رجاء النقاش قال عنه: نعمان عاشور يعرف ما يريد أن يقوله بدقة وعمق وشمول، وهو من ناحية أخري يملك مهارة وخبرة دقيقة بالمسرح. كما أنه إنسان بسيط إلي أبعد حد، فقد كان وديعا لا يعرف العنف، وكان دائم المجاملة للناس لا يميل إلي الاختلاف مع الآخرين، ولا يحب الصراع الحاد في أي موقف، كان من النوع الذي يؤثر التعامل بالحسني مع الجميع حتي لو كانوا من أعدي أعدائه وأشد المحاربين له والواقفين في طريقه. وأشار محفوظ عبد الرحمن إلي أن نعمان عاشور كان يجيد التهرب من سماع الثناء عليه، فضلا عن أنه كان متحدثا ممتازا. وقد وصف المسرح المصري قبل عاشور موضحا أنه: إما ممصرا أو تدور أحداثه في صالونات الأرستقراطية أو في قلاع تاريخية، لكن نعمان غاص في الطبقات الشعبية واستخرج منها أجمل ما يمكن تقديمه علي المسرح. أما صبري العسكري فقد أوضح أن نعمان عاشور كاتب تعد مصر عنده هي البدء والنهاية.. هي الماضي وهي المصير، العلاقة بينهما علاقة إنسان بقدره، والإنسان يحمل قدره علي كتفيه، يستعذب حمله ويتعذب به في الوقت ذاته. وأكد جلال العشري أن نعمان عاشور صاحب دور ريادي في مسرحنا الحديث، استطاع أن ينقل التأليف المسرحي من المرحلة الفضائية حيث كان المسرح تعبيرا عن ذات الكاتب وثقافته إلي الواقعية العلمية. وبعد أيام قليلة من وفاة نعمان كتب الناقد د. لويس عوض قائلا: في نظري نعمان عاشور هو مؤسس الواقعية الاشتراكية في مسرحنا المعاصر الذي ازدهر خلال الخمسينيات والستينيات. بينما ذكر المخرج نبيل الألفي أنه باستثناء جانب محدود من كتاباته الأخيرة، اعتاد نعمان عاشور أن يلجأ في صياغة مسرحياته إلي البساطة التي تتسم بالعمق والشاعرية والصدق التاريخي. في حين قال د. عبد العزيز حمودة: عندما نتحدث عن مسرح نعمان عاشور لابد أن نسلم بأنه علي رأس ما سمي بالموجة الثانية، وأنه قد أرسي قواعد الكوميديا المصرية المعاصرة بمعني اختلف عن توفيق الحكيم، بل زاد عليه في أنه لم يكن يبدأ بفرضية فكرية صرفة يفصّل حولها الشخصيات، بل كان يبدأ بموقف تعيش فيه الشخصيات. أما الفنانة سميحة أيوب فأكدت أن نعمان عاشور كان أحد فرسان الدراما المصرية الأصيلة الذين ظهروا خلال الستينيات، وقدم للمسرح الأعمال التي تروي قصص الأسرة المصرية بكل ما فيها من عطاء وحب وعمق مع طرح قضايا مجتمعه الواقعي، لذلك جاءت أعماله تحمل المفاهيم الفكرية ذات الصبغة الواقعية، فعاشت وستظل تعيش بقيمة الروح الإنسانية وعمقها في شخوصه المسرحية. بينما وصفه المخرج سعد أردش بأنه رائد جيل كامل من كتاب المسرح ليس في مصر فقط ولكن في العالم العربي كله، وهو بهذا المعني يعتبر أستاذا لأجيال متتالية لازالت حتي اللحظة تتعلم علي يديه. أما الفنان محمود الحديني فقد أوضح أن نعمان عاشور هو من أعطي للمسرح المصري نكهته الطبيعية الواقعية، وتمكن بجدارة من الغوص في أعماق المجتمع مقدما كل تناقضاته. ورآه الزميل الناقد الصحفي والكاتب المسرحي نبيل بدران أجدر من كتب عن الصراع الطبقي ورصد بمهارة انعكاسات التحولات الاجتماعية والاقتصادية علي الناس، وبرغم الحالات والمظاهر والتصرفات السلبية التي انتقدها وتهكم عليها، كان بصيص الأمل يلوح دائما في أغلب مسرحياته مبشرا بحياة أخري قادمة قد تكون أفضل. بينما قال د. فوزي فهمي: تشكل أعمال نعمان عاشور المسرحية تجربة إبداعية بالمعني الحرفي لكلمة إبداع، إذ تصدي للترابطات الجوهرية في تركيبة المجتمع المصري، وهذه هي أحد أهم التوجهات في النزعة الواقعية حتي تتجاوز تلك الإبداعات مستوي المباشرة، وبذلك خلق شخصيات مكتملة ولم يكن واصفا من السطح. أما شيخ النقاد الفنيين جليل البنداري فقد سأله عن رأيه في نفسه فرد قائلا: "أنا سريع التأثر.. قليل الحيلة.. سهل القياد.. موسوس.. متردد.. مسرف جدا.. خجول لحد العبط"