لم يتوقع المحللون و النقاد أن يتصدر قائمة الأعلي مبيعا العام الماضي كتابان لإ ثنين من الأموات ورئيس سابق خرج من منصب الرئاسة قبل سنتين تاركا بلاده وسط إنهيار إقتصادي، توقع معه هبوط شعبيته. رصد تلك الظاهرة توم فرانكلين الأديب الفائز بجائزة فرانكلين بقوله: "يبدو أن الموتي أصبحوا الأعلي مبيعا في العام الحالي بداية من ستيج لارسون وثلاثية ألفيته، إلي مارك توين وسيرته الذاتية التي أراد حجبها حتي تمر مائة عام علي وفاته، فعندما فكر محرري مطبعة جامعة"كاليفورنيا"مليا في الطلبيات المحتملة للسيرة الذاتية لمارك توين"35 جنيها استرلينيا"، توقفت توقعاتهم المتواضعة عند رقم 7500 نسخة، إلا أن توزيعها فاق كل التصورات، واحتلت المركز الأول، وباعت سته طبعات حيث بلغت مبيعاتها حتي الآن 275 ألف نسخة، حتي أن الناشر لم يستطع ملاحقة طلبات القراء، تاركا أرفف المكتبات و مواقع البيع علي الإنترنت خالية من أي نسخة، رغم بدء موسم القراءة مع اجازة الكريسماس و رأس السنة، حتي وصل الأمر إلي الإعلان عن إمكانية الحصول عليها بأسبقية الحجز، فعلي حد تعبير أصحاب المكتبات لايوجد شخص ولو علي مرمي حجر من نهر المسيسبي لم يرتبط بصورة ما بمارك توين، حتي أن مخازن"بانز آند نوبل، في "شيكاغو" و "بوستون" و"أوستن" و غيرها من الولاياتالأمريكية، وحتي الباعة المستقلين، حصلوا علي وعد غير مؤكد بالحصول علي نسخ منها خلال منتصف يناير، حتي تعجب البعض من استغراقهم كل ذلك الوقت في إعادة طباعة تلك المذكرات، التي يصر الجميع علي اختيارها كأفضل هدية لعيد الميلاد. أما ستيج لارسون وكتابه"ثلاثية الألفية" المكون من ثلاث أجزاء هي:"الفتاة ذات وشم التنين"، و"الفتاة التي لعبت بالنار"،و"الفتاة التي ركلت عش الدبابير"، فقد باعت أكثر من 35 مليون نسخة حول العالم، حيث توفي المؤلف في نوفمبر 2004 قبل أربعة أشهر من صدور الكتاب، ويدور الجزء الأول منه حول عالم الجريمة والسياسة في حياة فتاة جامحة، وانتج عنها سلسلة من الأفلام الناجحة، لاحتوائها علي الخلطة السحرية من جريمة و عنف و جنس، وتدور حول فتاة غريبة الأطوار، بملابس سوداء، ينتشر الوشم فوق أنحاء جسدها، ذات موقف معادي للمجتمع إلا أنها تتمتع بذكاء فوق العادة، وذاكرة فوتوغرافية حادة، تعتمد علي مهاراتها التكنولوجية في إختراق أنظمة الكومبيوتر، للإنتقام ممن أساءوا إليها، بينما الشخصية المحورية الذكورية لمراسل شاب"ميخائيل بومكيفست، يعمل بجريدة صغيرة مستقلة بالعاصمة السويدية"ستوكهولم" تحمل إسم"ميلينيا"، يعمل مع سالاندر علي حل سلسلة من الجرائم العنيفة المثيرة للقلق، لانطوائها علي فساد مالي و سياسي، مع تجارة المخدرات، مشمولة بالتعذيب و القهر الجنسي، في قالب روائي متعدد الشخصيات والأماكن، مغلفا بوقائع حقيقية مستقاة من المجتمع السويدي الحديث. من بين كتب الأحياء كتاب جي دبليو بوش"نقاط إتخاذ القرار" الذي وصلت مبيعاته إلي المليون بسرعة البرق، متحديا جميع التوقعات، وبينما نجد كتباً للشباب و الأطفال ظهرت نتائج توزيعها صادمة و مخيبة للتوقعات مثل كتاب"مذكرات طفل جبان" لجيف كيني الذي تعرض توزيعه لضربة قاضية، كذلك آخر كتاب في ثلاثية"ألعاب الجوع" لسوزان كولينز الذي أعتبر سقوطه صدمة بعد نجاح جزئيه السابقين له، نجد كتب أخري بالرغم من أنها حظيت بحملة إعلانية موسعة، شهدت سقوط ذريع في المبيعات مثل "بيت القرد" لسارا جران صاحبة كتابي"ماء للفيلة"و"إمبراطورية حجرات النوم"، وتتمة سلسلة"تحت الصفر" لبريت إيستون. وعلي الجانب الآخر هناك كتب حظيت بنجاح ساحق تجاوز كل التوقعات بسبب البداية التسويقية الهادئة، أو إشادة النقاد و الموزعين و القراء،وهم ما يطلق عليهم المحلل "كتب يتواصل رواجها"، أحدهم يحمل إسم علي مسمي:"الكتاب الكامل" لديبورا أندروود وتستكشف من خلاله جميع الأعمال الفنية التي يمكن أن تملأ حياة الطفل طوال اليوم، وكتاب"موسوعة الإتقان" لجيسيكا كيروين جنكيز، وهو دليل مشذب و بسيط لوسائل الإستمتاع بالحياة، بداية من لعب كرة الريشة وحتي إحتساء الشمبانيا، تم إصداره خصيصا للكريسماس و أعياد رأس السنة، بلغت الطبعة الأولي منه في أوائل نوفمبر 12 ألف نسخة، ووصلت طبعته الثالثة حتي الآن إلي23 ألف نسخة"طبقا لتقرير مؤسسة نيسلون لإحصاء الكتب،تم بيع أربعة آلاف نسخة منها حتي الآن"، أما كتاب"المهووس" لإليف باتومان، وهو رحلة أدبية هزلية داخل الأدب الروسي الكلاسيكي، إنتهت بأسانيد دامغة حول مقتل "ماكدونالدز"و"كنج كونج"! صدر منه حتي الآن ستة طبعات، باعت الطبعة الأخيرة منها 15 ألف نسخة"طبقا لنيلسون" خلال النصف الأول من شهر ديسمبر، كما نفدت طبعته الأليكترونية من علي موقع "أمازون"حيث علق توم نيسلي رئيس تحرير الموقع علي ذلك قائلا:" إنه يحتوي سخرية لاذعة، وأن ما لاقاه من نجاح شئ مدهش، ومفاجئ" وأضاف:"أن ليف بولمان وضع أمام دارسي الأدب الروسي شخصيات لها العجب، صاغهم علي شاكلة الشخصيات التي يدرسونها"، وجاء كتاب "رسالة ملتوية" لتوم فرانكلين علي قمة مبيعات الموزعين المستقلين، علاوة علي إصدار" بارنز آند نوبل" توصية بقراءته علي مسئوليته، ظلت تلك الرواية ضمن قائمة افضل الكتب الأدبية في جريدة "نيويورك تايمز"، وباعت حتي الآن أكثر من عشرين ألف نسخة، وكتاب" إمبراطورية قمر صيفي" لإس سي جويان، و يدور حول تاريخ إحدي قبائل الهنود الحمر"الكومانشي"، ويعتبر مثالا للنجاح المستمر و الثابت، حيث صدرت له حتي الآن 17 طبعة، ووزع أكثر من تسعين ألف نسخة خلال ستة شهور، وورد ضمن قائمة المائتي كتاب الأعلي مبيعا في"الأمازون".