1 كثيرة هي السنوات التي قضيتها علي دروب الصحراء جيئة وذهابا اتركوني وحدي أفتح قلبي كما أشاء .. هنا السماء صافية كوجه نبي لا ضجيج يغلف ليل البائسين ، ولا سهرات بالفنادق الكبيرة ، ولا أصدقاء تلهيهم الأيام عني .... لا أحد هنا يسمع أغنيتي ، ثغاء الماعز يذكرني بمرارة في الحلق كنت قد نسيتها ، وذكريات هزيلة تموء في الضلوع أغنيتي التي رويتها بدموعي ليال طويلة كبرت كشجرة وحيدة عرّشت علي دروب الصحراء سامقة بلا خوف ولا ملل تلف أغاني الرعاة بظلها الوثير 2 الأحلام سفينة ضخمة ترسو علي شاطئ الأيام ولا تقلع أبدا 3 كثيرة هي الدروب التي انزلقت من تحت أقدامنا وتركتنا للفراغ فتحنا صدورنا للريح وقلنا لا بأس طالما هناك سقف يحرس الأيام القادمة 4 الباب الموصد أبدا لا يصمد طويلا في وجه الريح 5 الحياة كوب مليء نصفه دموع ونصفه أمل 6 الأمل يظل أملا حتي لو صار شجرة واهنة تشتبك جذورها مع حافة الهاوية لذا في كل صباح أفرد ذراعيّ لأقصي ما أستطيع منتظرا أن تنبت لي أجنحة 7 هديل الحمام في عشه الدفيء يجر أمام ناظريّ شريط الذكريات .. ، وحده القلب يبكي بلا دموع 8 أية حيرة تلك في ليل شفيف صامت مرصع بالنجوم بينما الروح حبلي بالسؤالات !! 9 بدلا من صنع أسلحة للخراب لم لا يهتم البشر بصنع مجارير للهموم أو آلات ذكية لتنقية الصدور من الغدر والزيف ، لتقليم أظافر القبح والنفاق ، لردم الدسائس ، لتطهير الهواء من التلصص .... خارت قواي أيها العالم وتفتقت براعم شجرتي عن ورود سوداء . 10 صوت الحادي يملأ الفراغ فتسيل أودية من حنين قطعت القافلة شوطا مجهدا للأمام وقلوب الرجال ترنو للخلف نحو نقطة الابتداء . 11 رحماك أيتها الوحدة ما هذه القسوة التي تعاملينني بها تضربين حولي جدارا شاهقا من الفراغ !! 12 للظلمة عيون تبصر ، وقلب يحمل في أعماقه حقلا واسعا من الضياء . 13 لن أخفي عليك يا أخي لقد نجوت بمعجزة بالأمس فقط اصطدم قلبي بآهة واهنة لعجوز آهة قذفتها الريح صدفة باتجاهي . 14 من أعماق السحاب نظر الماء في قلق للأسفل وحين رأي اتساع الشقوق في الصحراء تملكه الخوف وفي الأسفل تطلعت الصحراء للسحاب ، تقافزت في فرح طفولي ، ابتسمت .. فزادت شقوقها اتساعا !! 15 كلما تحدرت دمعة من عين طفل انغرست راية سوداء جديدة في قلب العالم . 16 الصحراء ليس لها جدران حرة كالطير ، لانهائية كالروح ، دروبها مفتوحة أبدا بلا إشارات مرور .. الصحراء امرأة ولود تنجب تربتها كل صباح ألف سؤال 17 رغم أنه كان يحترق إلا أنه لم يصرخ تلك كانت المرة الأولي التي تخترقه فيها نظرة صافية بلون المطر . 18 صوتك ذاك السكون بالعبير واحة خضراء عامرة بالنخيل صوتك ذاك عش تأوي إليه الطيور في المساء .. صوتك الذي غاب يا أمي 19 كلما أشرقت شمس أستند إلي جذع نخلتي التي تحرس البيت ، أحتسي شايا مرا ، أنظر في عيني طفلتي التي تجلس قبالتي تنظر لي .. وتبتسم وخلفها الصحراء شاسعة بلا حدود