لا يمكننا الحديث عن التجريب الموسيقي دون ذكر الموسيقي الروسي - الفرنسي الكبير "-يجور فيودوروفيتش سترافنسكي" فهو واحد من الموسيقيين الذين قدموا مؤلفات موسيقية أوركسترالية بفكر جديد بعيد عن النمطية التقليدية. ولد سترافنسكي في السابع عشر من يونيو عام 1882م، بمدينة بطرسبيرج بروسيا، وتلقي دروسا في التأليف والتوزيع الموسيقي، ثم راح يتنقل بين سويسرا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وفي عام 1934 حصل علي الجنسية الفرنسية. مرت مؤلفات سترافنسكي بثلاث مراحل فنية، المرحلة الأولي : وهي مؤلفاته لموسيقي الباليه في الفترة بين (0191 - 3291) وأنتج خلالها موسيقي باليهات (طائر النار، بيتروشكا، طقوس الربيع )، وقد أحدثت موسيقي باليه "طقوس الربيع" أو"قداسية الربيع" عام 1913 انقلابا موسيقيا في فرنسا عند عرضها لما استخدمه من تقنيات جديدة في نوعية الموسيقي مثل استخدامه لنغمات متنافرة، وتعارض بين الخطوط اللحنية لآلات النفخ الخشبي والنحاسي، وتداخل للإيقاعات وتعددها في آن واحد ، واستخدام تظليلات صوتية متنوعة ومتداخلة، كل ذلك في محاولة لمحاكاة أصوات الطبيعة أو التعبير عنها، وإبراز التباين بين فصول السنة. وقد استوحي موسيقي بعض مؤلفاته في هذه المرحلة من موسيقي الفلكلور الروسي كما في موسيقي باليه "العُرس" وموسيقي مسرحية "قصة جندي". المرحلة الثانية: والتي كانت بين الأعوام (3291 - 8491) وفيها قدم سترافنسكي مجموعة من المؤلفات الموسيقية في شكلها التقليدي ونذكر منها "سيمفونية في ثلاث حركات" و"سيمفونية الترانيم المقدسة". أما المرحلة الثالثة : وهي التي استخدم فيها سترافنسكي الأثنتي عشرة نغمة والمعروفة بال"دوديكافونية" التي وضعها "شوينبرج" وظهر ذلك في أعماله التي ألفت في الفترة بين (1948-1958) ونذكر منها المؤلفة الكورالية " تريني" ، وموسيقي باليه "صراع". وتوفي سترافنسكي في السادس من ابريل للعام 1971.