد تجربته في اتخاذ قرار الانخراط في الحياة السياسية لأول مرة بعد ثورة يناير، بالمشاركة في الاستفتاء، وعبر عن أمله في استعادة مصر لمصريتها كدولة مدنية، تشترك إيجابيا مع العالم لتعود كما كانت قبل سنة1952 أكثر تطورا من ايطاليا و إسبانيا و اليونان: "فنحن مجتمع عريق في الديمقراطية. لذلك كان يؤلمني القول إن الشعب المصري غير قادر علي الديمقراطية "، وحكي كيف تمت بلورة أهداف الحزب سريعا، من منطلق أن مصر لن تتحمل الآن أي جدل أيديولوجي، ثم توصلوا سريعا للاتفاق علي مجموعة مبادئ ،تمثلت في أن تكون مصر دولة مدنية قائمة علي المواطنة و المساواة وحقوق الإنسان، تحت نظام ديموقراطي برلماني أو رئاسي فلن نختلف، الانتخابات بالقائمة أم بالفردي فلن نتجادل، وبحثنا عن رموز مصرية لا تتوافق مع النظام السابق وكان الدكتور محمد أبو الغار الذي قبل الانضمام لكنه رفض رئاسة الحزب، و الدكتور محمد غنيم، و الدكتور حازم الببلاوي، ثم انضم الدكتور نور فرحات و السفيرة مرفت التلاوي و المخرج داود عبد السيد...وغيرهم ، إلا أن النسبة الأكبر من الأعضاء جاءت من الشباب. كما يسعي الحزب إلي التنمية الاقتصادية التي تتحقق من خلال اقتصاد السوق الملتزم بالعدالة الاجتماعية، وتشجيع الاستثمار، و القضاء علي الاحتكار، و تدعيم التعليم و البحث العلمي، ووضع هدف خلق الوظائف و التشغيل كأولوية قصوي للسياسات الاقتصادية، و في مجال التنمية المستدامة يجب الحفاظ علي مواردنا الطبيعية لصالح الأجيال القادمة، و العمل من أجل بيئة صحية نظيفة، و في مجال السلام العالمي و الإقليمي أكد أن الحزب سوف يعمل علي السعي لوقف التسلح ونزع أسلحة الدمار الشامل في العالم و المنطقة، مع مناهضة كل القوي و النظم العنصرية و المتعصبة و العدوانية، و تحقيق السلام في الشرق الأوسط من خلال تبني القرارات الدولية كافة ودعم حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة..